في رسالة جوابية إلى سحر شيخ الأرض عن مؤسسة (Homme de parole) أعلن المستشار الشيخ فيصل مولوي رفضه المشاركة في مؤتمر أئمة وحاخامات من أجل السلام المزمع عقده بالمغرب في يناير المقبل وعزا المستشار رفضه هذا إلى أن المؤتمر يريد إقرار السلام بين المحتلين الصهاينة، وبين ما تبقى من الشعب الفلسطيني المظلوم، ومحاولة لتبرير الظلم والاحتلال، ولتكريس الأمر الواقع بعيدا عن الحقوق الإنسانية والسياسية للشعب الفلسطيني . وفيما يلي نص الرسالة: السيدة سحر شيخ الأرض المحترمة مؤسسة (Homme de parole) اطلعت على رسالتك المؤرخة في 27/10/2004 حول المؤتمر المنوي عقده تحت عنوان (أئمة وحاخامات من أجل السلام). والتي تتضمن إجابات عن بعض التساؤلات التي طرحتها في رسالتي السابقة وتبين لي من هذه الإجابات ما يلي: 1 إن هذا المؤتمر سينعقد انطلاقا من الواقع السياسي القائم، وهو قيام دولة صهيونية في فلسطينالمحتلة، ويبحث في إقرار السلام بينها وبين الشعب الفلسطيني الذي شرد نصفه في بقاع الأرض، وشرد ربعه داخل فلسطين، ويرزح الربع الأخير تحت الحكم الإسرائيلي. والمؤتمر يريد إقرار السلام بين المحتلين الصهاينة، وبين ما تبقى من الشعب الفلسطيني المظلوم، ولا يريد أن يتصرف إلى أصل المشكلة ولا إلى مقتضيات العدل. وهذا في رأي مشاركة في أكبر جريمة عرفها تاريخ الإنسان، ولا يمكن لمن يحترم نفسه وإنسانيته أن يشارك فيها. 2 إن المؤتمر ينطلق من إقرار العدوان، ثم يريد العمل لإيقاف حلقة العنف، دون أن يبحث في إزالة العدوان إنه في هذه الحالة يساوي بين الظالم والمظلوم، بل إن هذا الموقف المحايد واللاعنفي في الظاهر، يعتبر إقرارا للعنف العدواني الذي أقام دولة إسرائيل، ورفضا للعنف المقاوم الذي يستعمله الشعب الفلسطيني حين يستطيع للدفاع عن نفسه، فهو مؤتمر منحاز منذ بدايته إلى جانب العدوان الصهيوني. 3 إن الادعاء أن هذا المؤتمر سيعلن رغبة العيش المشترك بين المسلمين واليهود أمام العالم أجمع هو تزوير الواقع، فللعيش المشترك قائم بين المسلمين واليهود في كل بلاد العالم، وليست بينهم أي مشكلة إلا في فلسطين، فالسبب الحقيقي للعنف القائم ليس رفض التعايش في أي من الطرفين، إنما هو العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. هذه هي المسألة التي ينبغي أن تعالج حتى يتم إزالة هذا العدوان، وإعادة الحرية للشعب الفلسطيني في تقرير مصير أرضه. 4 إن الزعم بأن المسيحيين في فلسطين يعيشون بانسجام مع المسلمين واليهود، أمر غير صحيح، ولا يزال الأب عطا الله حنا مثلا، وهو الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية في فلسطين يتكلم في كل مناسبة ضد الاحتلال الصهيوني ويطالب بحقوق الشعب الفلسطيني، ويتعرض للكثير من الظلم على يد الاحتلال، فضلا عن الكثير من القيادات المسيحية الدينية والسياسية التي يتعرض لمثل ذلك. 5 إني أعتقد بصراحة: أن السلام لا يمكن إقراره بين الشعوب بعيدا عن العدالة. أن العنف المدان هو الذي يكون البادئ، أما الرد على العنف بمثله فذلك حق طبيعي لجميع الناس، والذي يتخلى عن رد العنف بمثله يكون عاجزا، أما الذي يبرر عدم رد العنف بمثله فهو يفتقد الكرامة الإنسانية. 6 بناء على ذلك أكرر ما قلت، لكم في رسالة سابقة: أنني أرفض الحضور والمشاركة لأن المؤتمر المزعوم لن يكون إلا محاولة لتبرير الظلم والاحتلال، ولتكريس الأمر الواقع بعيدا عن الحقوق الإنسانية والسياسية للشعب الفلسطيني المظلوم وأولها حقه بالعودة إلى وطنه، وتقرير مصيره على أرضه. بيروت في 8 ذو القعدة 1425 ه الموافق 20/12/2004 المستشار الشيخ فيصل مولوي