فقد قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية إن الجبهة وبقية الفصائل الفلسطينية ترفض المبادرة المصرية ذات الصلة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأنها تفرض شروط الاستسلام على الشعب الفلسطيني. وأضاف الطاهر أن المبادرة المصرية تنص على بقاء قوات الاحتلال في غزة وعلى تهدئة طويلة تستمر أعواماً، مشيرا إلى أن البديل عن المبادرة المصرية وقف العدوان ولن نقبل بمبادرات تحت الضغط العسكري. ومن جهته قال زياد نخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي إن هدف المبادرات العربية وغير العربية هو الضغط على المقاومة لرفع الراية البيضاء. أما حركة حماس فذكرت أن وفدها سيسلم المسؤولين في القاهرة اعتراضات على بعض بنود المبادرة، وسط نفي الحركة القاطع وجود خلافات داخلية بشأنها. وتحدث موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس للجزيرة عن طلب الحركة تعديلات جوهرية على المبادرة تتضمن وقفا لإطلاق النار وانسحابا للقوات الإسرائيلية ورفعا كاملا للحصار عن الشعب الفلسطيني. وأضاف أنه في حال الأخذ بهذه التعديلات ستكون المبادرة إطارا للحل، مشيرا إلى أنها غير مقبولة بصيغتها الحالية. وأكد أبو مرزوق فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها وعجزها عن احتلال أي منطقة باستثناء الخالية منها في قطاع غزة وعدم تمكنها من إصابة البنى التحتية للمقاومة، مشيرا إلى أن الفشل العسكري الإسرائيلي انتقل إلى المستوى السياسي. وكانت وكالة رويترز للأنباء نقلت عن مصادر سياسية لبنانية قريبة من حماس قولها إن وفد الحركة الذي عاد الاثنين إلى القاهرة سيسلم مدير المخابرات المصرية الوزير اللواء عمر سليمان الثلاثاء اعتراض حماس على ثلاثة بنود رئيسية وردت في المبادرة المصرية. ووفقا لهذه المصادر لم توافق حماس على تهدئة طويلة الأجل تمتد سنوات، مع رفضها القاطع لأي وقف لإطلاق النار لا يرافقه انسحاب فوري للقوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها مؤخرا في قطاع غزة ورفع الحصار، فضلا عن رفضها فكرة نشر قوات دولية. وقال المصدر إن حماس مستعدة لمناقشة آلية لفتح حدود غزة مع مصر عند رفح، لكنها غير مستعدة لقبول مراقبين دوليين هناك. وفي نفس السياق نسبت صحيفة الوطن السعودية إلى قيادي بحماس مقيم في دمشق قوله إن الحركة ترفض العودة إلى اتفاق المعابر الموقع عام 2005 وتشدد على ضرورة الخروج بصياغة جديدة تأخذ بالاعتبار اقتراحات سبق لحماس أن قدمتها إلى مصر لإدارة معبر رفح في إطار ترتيبات مشتركة مع السلطة الفلسطينية. واعترف القيادي -وفقا للصحيفة- بوجود خلاف بين موقف حماس والقاهرة حول بعض النقاط أهمها الهدنة الدائمة ووجود دولي على الحدود بين مصر والقطاع بالإضافة إلى مسألة ضبط السلاح. وكان رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية أعلن في خطاب متلفز الاثنين استعداد الحركة للتعامل بإيجابية مع كافة المبادرات السياسية التي تحقق للشعب الفلسطيني مطالبه الأساسية المتمثلة في وقف العدوان والانسحاب الإسرائيلي ورفع الحصار وفتح المعابر. وكان وفد حماس الذي يتفاوض مع المسؤولين المصريين بشأن مبادرة القاهرة قد عاد الاثنين إلى العاصمة المصرية قادما من دمشق حيث نقل إلى رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل نتائج مباحثات الوفد مع الوزير سليمان. وقال مسؤولون إن الوفد الذي وصل دمشق يضم عضوي المكتب السياسي لحماس محمد نصر وجمال أبو هاشم اللذين سينضمان إلى عضوي الحركة عماد العلمي وأيمن طه الموجودين في القاهرة. كما عاد إلى القاهرة الاثنين أحمد داود أوغلو مستشار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على طائرة خاصة قادما من دمشق بعد زيارة استغرقت يومين أجرى خلالها مباحثات مع قادة حماس والمسؤولين السوريين حول المبادرة المصرية.