قال محمد العربي المساري وزير الاتصال السابق، يوم الأربعاء 20 أكتوبر 2010، إن إحصاءات ماروك متري تبين أن البرامج الأولى في كل من القناتين الوطنيتين لا يوجد من بينها أي برنامج ناطق بالفرنسية، مشيرا إلى أن هناك معاكسة الجمهور المغربي، حيث إن الفرنسية مفروضة، ومحاربة العربية في الإعلام السمعي البصري وفي الإشهار، عملية مستمرة منذ عقود، بلا جدوى كما هو واضح. واعتبر المساري، خلال ندوة علمية حول موضوع اللغة العربية في الخطاب الإعلامي والتشريعي والإداري بالمغرب، نظمته أكاديمية المملكة المغربية، يومي 20 و21 أكتوبر الجاري بالرباط، أن هناك سعي حثيث مدبر، ازداد استئسادا في السنوات العشر الأخيرة، وهو سعي يهدف إلى ضرب الفصحى، بالإضافة إلى أن ما يتبلور حاليا على إيقاع تكريس دور الإذاعات الخاصة، ويتم حاليا صياغة دارجة مغربية على مقاس فئة عاجزة عن التعامل بحس فني مع اللغة. وانتقد المساري، خلال عرضه المعنون بالفصحى والدارجة في الإعلام وكالات الإشهار التي بالغت في فرض الدارجة. من جهته، أكد الخبير علي القاسمي في عرضه حول اللغة العربية في وسائل الإعلام أن اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، هي اللغة الرسمية للبلاد طبقا لمقتضيات الدستور، الأمر الذي يوجد استعماله في جميع المجالات، بما فيها المجال الإداري والتعليمي والقضائي والإعلامي والمؤسساتي. إلا أن ما هو موجود في الواقع هو خلاف ما ينص عليه الدستور، حيث إن اللغة الأجنبية غير الرسمية هي السائدة الاستعمال في المجالات المذكورة والعربية الرسمية هي المهمشة والمغيبة عمدا. من جهته قال الحسين وكاك، عضو أكاديمية المملكة العربية، خلال حديثه عن ضرورة إخضاع لغة الإعلام والإشهار للتصحيح عن وجود هجمات على اللغة العربية، ممتدة عبر الأجيال من خلال وسائل وطرق متنوعة، تلونت بألوان إيديولوجية ودينية وثقافية وسعت عبر استخدام مختلف المذاهب النفسية والاجتماعية إلى وصف اللغة العربية بالجمود والتخلف والانحراف والتراجع الحضاري، إلى جانب إظهارها كلغة تفتقد إلى التاريخ والحضارة والعلوم والثقافة. واعتبر المتحدث بأن المعارك على المواقع الإسلامية والثقافة الإسلامية تدخل في ذلك السياق وتهدف إلى فصل اللغة عنها. وتوخت هذه الندوة تفعيل حسن استعمال اللغة العربية في الخطاب الإعلامي والتشريعي والإداري بالمغرب، وإبراز دور هذه اللغة في حماية الهوية الحضارية والذاتية الثقافية، وتأكيد قدرتها على مواكبة المستجدات العلمية والمتغيرات المعاصرة. من جهته، قال عبد الهادي التازي، عضو الأكاديمية، إنه في انتظار أن يتم تعريب العلوم، يجب أن نتحرك نحو الأمام، وأن نقول كلمة حق، وأن نجعل أبناءنا على قدم المساواة مع أبناء الآخرين، مضيفا بالقول:إن الهم الذي نحمله ونحن نفكر في تعليم أبنائنا بالمغرب يجب أن لا يفارقنا ونحن نسمع عن أبناء لنا بالخارج...يبتعدون قليلا عن لغتهم وعن بيئتهم. كما تهدف الندوة، إلى تشخيص الاختلالات في استعمال اللغة العربية، وتصحيح الافتراءات المتجنية، وكشف الخلفيات المتحاملة على الريادة الحضارية للغة العربية، إلى جانب المعالجة العلمية وتقديم الاقتراحات العملية لإحلال اللغة العربية المكانة اللائقة بها.