واصلت اسرائيل امس الاثنين هجوما بريا وبحريا وجويا مدمرا ضد قطاع غزة ادى الى تقسيم القطاع الى شطرين فيما تزعمت فرنسا جهودا دبلوماسية للتوصل الى هدنة. وصرح مسؤول بحماس بأن وفدا من الحركة توجه للقاهرة لاجراء محادثات في مصر فيما وصل الى نيويورك أمس الاثنين الوفد الوزاري العربي والرئيس الفلسطيني محمود عباس للعمل على استصدار قرار «ملزم» من مجلس الامن الدولي هزت انفجارات غزة خلال الليل بعد ان دخل الجنود الاسرائيليون منطقة شمالية وطلبوا من السكان مغادرة منازلهم لتفادي اصابتهم في القتال. وسعت بعض العائلات الى اللجوء الى مدارس قريبة تديرها الاممالمتحدة. وصرحت متحدثة عسكرية اسرائيلية بأن الطائرات الاسرائيلية قصفت اكثر من30 هدفا خلال الليل من بينها عدة منازل لاعضاء بحماس كانت تستخدم كمستودعات للسلاح وانفاق وما يشتبه بأنها راجمة صواريخ مضادة للطائرات . ولم ترد انباء عن ضحايا. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان القوات الاسرائيلية قامت بعمليات تفتيش من منزل لمنزل في مناطق بغزة بحثا عن اعضاء مشتبه بهم بحماس. وقالت اذاعة اسرائيل ان معارك بالبنادق اندلعت بين الاسرائيليين ومقاتلي حماس في شوارع مدينة غزة واضافت ان القوات الاسرائيلية احبطت محاولة لاسر جندي في قتال داخل منزل. واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه استدعى مبعوثه الخاص للسلام في الشرق الاوسط الى نيويورك كي يطلعه على الوضع في غزة واضاف انه يشعر بقلق حيال الوضع الانساني في غزة. واستهلت اسرائيل هجومها بغارات جوية في27 ديسمبر لتقليص الهجمات الصاروخية الفلسطينية من غزة قبل انتخابات عامة اسرائيلية تجري الشهر المقبل ثم وسعته بعد ذلك الى غزو بري يوم السبت. وذكرت وكالة تابعة للامم المتحدة ان512 فلسطينيا على الاقل قتلوا وان ما لا يقل عن ربعهم مدنيون .وقدرت جماعة فلسطينية لحقوق الانسان بان المدنيين يمثلون40 في المئة من القتلى. وقال مصدر طبي ان42 فلسطينيا معظمهم من المدنيين قتلوا أول امس الاحد. و بموازاة مع العدوان الإسرائيلي ، تجري عدة جهود دبلوماسية من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار تقودها كل من فرنسا و الاتحاد الأوربي و الجامعة العربية في غياب متعمد للرئيس الزمريكي الجديد. ساركوزى يسعى لوقف لاطلاق النار فى غزة: صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه بان الرئيس نيكولا ساركوزى يهدف من وراء جولته التى بدأها أمس الاثنين فى منطقة الشرق الاوسط الى الحصول على وقف فورى لاطلاق النار فى قطاع غزة بموافقة طرفى النزاع. ولم يدع ساركوزي انتهاء رئاسة فرنسا للاتحاد الاوروبي الاسبوع الماضي يمنعه من القيام بدور بارز ولكنه سيتقاسم العمل مع وفد منفصل يرأسه وزير الخارجية التشيكي. وقبل التوجه الى مصر لاجراء محادثات قبل اجتماعاته في اسرائيل والمناطق الفلسطينية قال ساركوزي انه «يدين هذا الهجوم» لابعاده فرص السلام وزيادة صعوبة توصيل المساعدات للفلسطينيين في غزة. وقال شوفالييه فى مقابلة له الليلة قبل الماضية مع راديو مونت كارلو «إن وقف اطلاق النار على الفور يعتبر مسألة ضرورية لان الوضع الانسانى يرتبط بالعلميات العسكرية التى يمكن ان تكون اكثر خطورة» وفي هذا الإطار اجتمع الرئيس ساركوزى فى شرم الشيخ مع الرئيس المصرى حسنى مبارك ثم توجه الى رام الله للاجتماع مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس قبل أن يجتمع فى اسرائيل مع إيهود اولمرت رئيس الحكومة الاسرائيلية . كما ينتقل الرئيس الفرنسي يومه الثلاثاء الى سوريا