اعتصم حوالي ستين شخصا من سكان آيت عبدي بجبال كوسر -جماعة زاوية أحنصال إقليم أزيلال- أمام مجلس النواب صباح أمس الثلاثاء، بعد مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام وأحيانا ركوب الحافلة، منذ صباح يوم الجمعة 28 ماي 2010 في اتجاه الرباط يطالبون بإيصال شكواهم إلى ملك البلاد . وطالب والي جهة الرباط، في لقاء له بممثلين عن المعتصمين صباح اليوم ذاته بالانسحاب، ووعدهم بأنه سينسق مع مسؤولي الجهة التي ينتمون إليها لحل مشاكلهم. ويحتج المعتصمون الذين كان زادهم خلال أيام الرحلة الخبز والماء، ضد ما أسموه التهميش والإقصاء الذي طال المنطقة منذ زمن بعيد من أبسط حقوقهم، مقتصرين على المطالبة أولا بالطريق التي ستسهل على الأقل على الساكنة الانتقال إلى أقرب منطقة للعلاج، لاسيما وأن منطقتهم تعرف وفيات بالجملة أثناء تساقط الثلج. وحسب إفادات المعتصمين الذين تظهر عليهم حالة العياء وعدم النوم لالتجديد؛ فالمسيرة جاءت بعد استنزاف الساكنة لكل أشكال الاحتجاج من أجل الحياة، إذ تعيش الساكنة حالة مأساوية من العزلة، بدون مدرسة أو مستوصف، بدون ماء ولا كهرباء، ولا حتى دكاكين لاقتناء حاجياتهم من الأطعمة ...، وللحصول على أبسط الأمور يتوجب عليهم الانتقال على الأقدام لأربع ساعات على الأقل حيث توجد بعض الدكاكين، في حين ذكر أحد المعتصمين أن الذهاب للتسوق من السوق الأسبوعي يلزمهم المشي طيلة اليوم. ومن جهة أخرى، ذكر المعتصمون أن المنطقة لازالت تعيش نفس الوضع الذي كانت عليه أيام الاستعمار. يذكر أن عدد المحتجين نقص بسبب منع السلطات للبعض بمواصلة المسيرة، في حين استطاع البعض الآخر الوصول إلى الرباط يوم الاثنين، حيث قضوا الليل بشارع بن تومرت بعد منعهم من قبل سلطات الأمن من الاستمرار الاعتصام أمام مجلس النواب ليواصلوا ذلك صباح يوم الثلاثاء 1 يونيو 2010 .