ارتفعت حصيلة ضحايا أعمال العنف بمدينة العيون في صفوف رجال الأمن إلى 10 أفراد بعد ما لفظ 3 منهم أنفاسهم في المستشفى متأثرين بجروحهم يوم الأربعاء 10 نونبر 2010. وأفادت مصادر من عين المكان أن المدينة تكبدت، جراء أعمال التخريب ليوم الاثنين الماضي، خسائر مادية كبيرة همت الممتلكات الخاصة للمواطنين ومؤسسات عمومية. وأكدت المصادر أن أن كل من الاكاديمية الجهوية للتربية والتعليم بالعيون ومحكمة الاستئنتاف والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات ''أنابيك'' قد تعرضتا لإحراق أرشيفهما. من جهته، أكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية السيد عبد الإله بنكيران أن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية هو مشكل قائم بين المغرب والجزائر. وأوضح بنكيران الذي حل يوم الثلاثاء 9 نونبر 2010 ضيفا على برنامج (حوار) الذي بثته القناة التلفزية الأولى أن '' مشكلة المغرب ليست مع البوليساريو بل نتواجه مع الجزائر''، مشيرا إلى أن 35 سنة من الدعاية والدعم الذي تقدمه الجزائر للبوليساريو ساهم في استمرار النزاع. وأشار إلى خطورة الأحداث التخريبية التي شهدتها مدينة العيون مؤخرا، مسجلا في هذا السياق أن العناصر الانفصالية عبرت عن مشروعها التخريبي وعدم مبالاتها بالأعراف. وأكد في هذا الصدد أن القبائل التي خرجت في البداية في احتجاجات اجتماعية محضة، معروفة تقليديا بالولاء للمغرب. وذكر بأن ساكنة المخيم، الذي اقتحمته عناصر فرضت سلطتها، رفضت أن يتم وصف حركتها الاحتجاجية بالانفصالية، إذ عبرت عن مطالب اجتماعية مشروعة، مؤكدا أن العلاقة التي تربط الساكنة الصحراوية بالدولة العلوية تتمثل في رابطة البيعة. ودعا المسؤول الحزبي إلى عودة الرعايا المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف، إلى الوطن الأم، والعمل على تلافي اختراق عناصر تمتهن التخريب للتجمعات السكانية المدنية. بينما اشتكى أزيد من 300 تاجر موريتاني من عمليات السرقة والنهب التي طالت محالتهم بسبب هذه الاحداث. و أكد عدد منهم في اتصالات هاتفية لوكالة أنباء ''الأخبار'' الموريتانية المستقلة إن العديد من المحلات التجارية المملوكة لتجار من موريتانيا تعرضت للنهب والتخريب. وأجمعت الفرق النيابية الوطنية على إدانتها المطلقة واستنكارها الشديد لأعمال الشغب والفوضى التي تسببت فيها عناصر إجرامية بمدينة العيون، والتي قامت بتخريب الأملاك الخاصة والعامة، والاعتداء على أفراد القوات العمومية مشيدة في الوقت ذاته بشهامة وشجاعة أفراد القوات العمومية التي تصرفت بحكمة وتبصر، وآثرت بذل النفس والتضحية عوض السقوط في فخ التصعيد والاستفزاز، حيث ندد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالاستفزازات الانفصالية التي يتعرض لها المغرب، داخليا وخارجيا، ومنها أحداث الشغب التي شهدتها العيون. من جهته أعرب حزب الحركة الشعبية في بيان له عن استنكاره الشديد للأعمال الإجرامية والتخريبية التي حدثت في العيون، كما أعرب رئيس الفريق الحركي عن إدانته للأفعال الإجرامية التي جاءت لتقويض المفاوضات غير الرسمية لإيجاد حل في إطار السيادة الوطنية. من جهته، عبر رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية محمد الأنصاري عن شجبه وتنديده لاستغلال مطالب اجتماعية من قبل عناصر إجرامية ذات سوابق لإحداث الفوضى وتهديد النظام العام. وعلى المستوى الدولي وصف وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ما وقع من أعمال شغب في الصحراء المغربية بأنه ''بالغ الخطورة معتبرا أن مقترح الحكم الذاتي يلقى ترحيبا في الاممالمتحدة'' ''احد عناصر'' تسوية حسب الوزير الفرنسي. و دعا الحزبان الرئيسيان في إسبانيا إلى التعاطي بتوازن مع أحدث العيون، هذا وطالب رئيس الحكومة الإسباني خوسي لويس رودريغث ثاباتيرو من قيادة الحزب الاشتراكي اتخاذ موقف ''متوازن'' بين أطراف النزاع في الصحراء، مؤكدا على أنه من ''المستحيل الاستغناء عن المغرب كبلد جسر بين الشرق والغرب''.من جهتها دعت الأمينة العامة للحزب الشعبي الإسباني المعارض، ماريا دولوريس دي كوسبيدال، إلى توخي الحذر بخصوص المواجهات التي أعقبت إخلاء مخيم أكديم إيزيك شرق مدينة العيون. وقالت دي كوسبيدال إنه يجب الانتظار حتى تتضح الأمور بخصوص المواجهات.وتقدمت المكسيك بطلب إلى مجلس الأمن الدولي من أجل بدء إجراءات الدعوة إلى عقد اجتماع تشاوري حول أحداث الشغب التي شهدتها مدينة العيون ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية ''إفي'' عن مصادر ديبلوماسية أن الرئيس الدوري للمجلس، السفير البريطاني مارك ليل جرانت ''يعتزم التشاور'' مع أعضاء آخرين بمجلس الأمن لتحديد موعد الجلسة.ووفقا لنفس المصدر، فإن وفود الدول ال41 الأخرى أبدوا دعمهم للمقترح المكسيكي بأن يقدم قسم عمليات السلام بالأمم المتحدة تقريرا حول الأزمة التي تعيشها الصحراء المغربية.