ينتج كل سرير في مستشفيات المغرب ما يعادل 5 كيلوغرامات من النفايات الطبية يوميًا. وحسب ما جاء في موقع إيلاف الإخباري فإن توفر المغرب على آلاف الأسرة في المستشفيات والمصحات الخاصة، يمكن من إجراء عملية حسابية بسيطة لمعرفة كم عدد النفايات الطبية التي تنتج يوميًا، دون اتخاذ أي احتياطات لتجنب تداعيات هذه المخلفات، التي تتسبب في أمراض فتاكة وسريعة الانتشار. وأوضح المصدر ذاته نقلا عن إطار طبي أن المدن الأكثر إنتاجًا للنفايات الطبية هي العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، والعاصمة الإدارية الرباط، إذ إنهما ينتجان 80 في المائة من النفايات الطبية في المغرب، مضيفًا أن 96 ألف طن من هذه النفايات أنتجت في مساحة تقدر ب300 كيلومتر بالدارالبيضاء. وأبرز المصدر أن النفايات الطبية تعالج بشكل سيء، إذ إنه لا يتم حتى فرزها كي لا تختلط مع النفايات المنزلية، مشيرًا إلى أن 12 مليار حقنة تستعمل سنويًا في العالم، منها نسبة مهمة في الدول النامية لا يجري التخلص منها بطريقة تحافظ على سلامة الإنسان، إذ إنها تكون وراء انتشار أمراض التهاب الكبد الفيروسي، والسيدا وغيرها. وتتوزع هذه النفايات بين العادية، والتشريحية، والكميائية، والصيدلية، والحادة، والمعدية. والنفايات المعدية هي التي تحتوي على جراثيم (بكتيريا، فيروسات، طفيليات، فطريات)، أما النفايات الكيماوية فهي التي تحتوي على المواد الكيماوية التي انتهت صلاحيتها، وهي إما دوائية أو ناجمة عن إنتاج وتحضير المنتجات الصيدلية والنفايات الناشئة عن إنتاج المبيدات، ومخلفات معامل الأبحاث والمختبرات. والنفايات المشعة هي تلك النفايات المحتوية أو المكونة من مواد مشعة مثل مولدات التكنينيوم ,99 وأقراص الكوبالت ,60 وترينيوم والصوديوم ,22 والفوسفور ,32 والكلور ,36 والكالسيوم ,47 والكاربون ,14 والسيلينيوم ,75 والبتريوم ,90 واليود ,125 والكروم ,51 وكل هذه المواد تستعمل عادة في القياسات الطبية والإبحاث البيولوجية. وعلى الرغم من أن القانون ينص على العديد من التدابير إلا أنها لا تفعل. إذ تشير المادة ,39 من مدونة الأدوية والصيدلة إلى أن تخضع النفايات الطبية والصيدلية لتدبير خاص تفاديا لأي ضرر يمكن أن يلحق بصحة الإنسان والبيئة. غير أنه يمكن اعتبار بعض أنواع النفايات الناتجة عن المؤسسات العلاج في حكم النفايات المنزلية بناء على تقرير تحليلي تطلبه الجماعة وينجز من قبل مختبر معتمد، شريطة أن تخضع هذه النفايات لعملية فرز مسبقة وألا تكون ملوثة بالنفايات الخطرة. وتحدد كيفيات تدبير النفايات الطبية والصيدلية بنص تنظيمي. كما تنص المادة 40 على أن تخضع جمع النفايات الطبية والصيدلية ونقلها لترخيص يمنح من قبل الإدارة لمدة أقصاها خمس سنوات قابلة للتجديد. وسبق لياسمينة بادو وزيرة الصحة أكدت مؤخرا بالرباط أن المستشفيات العمومية تخلف 21 ألف طن في السنة من النفايات الشبيهة بالنفايات المنزلية، وما يقارب 5000 طن من النفايات الخطيرة، مشيرة إلى أن الوزارة عازمة على بلورة نظام ملائم كفيل بتدبير ومعالجة النفايات الناتجة عن أنشطة العلاجات بكل المستشفيات العمومية في إطار التأهيل البيئي للبنيات الاستشفائية. ومن جهته أكد الدكتور رضى شروف، طبيب إحيائي بالمعهد الوطني للصحة بالرباط في تصريح لالتجديد، أن تدبير النفايات الطبية بالمغرب يعرف تعثرات على مستويات، منها ما يتعلق بالموارد البشرية، ومنها ما يتعلق بطريقة التخلص من النفايات الطبية. وأوضح شروف أن الموارد البشرية المختصة بالتعقيم تتسم بالنقص في جل المؤسسات الصحية العمومية؛ مما يؤدي في غالب الأحيان إلى الاستعانة بأشخاص غير مؤهلين ولا يدرون خطورة مدة التعقيم وعلاقتها بالمواد التي يجب تعقيمها.