قال الدكتور مصطفى بنحمزة، رئيس المجس العلمي المحلي لوجدة، إن محاولة كنيسة أمريكية مغمورة حرق المصحف الشريف يوم السبت المقبل، هو فعل سخيف يفضح الفكر الحاقد الذي تعتنقه بعض الجهات الناقمة على الإسلام والتي لم تستطع إخفاء حقدها الدفين عليه، فلجأت إلى هذا الأسلوب الذي ينتمي إلى عصور الحقد الديني. وشدد بنحمزة، في اتصال مع التجديد، على أن إحراق المصحف لن ينهيه، لأنه موجود في قلوب المؤمنين في كل العالم الإسلامي، وهو أكبر كتاب يقرأ الآن بصدق وبخشوع وإيمان بمضمونه، وأضاف سواء تم هذا الحدث أو لم يتم، فهو لا يسيء إلى المصحف بل يسيء إلى الذين يفكرون بهذه الطريقة ويكشف عن زيف ادعاءات بعض الجهات، التي كانت ترفع شعارات التسامح، لكنها الآن أصبحت تلجأ إلى هذا الأسلوب السخيف الذي لن يخدم قضيتها، بل سيظهرها بأنها تعيش خارج التاريخ. وأكد بنحمزة على أن المصحف لن يحرقه أعداؤه لأنه يوميا ينبعث وينشر ويقرأ ويوميا تنشأ له مؤسسات، موضحا أن القرآن الكريم هو فوق كل هذه الأعمال التي لا يمكن أن تحد من انتشاره، لأن المصحف قضية وفكرة تنتشر عبر وسائط ووسائل متعددة. كما أوضح بنحمزة أن مثل هذه الاستفزازات يمحص الله بها الأشياء ويقع به الاصطفاف ويعرف الناس بها الصديق من العدو، مشيرا إلى أن الاستفزازات السابقة لم تزد الإسلام إلا بروزا وظهورا، داعيا إلى عدم إيلائها أهمية كبرى، وطالب المسلمين بأن يكونوا في المستوى المطلوب للتعريف بالإسلام بدل الوقوع في استفزازات هذا الشغب. من جهته، قال محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن مثل هذه الأفعال الاستفزازية دليل على توسع الإسلام وانتشاره في بلاد الغرب حتى أصبح المتعصبون يتضايقون من وجوده، ولم يعودوا يكتفون بالحوار وبتدافع الأفكار بل أصبحوا يلجأون إلى أسلوب المنع والتضييق والتهجم والعنف. ووصف الحمداوي في اتصال مع التجديد هذا الأسلوب ب الفاشل والعاجز والمناقض لفكرة الحوار والتسامح، داعيا إلى التنسيق بين مختلف الفعاليات في العالم الإسلامي والعقلاء من دول الغرب من أجل الضغط على الأممالمتحدة لإصدار قانون يمنع إهانة الأديان والمس برموزها ومقدساتها، مشيرا إلى أن المجتمع المغربي بكل فئاته كان دائما يعبر عن رفضه لمثل هذه الممارسات. وكانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي قد أعربت الشهر الماضي عن استنكارها الشديد لما أعلنته إحدى الكنائس الأمريكية من عزمها على حرق المصحف. وحذر الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام للرابطة من خطورة هذا الإعلان على العلاقات الإنسانية والتواصل والتعايش والتعاون بين الشعوب. ووصف التصريحات التي أدلى بها راعي الكنيسة القس تيري جونز ومنها قوله: الإسلام من الشيطان بأنها تصريحات حاقدة متطرفة ووقحة، تدعو إلى إثارة الأحقاد، وتحرض على الكراهية والبغضاء، وهي من الأمور التي حرمت رسالات الله سبحانه وتعالى إشاعتها بين الناس، ومنعتها القوانين الدولية الصادرة عن هيئة الأممالمتحدة.