كشفت نتائج دراسة اجتماعية، تم تقديمها يوم الإثنين 27 شتنبر 2010 بالرباط، أن المغرب تحول من بلد عبور إلى بلد استقبال للمهاجرين الأفارقة، وذلك نتيجة للتنمية الاقتصادية الوطنية. الدراسة تم إنجازها من قبل مركز جاك بيرك للعلوم الإنسانية والاجتماعية والجمعية الإيطالية للتعاون الدولي جنوب - جنوب، وأظهرت أن نسبة كبيرة من هؤلاء المهاجرين يختارون العمل أساسا في مجال البناء. النتائج الأولية لهذه الدراسة، التي انطلقت بداية العام الجاري ونشرت وكالة الأنباء الإسبانية إفي مقتطفات منها، تشير إلى أن الإقامة الدائمة للمهاجرين الأفارقة في المغرب مرتبطة، في كثير من الأحيان، بالحصول على وظائف مرفوضة من قبل المغاربة أو الزواج بنساء مغربيات يعشن وضعا اجتماعيا مهمشا، مثل النساء المطلقات أو الأمهات العازبات. مدير مركز جاك بيرك، ميشيل بيرالدي، أشار خلال الندوة التي عقدت حول الدراسة إلى أن سقوط أسطورة الطيور المهاجرة (في إشارة إلى التصور الذي يحمله المغاربة عن هذه المجموعة) سيساعد على تأسيس وضع مناسب لإقامتهم في البلاد. وأضاف بيرالدي أنه لا توجد آليات دعم كافية، وأن تحول المغرب من بلد عبور إلى بلد مضيف يتطلب التفكير في وضع هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين. وعلى صعيد متصل، وبسبب تنامي ممارسة المهاجرين الأفارقة للمهن الهامشية بالمغرب، أحدثت مفوضية اللاجئين بالرباط مركزا للتكوين المهني، أطلق عليه اسم شرق-غرب، قصد مساعدة المهاجرين الوافدين من بلدان جنوب الصحراء، في الحصول على فرصة عمل. ويستقبل المركز الحديث النشأة ما بين 500 و600 مهاجر من منطقة جنوب الصحراء. وكان بحث ميداني، أعدته الجمعية المغربية للدراسات والبحوث حول الهجرة، أظهر أن المهاجرين يلجؤون إلى العمل في القطاع غير المنظم أو القطاعات التي تشغل الأشخاص غير المصرح بهم، نظرا لكون قانون الشغل والقانون ,0302 المتعلق بالهجرة، يمنعان الأشخاص الذين دخلوا أو استقروا بالمغرب بطريقة غير قانونية من الولوج إلى سوق الشغل. وكشفت الدراسة أن القطاع الذي يصرح به أكثر المهاجرين هو البناء (8,20 بالمائة) متبوعا بالتجارة الصغرى (8,18 بالمائة) والأشغال المنزلية (8,18 بالمائة).