انطلاقا من قوله تعالى إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله، وانطلاقا من قوله تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. نسعى في حركة التوحيد والإصلاح، إلى إصلاح ما اعوج من أحوال الأمة في كل مناحي الحياة الفردية والجماعية، ونسعى لتجديد إقامة الدين في النفس والمجتمع. ونرمي من خلال ذلك إلى أن نكون لبنة في بناء بلادنا، والمساهمة في نهضتها منطلقين من كتاب ربنا وسنة نبينا، وكسب البشرية قديما وحديثا فيما لا يتناقض مع ديننا. في هذا الإطار الكبير عملنا من خلال هذا الملحق أن نبرز مجالات عمل حركتنا والمساحات التي باشرنا في العمل التربوي أو الدعوي إصلاحا وتسديدا وتعاونا مع الخيرين في هذا البلد لدرء المفاسد وجلب المصالح. وشمولية نظرتنا اقتضت أن لا ندع مجالا نحن في الآونة الراهنة قادرون على الإسهام فيه، إلا ضربنا فيه بسهم، رغبة في الأجر وسعيا للإصلاح ما استطعنا. فكان لنا في مجال تزكية النفس وسبر أغوارها وصقل مواطن الخير فيها جهد نحسب أننا وفقنا فيه، لنا في مجال تطوير أداء الأسرة، قياما بواجبها واهتماما بأفرادها، جهد من خلال الحملات الأسرية خلال اربع سنوات، والتي عالجت القضية الأولى في العلاقات الزوجية، ثم تلتها ثلاث حملات اهتمت بإصلاح الولد من خلال التمرن على وسائل التربية الجيدة. كما كان لنا جهد مع الشباب على اعتبار أنهم رأس مال هذا البلد الآمن، وكانت المقاربة ذات بعدين اثنين، بعد درء المفاسد من خلال حملة الوقاية من المخدرات وحملة العفة، وبعد بناء القابليات وتشجيع المبادرات الشبابية الفكرية والابداعية الفنية، فكانت مسابقات القرآن تجويدا وحفظا وتدبرا، وكانت المسابقة الجهوية للإبداع الفني. كما كانت الحركة حاضرة في ميادين الدفاع عن الهوية وتأليف ونشر الكتاب، والمساهمة الثقافية والعلمية من خلال الندوات والملتقيات الفكرية لثلة من أبناء الحركة وشبابها المثقف. وكان منا الوصل والتواصل والاخبار على نطاق واسع ليتعرف علينا القريب ويفهمنا البعيد. والله المستعان في كل ذلك، وما توفيقنا إلا بالله العلي العظيم.