كشفت برقيات كشفها موقع ''ويكيليكس'' أنّ الأمريكيين يُراقِبون الضواحي الفرنسية ذات الكثافة السكانية القوية من المهاجرين، ويُبْدُون مخاوف من أن يُثير التمييز ضد المسلمين أزمات متكررة، مما يَجعل فرنسا دولة ضعيفةً، وحليفًا أقل فعالية. ووفقًا للوثيقة فقد قالت السفارة الأمريكية في برقية صيغت في 9 نونبر 2005 المشكلة الحقيقية هي فشل فرنساالبيضاء والنصرانية في اعتبار المواطنين أصحاب البشرة الأكثر سمرة والمسلمين كمواطنين فعليين''. وحذّرت من أن عدم توصل فرنسا إلى تحسين أوضاع الأقليات فيها ومنحهم تمثيلاً سياسيًا، يمكن أن يجعلها ''بلدًا أكثر ضعفًا وانقسامًا وأكثر عرضة للأزمات''. وأوْضَحت البرقية ''أنّ الهدف يكمن في توعية الشعب الفرنسي على المستويات كافة، لزيادة جهود فرنسا في ترجمة مثلها الخاصة بالمساواة بين البشر، ونتيجة ذلك جعل المصالح القومية الأمريكية تتقدم''. وفقًا لصحيفة ''الشرق الأوسط'' وبعد إشارتها إلى نقص في المرونة من جانب المؤسسات الفرنسية للتأقلم مع تركيبة سكانية آخذة في التنوع، حذّرت البرقية من أنّ عدم توصُّل فرنسا إلى تحسين أوضاع الأقليات فيها ومنحهم تمثيلاً سياسيًا، يمكن أن يجعلها بلدًا أكثر ضعفًا وانقسامًا وأكثر عرضةً للأزمات وانغلاقًا على نفسه، وبالتالِي حليفًا أقل فعالية. ورأَى الدبلوماسيون الأمريكيون أنّ فرنسا لم تستغلَّ بالكامل الطاقة والاندفاع والأفكار لدى أقلياتها، على الرغم من أن الأقليات المسلمة الفرنسية أفضل اندماجًا من الأقليات المسلمة في أماكن أخرى من أوروبا، وشدّدت على وجود مشكلة تمييز كبيرة. يذكر أن فرنسا تضمّ أكبر عددٍ من المسلمين في أوروبا مع 5 إلى 6 ملايين شخص أصلهم بشكل أساسي من دول المغرب العربي وإفريقيا. من جانب آخر، دعا منسّق الاتحاد الأوروبي المسؤول عن مكافحة الإرهاب ''غيل دي كيرشوف'' إلى مكافحة التمييز والتهميش الاجتماعي للمسلمين في أوروبا، وذلك في ختام اجتماع وزراء الداخلية والعدل في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي. وقدم ''غيل دي كيرشوف'' في ختام الاجتماع ببروكسل الجمعة الماضية ورقة بحثية بشأن استراتيجية مكافحة الإرهاب في التكتل الأوروبي بالإضافة إلى تقريره السنوي بشأن تفعيل خطة عمل الاتحاد الأوروبي حول مكافحة الإرهاب. وقال الوزراء في بيان لهم: إنّ ''كيرشوف'' ركّز في ورقته البحثية على خمسة تحديات أساسية يجب إعطاؤها الأولوية كما قدم عددًا من التوصيات من بينها مكافحة التمييز والتهميش الاجتماعي للمسلمين في أوروبا. وتبنّى الاتحاد الأوروبي في دجنبر 2005 استراتيجية مكافحة ''الإرهاب'' التي تقدم إطار عمل لأنشطة التكتل الأوروبي في هذا المجال وتدعو ضمن بنودها إلى التعاون على مستوى الاتحاد لمنع تنقل ''الإرهابيين''. وأشار البيان إلى أنّه ''في ضوء سفر الأوروبيين إلى مناطق الصراعات أو حضور معسكرات تدريب للإرهابيين في دول مثل اليمن أو الصومال أو أفغانستان أو باكستان ثم العودة إلى ديارهم فإنّ الاستراتيجية تدعو إلى تطوير روايات مضادة تظهر أنّ (النضال المسلح) ليس مثيرًا بالشكل الذي قد يعتقده المجندون المحتملون''. وأقرّ الاتحاد الأوروبي أيضًا استراتيجية وخطة عمل شاملة لمكافحة ''الأصولية'' وتجنيد الأشخاص بجماعات إرهابية. كما تبنّى الوزراء قرارات بشأن منع الجرائم التي ترتكبها جماعات إجرامية متنقلة ومكافحتها بالإضافة إلى خطة عمل بشأن مكافحة الاتجار غير الشرعي فيما يسمى بالأسلحة النارية الثقيلة.