تعتبر جماعة رأس الوادي من الجماعات العريقة بإقليم تاونات، لكن يمكن اعتبارها من الجماعات الأكثر تهميشا وبعدا عن المنجزات والإصلاحات، وهذه جملة من الإشارات التي يجب تدوينها حتى تستفيق الجمعيات المسؤولة من سباتها وتعير أهمية لنواقص تعيق السير نحو القرن الواحد والعشرين: يعد السوق الأسبوعي لجماعة رأس الوادي من الأسواق القديمة بالإقليم غير أنه يعرف انتكاسة حقيقية وتراجعا خطيرا لمدا خيله، مما يؤثر سلبا على مداخيل الجماعة، ولعل أسبابا حقيقية جعلت الوافدين إليه ينفرون إلى أسواق مجاورة وسر هذا النفور أهل التسيير أدرى به؟!! تتوفر الجماعة القروية على مستوصف يبعد عن الجماعة ببضعة أمتار وتترأسه طبيبة تنتقل كل يوم إلى مدينة تيسة (30 كلم) لانعدام الحاجيات الضرورية في سكن لائق وماء وكهرباء.. مما يجعل المواطنين في استياء شديد من هذا التنقل الذي يبعثر توقيت زيارتهم لهذا المستوصف. وتبقى التغطية الصحية لهذه الجماعة ذات خدمات لا تبلغ إلى حد الاستجابة لرغبة المواطنين إضافة إلى غياب قسم التوليد، وقد عرفت المنطقة مؤخرا وفاة زوجة أحد موظفي الجماعة القروية لرأس الوادي، لعدم تلقيها الإسعافات الأولية وعدم وجود مداومة طبية تستجيب لحاجيات شريحة اجتماعية عريضة. تضم جماعة رأس الوادي ساكنة عريضة تجتمع في شكل دواوير عدة وتبقى الميزة الأساسية لها أنها في عزلة حقيقية لانعدام مسالك طرقية وكذلك المحاصرة التي تعرفها زمن هطول المطر، لوجود معظم هذه الدواوير على ضفاف نهري "واد اللبن" و"واد المهر" فلا توجد قناطر يمر عبرها السكان، ولعل زائرا لدواوير "البيار" و"المطالسة" و"عين الخادم".. يبقى في حيرة وجدل مع ذاته، فما السبب في عدم تحرك مسلسل الإنجاز والإصلاحات التي تعزف يوميا معزوفة إصلاح العالم القروي وتنميته؟ وكلما اتجه الزائر جنوب وشرق الجماعة إلا وازداد إحساسه بالعزلة والتهميش الذي يجعل من السكان "مغاربة" خارج التغطية!! أما قطاع التعليم بهذه الجماعة فلا يفوتنا أن نسجل ما تعرف المجموعات المدرسية الثلاث: م. م رأس الوادي وم. م أولاد المهدي، وم. م أولاد العسري من نقص حقيقي وحرمان من الماء والكهرباء والساحات الرحبة لغياب فضاء مسيج، إضافة إلى معاناة المعلمين لانعدام المسالك الطرقية المرملة، وكذا عدم وجود سكن لائق وعدم الإحساس بالأمن داخل السكنيات (فرعية عين الخادم مثلا)، ولائحة من المشاكل والمعيقات تزيد الرفع من نسب الأمية بدل محوها، والمتتبع لحال هذه المنطقة يبقى حائرا في دهاليزها المظلمة ويندهش من الحالة التي تسير نحوها، في خطوات إلى الوراء.. المراسل