احتج المغرب بشدة على حادث اعتداء هو الثالث من نوعه، على مواطنين مغاربة بالمعابر الحدودية بين مدينة الناظور ومدينة مليلية المحتلة. وعبر المغرب عن «استيائه القوي على إثر لجوء الشرطة الإسبانية مجددا إلى العنف الجسدي ضد مواطنين مغاربة عند نقطة العبور بمليلية المحتلة. ويأتي هذا التصعيد الدبلوماسي، بعدما أقدمت الشرطة الإسبانية بالمنطقة الحدودية لفرخانة أول أمس في الساعة الحادية عشر صباحا على الاعتداء بشكل شنيع بحسب وصف مصادر محلية، في حق المواطن المغربي مصطفى بلحسن أثناء عبوره من الحدود المذكورة للولوج إلى مليلية. وبحسب المصادر ذاتها، فإن المواطن المذكور، كان يحمل بحوزته كيسا بلاستيكيا بداخله كيلوغراما ونصف من السردين. وأضافت أن الاعتداء على المواطن سببه تبادل بعض الكلمات بينه وبين شرطة إسبانية تدعى «ماريا» بعد محاولتها حجز السردين بدعوى أنه قد لا تتوفر فيه شروط السلامة الصحية المطلوبة. غير أن المشاداة الكلامية بين المواطن والشرطية تطورت إلى تكالب عدة عناصر من الشرطة الإسبانية على المواطن المغربي فأشبعوه ضربا ثم قاموا بتصفيد يديه ونقله إلى المستشفى المحلي بمليلية السليبة لتلقي الإسعافات الأولية قبل نقله إلى مفوضية الأمن الاسبانية بالمدينة المحتلة. وعكس البلاغ الأول الذي أصدرته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون عقب الاعتداء على خمس شبان مغاربة بالمعبر الحدودي ذاته، فإن البلاغ الثاني، جاء عقب لقاء جمع الطيب الفاسي الفهري السفير الإسباني بالرباط، لويس بلاناس بوتشاديس، عن «الاستياء القوي لحكومة صاحب الجلالة، وذلك عقب اللجوء، مجددا، إلى الاستعمال غير المقبول للعنف الجسدي ضد مواطنين مغاربة بنقطة العبور بمدينة مليلية المحتلة». وأشار البلاغ إلى أن المواطن المغربي مصطفى بلحسن، وهو طالب في الثلاثين من العمر، قد تعرض بالفعل أمس لاعتداء جسدي من قبل عناصر من الشرطة الإسبانية، وتم نقله إلى مستشفى مدينة مليلية على إثر تعرضه للضرب وإصابته بجروح. وحسب المعطيات الأولية، فإن عناصر الشرطة قد تكون آخذت المواطن المغربي لكونه كان يحمل كيسا بلاستيكيا به كيلوغراما ونصف من سمك السردين الطري قد لا تتوفر فيه شروط السلامة الصحية المطلوبة. «ولكن، وعوض أن تؤدي عناصر الشرطة المهمة الموكولة لها طبقا لما هو معمول به في هذا الشأن، لجأت إلى استعمال القوة واعتدت بالضرب على المواطن المغربي». وشدد البلاغ على أن «حكومة صاحب الجلالة تدين بشدة مثل هذه التصرفات التي تحط من الكرامة الإنسانية وتتعارض مع جميع الأخلاقيات، والتي تنطلق من أسس عنصرية واضحة». وذكر البلاغ بأن الأمر يتعلق بالحالة الثالثة التي يتم تسجيلها خلال أسابيع، إذ سبق للحكومة المغربية أن عبرت رسميا، في 16 يوليوز الماضي، عن احتجاجها القوي عقب أعمال عنف جسدي ارتكبت في حق خمسة شبان مغاربة، مقيمين ببلجيكا خلال عبورهم لمليلية. وأضاف البلاغ أن المواطن كريم لغظف، الذي كان مرفوقا بوالدته تعرض لممارسات مماثلة في 29 يوليوز الماضي عند نقطة العبور نفسها بمدينة مليلية المحتلة. ويشار إلى أن الشرطة الإسبانية سبق أن قامت باعتداء عنصري في 16 يوليوز الماضي، على خمسة شباب من أفراد الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا إثر ولوجهم إلى مدينة مليلية، بسبب رقعة صغيرة تحمل صورة العلم المغربي.