اكدت مصادر امنية فلسطينية رفيعة المستوى ل'القدس العربي' الاربعاء بأن الساحة السياسية والامنية في اسرائيل تشهد منذ فترة اهتماماً واسع النطاق بوراثة الرئيس المصري حسني مبارك وامكانية نقل سلطاته الى ابنه جمال مبارك الذي يتولى منصباً قيادياً في الحزب الحاكم. وحسب المصادر فان الاجهزة الامنية الاسرائيلية تتابع الحالة الصحية لمبارك وانها اطلعت القيادة السياسية الاسرائيلية مؤخرا على تقديراتها بشأن تخليه عن منصبه لصالح نجله. واشارت المصادر الى ان اسرائيل تعمل من خلف الكواليس وخاصة مع الادارة الامريكية لنقل السلطة من مبارك لابنه جمال او احد اركان النظام المصري الحالي بصورة سلمية مع الحفاظ على العلاقات الجيدة بين القاهرة وتل ابيب. وقدرت المصادر بان تعمل اسرائيل على ضمان الموافقة الامريكية على تولي جمال مبارك منصب الرئيس المصري، وان تشعره بأنها ساعدته في الوصول الى ذلك المنصب لضمان التزامه بالعلاقات المصرية الاسرائيلية. وقالت المصادر بان هناك متابعة حثيثة على المستويين الامني والسياسي في اسرائيل لوضع النظام المصري وضرورة انتقال السلطة في مصر الى خليفة مبارك بشكل سلمي. وقالت صحيفة 'معاريف' الإسرائيلية في صفحتها الرئيسية إنّ تقديرات إسرائيلية رسمية تشير إلى أن الرئيس المصري، محمد حسني مبارك، سوف ينهي مهام منصبه قبل انتهاء ولايته وأنّه يعمل الآن على التحضير لتوريث ابنه جمال لمنصب رئيس الجمهورية. ونقل محلل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة، جاكي حوغي، عن مسؤولين إسرائيليين رسميين كبار قولهم إنّه ضعيف، وإنه ليس مبارك الذي كان، وانه لن يتمكن من إنهاء مدة ولايته في الرئاسة. كما كتبت أن التقديرات تشير إلى أن مبارك، الذي يبلغ من العمر اليوم 81 عاما، ينوي تعجيل عملية التوريث قبل نهاية ولايته بعد سنتين. كما أشارت الصحيفة إلى أن هذه التقديرات قد عرضت في مباحثات إسرائيلية أجريت مؤخرا بشأن مستقبل النظام في القاهرة. وزادت المصادر عينها قائلة إنّ القشة التي قصمت ظهر البعير كانت حادثة وفاة حفيده، محمد، قبل شهر ونصف الشهر، الذي كان في الثالثة عشرة من عمره إثر مرض. وبحسب المصادر الإسرائيلية فإنّ وفاة الحفيد أضعفت الرئيس المصري كثيراً، وبسبب الحالة الصحية التي ألّمت به بسبب وفاة حفيده فإنّه فقد الحيوية، وهو الأمر الذي شجعه على اتخاذ القرار باعتزال الحياة السياسية، على حد قول المصادر الإسرائيلية عينها. وزادت نفس المصادر قائلة إنّ الرئيس مبارك شوهد في الفترة الأخيرة ضعيفاً للغاية، يتكلم ببطء شديد، وأنّه يقوم بالظهور أمام الجمهور بشكل وكأنّه مجبر على فعل ذلك. وزادت المصادر: صحيح أنّ الرئيس مبارك يقوم بواجباته، واليوم الخميس سيسافر إلى إيطاليا في جولة سياسية، ولكنّ وضعه مقلق، وهذا ليس مبارك الذي كان، على حد وصف المصادر. وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أنّه في الآونة الأخيرة قام الرئيس المصري بإرسال نجله، جمال، للمشاركة في حدث رسمي، بدل أن يصل هو بنفسه، وفي مرات أخرى ظهر الرئيس مبارك بنفسه أمام الجمهور ولكنّه لم يمنح الانطباع بأنّه جيد. يشار إلى أنّ الرئيس مبارك تسلم الحكم قبل 28 عاماً، أي في العام 1981، بعد اغتيال الرئيس المصري السابق، محمد أنور السادات، وفي شهر أيلول (سبتمبر) من العام 2005 تمّ انتخابه لفترة ولاية أخرى، والتي من المقرر أن تنتهي بعد حوالي عامين، وبموجب التقديرات الإسرائيلية فإنّ هناك شكوكاً كبرى في أن يصل إلى نهاية الفترة الرئاسية الحالية. وزادت الصحيفة الإسرائيلية قائلة نقلاً عن قادة الدولة العبرية إنّ الرئيس المصري سيُفضل أن يراقب عملية تسليم السلطة إلى نجله جمال وهو على قيد الحياة، وذلك بهدف زيادة الاحتمالات بنجاحه في مهمته القاضية بتوريث ابنه الحكم، على حد قول المصادر السياسية في تل أبيب، لافتة إلى أنّ هناك العديد من المعارضين لعملية التوريث، خصوصاً في المؤسسة الأمنية المصرية، وذلك لأنّ جمال مبارك لا يملك ماضيا عسكريا، خلافاً لرؤساء مصر الثلاثة الذين سبقوه. وساقت المصادر الإسرائيلية قائلة إنّه وفق السيناريو، الذي رسمه صنّاع القرار في تل أبيب، فإنّ الرئيس المصري مبارك سيُعلن عن اعتزاله الحياة السياسية وتبكير موعد الانتخابات، ولكنّ المصادر ذاتها رفضت التعهد متى سيحصل ذلك، واكتفت بالقول إنّ الأمر سيحدث في المستقبل القريب، كما أكدت الصحيفة العبرية.