تحل يوم الجمعة 17 شتنبر 2010 ، الذكرى 513 لاحتلال مليلية من قبل الإسبان، وتأتي هذه الذكرى أسابيع بعد الاعتداءات التي طالت مواطنين مغاربة من قبل عناصر الشرطة الإسبانية في الحدود التي تفصل بين المغرب ومليلية المحتلة، وهي الاعتداءات التي جعلت المغرب يصدر بيانات تندد بعنصرية الأمن الإسباني. وكان آخر هذه الاعتداءات، تلك التي تعرض لها مواطن مغربي من الناظور الخميس الماضي، عند محاولته الدخول إلى مليلية المحتلة عبر معبر بني أنصار، حيث تعرض للضرب من قبل عنصر أمن إسباني، حسب ما نقله شهود عيان. وفي نفس السياق، تعتزم اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والجزر المحتلّة إحياء ذكرى احتلال المدينة، ببرمجة عدد من الأنشطة طيلة اليوم، وأشار الحبيب حجي، منسق اللجنة، في اتصال بالتجديد، إلى أن قرابة 500 ناشط حقوقي من الرباط وتطوان والناظور سيجتمعون بعد غد الجمعة في الناظور، وسيؤدون صلاة الجمعة قرب الحدود التي تفصل مليلية المحتلة عن المغرب، ثم سينظمون وقفة احتجاجية تدين الاحتلال الإسباني للمدينة، وتحتج على حضور رئيس الحزب الشعبي المعارض لفعاليات الاحتفال بيوم مليلية، الذي يقيمه رئيس الحكومة المحلية والذي يصادف الذكرى 513 لانضمام المدينة لتاج قشتالة. إضافة إلى ذلك، انتقد الحبيب حجي غياب موضوع احتلال سبتة ومليلية وباقي الثغور المغربية عن أجندة الإعلام الرسمي والحكومة المغربية، منوها بدور المجتمع المدني في الشمال، الذي قال إنه ينوب عن الدولة وعن المغاربة في الدفاع عن مغربية كل المناطق المحتلة. وانتقد مرور مثل هذه المناسبة - أي مرور 513 سنة على احتلال مليلية - دون أي رد فعل رسمي مغربي أو إشارة إلى كون المدينتين محتلتين، مشيرا إلى الاستعدادات التي تقوم بها حكومة مليلية المحلية، والتي تعد لحملة دعائية وتدافع بشراسة عن كون المدينة إسبانية، رغم الحجج الواهية التي تدعم بها أطروحتها. في مقابل ذلك، يقوم رئيس الحزب الشعبي المعارض والمناوئ للمغرب، ماريانو راخوي، يوم الخميس 16 شتنبر 2010 ، بزيارة إلى مليلية المحتلة، يوما واحد قبل حلول الذكرى لدعم ما وصفه ب إسبانية مليلية، وتعد هذه الزيارة الأولى لراخوي إلى المدينةالمحتلة، بعد الأزمة التي نشبت بين المغرب وإسبانيا؛ إثر اعتداء الشرطة الإسبانية على مواطنين مغاربة في الحدود. وقد أثارت هذه الأحداث احتجاجات الحكومة المغربية، وأصدرت خمس بيانات متتالية تنتقد ممارسات الشرطة، كما نظمت جمعيات المجتمع المدني سلسلة من الوقفات الإحتجاجية أمام معبر بني أنصار. ولتهدئة الأجواء، تدخل الملك خوان كارلوس، واتصل بالعاهل المغربي الملك محمد السادس لتجاوز هذه الأزمة، أياما بعدها وصل إلى المغرب وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريز روبالكابا، ليلتقي بنظيره المغربي، واتفق الطرفان على فتح مراكز شرطة مشتركة وتعزيز التنسيق الأمني. يذكر أن تاج قشتالة الإسباني استولى على مدينة مليلية في 17 شتنبر 1497 عندما احتلها خوان ألفونسو ئيريز إل بوينو، ثالث دوق لمدينة صيدونيا، ويرفض المغرب الاعتراف بشرعية الحكم الإسباني على مدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية المحتلة، ويعتبرها جزءا من التراب المغربي، حيث يتمتع سكانها من أصل مغربي بحقوقهم الكاملة داخل المغرب، كمواطنين مغاربة، كما يطالب المغرب إسبانيا بالدخول في مفاوضات مباشرة معها (إسبانيا) لأجل استرجاعهما.