أكد رئيس بلدية مدينة مقطع لحجار (350 كلم شرق نواكشوط) أن الأمطار القوية التي تهاطلت على المنطقة خلال الأيام الماضية وما نتج عنها من سيول جارفة تسببت في تدمير عشرات السدود والجسور والحواجز الرملية بشكل كامل. وأوضح الطاهر ولد الفروي في تصريح للصحافة ليلة أول أمس أن العشرات من السدود الموجودة في بلدية مدينة مقطع لحجار دمرت بالكامل خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية (الجمعة) بفعل السيول التي اجتاحت المنطقة، مؤكدا أن الأمر يشكل خطورة على الزراعة لكن هذه الخطورة تزداد حدة حين تفتقد مياه الشرب التي كانت السدود تشكل المصدر الرئيسي لها في المنطقة. وأشار إلى أن سدود واد آمور وبوافكيرين وآكميميم وليردي والطوبة والمشروع وأكرج دمرت بشكل كامل مع أنها مبنية بالإسمنت المسلح وبعضها منذ فترة الاستعمار الفرنسي، مضيفا أن العشرات من السدود التلية الصغيرة دمرت بدورها بشكل كامل إلى جانب بعض الجسور والحواجز الرملية. وطالب العمدة السلطات بالتدخل العاجل والفوري لتدارك الوضع والعمل على إغاثة السكان المحليين، مؤكدا أن إعادة بناء هذه السدود بسرعة بإمكانه أن يخفف من وطأة العطش خلال الصيف بالنسبة للسكان الذين يعتمدون بشكل كلي على هذه السدود كمصدر لمياه الشرب خلال فصل الصيف. وكانت انهيارات طينية ناجمة عن السيول في موريتانيا قد أدت إلى سقوط ضحايا من بينهم سيدتان جرفتهما السيول أمام أعين السكان بمدينة القايرة في محافظة لعصابه وسط موريتانيا. وتشهد مناطق واسعة بوسط وشرق موريتانيا أمطارا غزيرة منذ أربعة أيام أدت لقطع الطريق الرئيسي الرابط بين الولاياتالشرقية والعاصمة نواكشوط وعزل عشرات الآلاف من السكان في هذه المناطق نتيجة انهيار الجسور التي تعتبر الممر الوحيد الرابط بين مناطق عديدة من البلاد. وقال شهود عيان إن قوى الأمن لم تتمكن من إنقاذ سيدتين جرفتهما السيول مساء أمس السبت وهناك معلومات تشير إلى اختفاء أطفال في نفس الظروف لم يعرف عددهم بالتحديد. ولم يستبعد مصدر أمني محلي وفاة السيدتين، بعد أن غمرتهما المياه والسيول القوية، حيث لم تفلح الجهود المبذولة في العثور عليهما.