استمرت الحياة في مدينة العيون، أمس الثلاثاء، واستعاد السكان هدوءهم، بعد لحظات عصيبة عاشوها، أول أمس الاثنين، على وقع أعمال شغب وعنف، وهجمات إرهابية، أودت بحياة 9 شهداء، 8 من القوات العمومية (القوات المساعدة، والدرك الملكي، والوقاية المدنية).. إضافة إلى موظف في المكتب الشريف للفوسفاط، ونكل المخربون بجثة عنصر من القوات المساعدة، بعد قتله وذبحه، كما أحدثوا إصابات بليغة في صفوف أزيد من 70 جريحا من المدنيين وقوات الأمن. واستعمل المخربون مختلف الأسلحة البيضاء، من سيوف وخناجر، علاوة على الزجاجات الحارقة، وأضرموا النار في عدد من المحلات التجارية والوكالات البنكية ومساكن المواطنين والمراكز الإدارية، وحاصروا الشوارع والأزقة، بواسطة الإطارات المشتعلة. وكانت مصادر طبية أفادت، أمس، أن ثلاثة أفراد من قوات الأمن، كانوا أصيبوا خلال التدخل، الذي قامت به هذه القوات صباح أول أمس الاثنين، لتحرير المواطنين المحاصرين بمخيم "أكديم إيزيك"، قرب العيون، توفوا متأثرين بجروحهم. وبذلك يرتفع عدد أفراد قوات الأمن (القوات المساعدة، والدرك الملكي، والوقاية المدنية)، الذين لقوا مصرعهم إلى ثمانية، واحد منهم، هو عنصر القوات المساعدة، قتل خلال أعمال الشغب، التي شهدتها العيون أول أمس. وهؤلاء الضحايا هم نور الدين أودرهم، ومحمد علي بوعالم، وياسين بوقطاية، وعبد المومن النويشي، ولعيد آيت علا، وبدر الدين الطوراحي، وعبد المجيد أدردور، ومحمد نجاح. وأكد فاعل جمعوي من مدينة العيون، ل"المغربية"، أمس الثلاثاء، أن سكان المدينة استيقظوا في الصباح لإحصاء الخسائر المادية للهجمات الإرهابية، من محلات تجارية وسيارات وأمتعة. ومست أعمال التخريب، حسب المصدر ذاته، ممتلكات المواطنين والدولة، على حد سواء. وأضاف الفاعل الجمعوي ألا حديث لسكان العيون إلا عن الجهة، التي تقف وراء أعمال الشغب، التي قضت مضاجع سكان المدينة، وتردد بين المواطنين أن الجهات الفاعلة دبرت هجماتها بتنسيق محكم مع أعداء المغرب لزعزعة موقفه، عشية انطلاق الاجتماع التحضيري للجولة الخامسة من المفاوضات مع البوليساريو، تحت إشراف الأممالمتحدة. وكان المدير الجهوي للصحة بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، محمد بوحمية، أكد، أول أمس الاثنين، إصابة ثلاثة من عناصر الشرطة بجروح خطيرة في أعمال الشغب بالمدينة. وقال بوحمية في تصريح صحفي، إن مستشفى مولاي الحسن بن المهدي بمدينة العيون استقبل ثلاثة من أفراد الشرطة مصابين بجروح خطيرة، مؤكدا أنهم كانوا يوجدون في قاعة الإنعاش. وأضاف بوحمية أن المستشفى استقبل، أيضا، 20 شخصا أصيبوا بجروح خفيفة إثر هذه الأعمال جراء التراشق بالحجارة. وعادت أجواء الهدوء إلى مختلف أحياء المدينة، خصوصا تلك التي انطلقت منها شرارة الأحداث الآثمة والجبانة، ما يؤكد فشل كل المحاولات المغرضة، التي ما فتئ يقدم عليها أولئك الذين يريدون السوء بالمغرب، ويكيدون له المكائد . واستؤنفت حركة السير بشكل طبيعي في المدينة، وانصرف المواطنون إلى مشاغلهم اليومية، في جو من الأمن والطمأنينة، كما توجه التلاميذ إلى مدارسهم، والتحق الموظفون بمقرات عأملهم، ودبَّت الحركة في أسواق المدينة وشوارعها.