استضافت مصر أمس الاحد في شرم الشيخ قمة دولية حول الوضع في غزة بمشاركة قادة اوروبيين وبرئاسة الرئيس المصري حسني مبارك والفرنسي نيكولا ساركوزي. وشارك الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في القمة التي عقدت غداة اعلان اسرائيل وقف العمليات في غزة من جانب واحد بعد 22 يوما من القصف الكثيف والعمليات التي خلفت اكثر من 1200 قتيل بين الفلسطينيين. قالت مصادر دبلوماسية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت دعا القادة الستة الاوروبيين الذين شاركوا في قمة شرم الشيخ الى مأدبة عشاء في القدس مساء الاحد. واكد دبلوماسي من احدى دول جنوب اوروبا «لقد وافق العديد منهم والارجح ان يذهبوا جميعا» ويشارك في قمة شرم الشيخ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الحكومة الاسباني خوسيه لويس رودريغس ثاباتيرو ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ورئيس الوزراء التشيكي ميراك توبولانيك. واعلن مسؤول دبلوماسي مصري كبير عقد القمة التي اكدتها الرئاسة الفرنسية معلنة ان ساركوزي سيشارك في رئاستها الى جانب مبارك، على ان يتوجه بعد شرم الشيخ الى القدس لاجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. ولكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصل الى القاهرة مساء السبت حيث اجتمع مع الرئيس مبارك، لن يحضر القمة التي لم تتم دعوة اولمرت اليها. وقال مسؤول حكومي تركي ان الرئيس عبد الله غول شارك في القمة التي دعي اليها رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو. ولعبت تركيا واسبانيا دورا في الوساطة لوقف اطلاق النار في غزة خلال الاسابيع الثلاثة الماضية. والهدف من القمة، بحسب مصدر دبلوماسي مصري، دعم الخطة المصرية لوقف اعمال العنف في غزة.ومع الاعلان عن وقف العمليات العسكرية من جانب واحد، اعلن اولمرت ان الجيش سيبقى داخل غزة وحوله وان لديه اوامر بالرد على اطلاق النار. واعلن الرئيس المصري في خطاب بثه التلفزيون المصري قبل قرار الحكومة الاسرائيلية، «انني اطالب اسرائيل اليوم بوقف عملياتها العسكرية على الفور واطالب قادتها بوقف فوري وغير مشروط لاطلاق النار واطالبهم بانسحاب قواتهم خارج القطاع»، وتابع «ادعو مخلصا لمواقف مسؤولة من اسرائيل والفصائل لتستجيب لنداء العقل والضمير وتضع نهاية لمعاناة اهل غزة». وأكد أن «مصر سوف تواصل جهودها فور وقف إطلاق النار من أجل استعادة التهدئة ورفع الحصار». يطالب مبارك حركة حماس بقبول وقف اطلاق نار فوري من دون انتظار انتهاء المفاوضات التي كانت تجريها القاهرة طبقا للمبادرة التي اطلقها الرئيس المصري نفسه في السادس من يناير الجاري. وكانت القاهرة اجرت على مدى الايام العشرة الاخيرة مفاوضات شاقة ومتواصلة مع حركة حماس من جهة واسرائيل من جهة اخرى لتنفيذ المبادرة المصرية لاعلان التهدئة، وهي مبادرة وصفتها باريس بانها «فرنسية مصرية» واعلنت القاهرة رسميا الاربعاء الماضي ان حركة حماس «تجاوبت» مع مبادرتها ثم أكدت الجمعة أن إسرائيل أبدت «ملاحظات» على المبادرة المصرية. وقالت مصادر مقربة من الرئاسة المصرية ان مبارك سيتوجه الى الكويت بعد انتهاء قمة شرم الشيخ للمشاركة في القمة العربية الاقتصادية التي تعقد في العاصمة الكويتية يومه الاثنين. وكانت مصر اعلنت انها لا ترى نفسها ملزمة باتفاق «يشمل الاراضي المصرية» ابرمته اسرائيل والولاياتالمتحدة لمكافحة تهريب الاسلحة الى قطاع غزة. وكانت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس وقعت الجمعة مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني اتفاقا ثنائيا يهدف الى مكافحة تهريب الاسلحة الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، معربة عن الامل في وقف إطلاق نار «قريب جدا» وقالت رايس للصحافيين قبل توقيع الاتفاق انه «ينص على سلسلة اجراءات ستتخذها الولاياتالمتحدة واسرائيل لوقف تدفق الاسلحة والمتفجرات الى غزة».