أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون أنها دمرت آلاف النسخ من الطبعة الأولى لمذكرات ضابط احتياط في جيش الاحتلال الأمريكي في أفغانستان، بزعم أنّ المذكرات تحتوي على معلومات تضرّ بأمن الولاياتالمتحدة. وقالت الناطق باسم البنتاغون العميد إبريل كانينام: قرّرت وزارة الدفاع شراء الطبعة الأولى من الكتاب لاحتوائه معلومات قد تضرّ بالأمن القومي، حسب زعمه. وأوضح كانينام أن مسؤولين من البنتاغون أشرفوا الأسبوع الماضي على عملية تدمير قرابة 9500 نسخة من كتاب الضابط برتبة عقيد أنطوني شافر الذي يحمل اسم عملية القلب المظلم، حسبما نقل تلفزيون سي أن أن. في المقابل، قال الضابط الأمريكي: أن يشتري شخص نحو 10 ألف كتاب لقمع قصة في هذا العصر الرقمي أمر مثير للسخرية. ويتحدث شافر في عملية القلب المظلم عن ذكرياته أثناء المشاركة في احتلال أفغانستان، حيث قاد فريق العمليات السوداء في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. واعتبر الضابط، الحائز على الميدالية البرونزية، في مذكراته أن أكبر الأخطاء التي ارتكبتها إدارة بوش هي سوء فهم ثقافة الشعب الأفغاني. وقال العميد رونالد بيرغس من وكالة الاستخبارات الدفاعية: إنّ الوكالة فشلت في الحصول على مسودة الكتاب، مشيرًا إلى أن المذكرات تضمنت معلومات عن نشاطات سرية لقيادة العمليات الخاصة الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي وجهاز الأمن القومي، حسب قوله. وأكدت مصادر أمريكية أن السبب الذي دفع وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى شراء جميع نسخ الطبعة الأولى من مذكرات الضابط الأمريكي في أفغانستان وحرقها، يعود إلى أن الكتاب كشف عن عملية اختراق لتنظيم القاعدة قبل عامين من أحداث 11 شتنبر2001 والتعرف إلى الخطر الذي يمثله محمد عطا قائد منفذي الهجمات بالطائرات على برجي مركز التجارة في نيويورك والبنتاغون في واشنطن . ويكشف كتاب العقيد المتقاعد عن عملية كلّف بها وأربعة آخرون خلال عمله في فرقة عمليات خاصة بالاستخبارات العسكرية تابعة للقيادة الوسطى في .1999 ويشير الكتاب إلى أن المجموعة كلفت في أكتوبر من العام المذكور باختراق حركة طالبان والقاعدة في أفغانستان، في عملية أطلق عليها اسم خطر قابيل. وتوصل الفريق إلى حقيقة شخصية محمد عطا، وحدد مدى خطورته، واستعداده لتنفيذ عمل إرهابي ضد الولاياتالمتحدة. وأبلغ شافر فيليب زيلكو مدير لجنة التحقيق في أحداث شتنبر بالواقعة في عام 2006 وطلب زيلكو من شفر لقاءه في واشنطن، إلا أن اللجنة أبلغت الضابط أنها لم تعد مهتمة بروايته. من جهتها، نفت وزارة الدفاع وجود أدلة على ما يقوله شافر بشأن عملية خطر قابيل، إلا أن رفاقه الأربعة أكدوا حقيقتها، مما أوقع الاستخبارات العسكرية الأمريكية في حرج، زادته محطة تلفزة سجلت شهادات زملاء شافر. وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن شافر وافق مسبقاً على عدم نشر أي شيء عن العملية. ويعتقد محللون أن محاولة طمس واقعة عملية خطر قابيل، تهدف إلى إسكات أسئلة قد تتصاعد وتشير بأصابع الاتهام إلى علم إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش بالمخطط الذي كان يدبره تنظيم القاعدة. فإذا كانت شخصية محمد عطا ونواياه معلومة، فكيف سمح له بالإقامة في الولاياتالمتحدة، وتعلم الطيران لعام كامل في الأراضي الأمريكية؟ وكيف غضّت أجهزة الاستخبارات النظر عن متابعة تحركاته واتصالاته قبل تنفيذ الهجمات؟ ولا يستبعد المحللون علم وزير الدفاع الأسبق اليميني دونالد رامسفيلد بالأمر والسكوت عنه، والتضحية بأرواح آلاف المدنيين كمبرر لغزو أفغانستان والعراق. ومن المعتقد أنه إذا لم تستطع البنتاغون دفن الحقيقة، فإن الحقيقة ستثير التساؤلات والدعوات إلى تحقيقات لن توفر الرؤوس الكبيرة التي حكمت الولاياتالمتحدة مطلع الألفية الجديدة، ولن يكون بوش ونائبه ديك تشيني ووزير دفاعه رامسفيلد استثناء. وكان موقع ويكيليكس الإلكتروني كشف في وقت سابق عن آلاف الوثائق السرية عن جرائم الاحتلال الأمريكي في أفغانستان. وذكرت مجلة نيوزويك الأمريكية أن ويكيليكس ينوي كشف عدد من الوثائق السرية عن الاحتلال الأمريكي في العراق. وأشارت المجلة إلى أن الوثائق التي ستُنشر يفوق عددها ثلاثة أضعاف عدد الوثائق التي نشرها ويكيليكس عن الاحتلال في أفغانستان.