شارك المئات من محبي ومعارف المرحوم سعيد الشرقاوي، مسؤول العمل التلمذي بحركة التوحيد والإصلاح بسلا، في جنازة أقيمت عصر يوم الخميس الماضي بمقبرة سيدي موسى بسلا، والتي شارك في تشييعها أعضاء من المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح والأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، والمكتب الوطني للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وأعضاء من المكتب الوطني للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية. وخلال عملية الدفن، ألقى عبد الإله بنكيران كلمة تأبينية في حق الراحل، أشاد فيها بخصاله ومواقفه ومساره الدعوي، مبرزا فيها أن الموت بالنسبة للمؤمن، وإن كان مصيبة، فإن فيها معان تجعلنا نذكر قول الله تعالى وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.وأضاف بنكيران قائلا إن هذا أخونا سعيد قد أفضى إلى ما قدم، وقطع قنطرة الموت، واليوم قد لقي ربه الذي استجاب لدعوته وهو شاب وصغير السن لم يبلغ الحلم إبان التزامه، مشيرا إلى أنه يعرف المرحوم منذ 6891، وعلى الرغم من كونه لم يكن معروفا لدى عامة الناس، إلا أنه كان محبوبا لدى إخوانه وأحبائه بسبب استقامته ونزاهته وبالتزامه بصراط الله المستقيم، حتى لقي ربه قانعا بما أتاه ومقبلا على الله بالعمل الصالح، وبسبب ما قدم للعمل الدعوي، واستدل بنكيران بالذين حضروا جنازته، حيث قدم العشرات من أصدقاء ومعارفه من مدن فاس ومكناس والدار البيضاء. وأضاف بنكيران إلى الله يا سعيد، لقد عشت تحبه وتدعو إليه وتسلك سبيل السالكين إليه، فأنت قد لقيته، فعسى أن يكون لقاؤه معك ولقاؤك معه طيبا إنشاء الله، والله سيكون من بعدك لأهلك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وذكر بنكيران الحضور بكون الموت بالنسبة للمؤمن لحظة وضع ثقل بعد أن يكون قد أداها على أحسن ما يرام، مصداقا لقوله تعالى إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا. وزاد بالقول موتوا على مات عليه هذا الرجل، فقد مات على الاستقامة على الدين، وبالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ومن الدعوة الإحسان إلى الجيران، وتربية الأبناء، وقيام الليل، والإخلاص في العمل وغيرها من الأعمال الجليلة الظاهرة والباطنة.كما أقيم بمنزل المرحوم، بعد صلاة التراويح، حفل تأبين، تمت فيه تلاوة القرآن بالإضافة إلى أمداح وابتهالات ربانية، وموعظة لحسن الموس حول الموت، كما تميز الحفل بإلقاء كلمات لكل من ممثل مكتب المنطقة لحركة التوحيد والإصلاح بسلا، ورئيس الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية وكلمة ختامية لعبد الإله بنكيران..وقد أجمعت الكلمات على التذكير بمناقب ومحاسن الفقيد، وحبه للعمل الدعوي والاجتماعي والخيري، بالإضافة إلى ارتباطه الوثيق بالشباب وبالعمل التلمذي، وبغيرته على الإسلام وقضايا الأمة. يذكر أن المرحوم لقي حتفه جراء حادثة سير مروعة، زوال الأربعاء المنصرم، بطريق سيدي موسى بسلا، بعد أن صدمت شاحنة كبيرة الوزن سيارة المرحوم الذي كان مرفوقا بزوجته وصهره وثلاثة من أبنائه. وبحسب المصادر، فإن الأسرة كانت في طريقها إلى تقديم العزاء لبعض معارفها، وقد توفي الشرقاوي على الفور، فيما تم نقل الجرحى إلى مستشفيات سلا والرباط، وما تزال زوجة الفقيد وأخيها أمين الحلوطي، شقيق عبد الإلاه الحلوطي،الكاتب العام للجامعة الوطنية لموظفي التعليم، في غرفة الإنعاش بالمستشفى الجامعي السويسي، فيما غادر إثنان من أبناء الفقيد المستشفى، وبقيت واحدة ترقد بمستشفى الأطفال بالسويسي.