لا شك أن هناك أسباباً كثيرة خفية تدور حول الهدف الحقيقي من مشاركة الرئيس المصري، حسني مبارك، في المفاوضات المباشرة بواشنطن، وعرضه استضافة الجولة الثانية لها في شرم الشيخ، خاصة في ظل حالته الصحية غير المستقرة في الآونة الأخيرة. وبحسب مراقبين للشأن المصري على صعيد الجدل السياسي المصاحب لفكرة التوريث ومحاولات نظام مبارك تسليم السلطة إلى نجله جمال، فإن مشاركة مبارك في قمة واشنطن لم تكن فقط بهدف الظهور كأحد أعمدة الرعاة الحصريين للسلام في المنطقة، بل تأتي أيضاً لمناقشة مستقبل علاقات مصر مع الإدارة الأمريكية، والترويج لفكرة توريث نجله جمال، أمين السياسات في الحزب الحاكم، الحكم من بعده. وكانت الإذاعة الصهيونية ذكرت أن جمال مبارك، نجل الرئيس المصري أجرى محادثات جانبية مع كل من الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ورئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، على هامش قمة واشنطن. ونقلت الإذاعة نقلاً عن معهد دراسات الشرق الأدنى التابع للوبي الصهيوني في واشنطن قوله إن موقف الرئيس المصري من توريث نجله ما زال غير مؤكد، الأمر الذي يثير الدهشة، موضحة أن البيت الأبيض رفض التعليق على ما إذا كان أوباما قد ناقش مع مبارك خلال لقائهما في البيت الأبيض قضية الانتخابات المقبلة في مصر أم لا. وقد أثارت مرافقة جمال مبارك الوفد المصري الرسمي المصاحب لوالده إلى واشنطن أسئلة التوريث، التي تشغل الشارع المصري، والمنطقة. الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، يرى أن الرئيس المصري انتهز فرصة وجوده في الولاياتالمتحدة ووجود نتنياهو ليناقش معهما مصر ما بعد مبارك. وقال نافعة لالمركز الفلسطيني للإعلام: لا شك أنه جرى النقاش مع أوباما ونتنياهو لاستطلاع رأيهما في مسألة التوريث، كما أراد تقديم جمال لهما في ظل تغييب للشعب المصري، الذي لن يستطيع أن يختار رئيسه بمحض إرادته. وأضاف: هناك جهود تبذل من الرئيس المصري لكسب تأييد دولي لمسألة التوريث، وإلا فما هي حاجة جمال لمرافقة والده ووفد بلاده لواشنطن، متسائلاً عن سبب عدم إعلان وجود جمال مبارك في الوفد الرسمي المتجه لواشنطن.