لاجراء محادثات مع الرئيس السوري بشارالاسد ثم يتوجه الى لبنان للاجتماع مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان. وكان الرئيس الفرنسي قد أجرى مساء الاحد عددا من الاتصالات الهاتفية بشأن الأوضاغ فى قطاع غزة ومنطقة الشرق الأوسط قبل الشروع في جولته ، و قد شملت هذه الإتصالات المستشارة الألمانية انجيلا ميركل , ورئيس الوزراء الأسبانى خوزيه لويز ثباتيرو , ورئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان , ورئيس الوزراء الإسرائيلى ايهود أولمرت . ويبدو ان التسليم الوشيك للرئاسة في الولاياتالمتحدة همش واشنطن تقريبا مما يتيح فرصة لاوروبا لاخذ زمام المبادرة والحث على انهاء الهجوم الاسرائيلي. ولزم الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما الصمت بشأن الازمة ولم يقل مستشاروه سوى ان الرئيس جورج بوش سيتحدث باسم واشنطن الى ان يؤدي اوباما اليمين في20 يناير . وايدت ادارة بوش اسرائيل قائلة انه يتعين على حماس وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل من اجل بدء هدنة. وفد من حماس في القاهرة: و من جهته صرح ايمن طه المسؤول بحماس بان حماس سترسل ايضا ممثلين الى مصر لاجراء محادثات لاول مرة منذ بدء الغزو الاسرائيلي. و هو ما اكده ممثل حركة حماس في بيروت اسامة حمدان لوكالة فرانس برس حيث قال ان وفدا من حركته زار القاهرة أمس الاثنين لاجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول سبل وقف الحرب في غزة ورفع الحصار عن القطاع وخصوصا فتح معبر رفح بشكل دائم. وقال حمدان ان الوفد يضم عضوين من المكتب السياسي للحركة في الخارج وهما عماد العلمي ومحمد نصر. و أضاف «لقد تلقينا دعوة من مصر وسنستمع الى ما سيقوله المسؤولون المصريون وسنناقش معهم المسائل العالقة خصوصا فتح معبر رفح» الذي يربط مصر بقطاع غزة ويعتبر النافذة الوحيدة لسكانه على العالم. وتابع «اننا نريد وقف العدوان الاسرائيلي ورفع الحصار وسنستمع الى اي مقترحات من مصر» بهذا الشأن. ولكن الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس اوضح انه لن يحدث تخفيف عسكري الا بعد ان تكف حماس عن اطلاق صواريخ. وقال بيريس «لن نقبل فكرة ان تواصل حماس اطلاق النار ونعلن وقفا لاطلاق النار. هذا ليس منطقيا على الاطلاق.» واوضحت اسرائيل ان عملية غزة قد تستمر اياما كثيرة على الرغم من تسببها في موجات احتجاج في شتى انحاء العالم. وصرح مسؤولون حكوميون بان اسرائيل حددت عدة اهداف من بينها اضعاف حماس بقتل مقاتليها وتدمير ترسانتها من الصواريخ واقامة رادع حتى تفكر الجماعة مرتين قبل اطلاق الصواريخ. اضافة الى ذلك قال المسؤولون انهم يأملون في الحصول على دعم دولي لترتيبات امنية جديدة على الحدود بين مصر وغزة لمنع حماس من اعادة تسليح نفسها من خلال الانفاق التي قصفت في الحملة الاخيرة. وكان الرئيس المصري حسني مبارك قال الثلاثاء ان مصر لن تفتح معبر رفح الا بعد عودة المراقبين الاوروبيين وقوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفقا لترتيبات تشغيل المعبر المنصوص عليها في الاتفاق المبرم بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية والاتحاد الاوروبي في العام2005 . وتأتي زيارة وفد حماس الى القاهرة فيما يصل الى نيويورك الاثنين الوفد الوزاري العربي والرئيس الفلسطيني محمود عباس للعمل على استصدار قرار «ملزم» من مجلس الامن الدولي بوقف اطلاق النار وفتح المعابر بين اسرائيل وقطاع غزة مع وجود مراقبين من الاتحاد الاوروبي ودول اخرى لضمان تنفيذ الطرفين لالتزاماتهما.