هل يجوز للموظف أخذ مال كهدية؟ أنا موظفة في القطاع العام، وأخرج في إطار عملي لإعطاء تراخيص السكن طبقًا للقوانين، أي إذا كانت البناية صالحة للسكن وليست مخالفة لما في التصميم المرخص، لكن بعد إعطاء الترخيص يعطي صاحب السكن لأفراد اللجنة قدرا من المال بحجة هدية منه لهم. فما حكم الشرع في هذا المال حلال أم حرام؟ الحقيقة أن الموظف رجلا كان أو امرأة هو يقوم بواجبه، ولا يجوز أبدا إعطاؤه شيئا ما حتى ولو كان على شكل هدية. فقد ثبت في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من أصحابه ليجمع الزكاة من أهل إحدى القبائل العربية فلما ذهب الرجل جاء الأغنياء يعطونه الزكاة الواجبة ويقدمون له -لهذا الرجل- الهدايا، فلما جمع المال جاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعه أمامه واحتفظ لنفسه بما أهدي له، فسأله الرسول الكريم عن ذلك فقال: يا رسول الله ما كان لكم وضعته عندك وأمامك، وأما هذا فقد أهدي لي. فجمع النبي عليه الصلاة والسلام الصحابة رضوان الله عليه وخطب فيهم قائلا: ما لي أبعث رجلا منكم ليأتيني بالصدقات فإذا جاء بها قال: هذا لكم وهذا أهدي لي. أرأيتم لو جلس في بيت أبيه وأمه أكان يهدى له؟ طبعا لن يهدى له في هذه الحالة. معنى هذا أن الهدية أو الهبة أو ما يقدم للموظف بصفة عامة هو من قبيل الرشوة، ولا يجوز أخذها أبدا؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لعن الله الراشي والمرتشي والساعي بينهما. نوصي الأخت الكريمة بأن تلتزم بالأمانة؛ حتى تعيش في وظيفتها مرتاحة الضمير مرضية لربها ولدينها، وبذلك ستربح مع الله الربح الكثير؛ لأن المال مهما كثر يفنى ولا يبقى إلا العمل الصالح. نسأل الله لنا ولكم التوفيق، والله أعلم. *** إعطاء هبة للأبناء دون البنات؟ وهب رجل لأبنائه الذكور عقارا فحازوه، ثم اشترط عليهم مقابل هذه الهبة ألا يأخذوا مع أخواتهم الإناث في مسكنه بعد موته، وإلا كان من حق البنات مشاركتهم في ذلك العقار، وبعد موته طالب الأبناء بحقهم في المسكن، فهل من حق البنات أخواتهم مشاركتهم في العقار أم لا؟ هذا العمل يعتبر مخالفًا لتعاليم الإسلام، فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا وصية لوارث، والأبناء ذكورًا أو إناثًا فإنهم يرثون أباهم. والله سبحانه وتعالى تولى بنفسه قسمة التركة بأن أنزل لنا قرآنًا يضبط حقوق ذوي الرحم كل ونصيبه من الإرث. نعم كان للأب أن يحسن مع أولاده جميعًا وبناته، لكن أن يهب لهذا ويترك الآخر أو يعطي للأبناء ويترك البنات هذا عمل يرفضه الإسلام ولا يقبله الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولا المؤمنون؛ لأن نتيجة ذلك سوف تكون فيما بعد وفاة هذا الأب خصام ومشاحنة ومقاطعة وهو ما لا يرضاه ربنا سبحانه وتعالى. هدانا الله لما فيه الصواب، والله أعلم.