قال ألان ميشيل مؤسس ومدير مؤسسة رجال الكلمة الموجودة في سويسرا إنه من المقرر تنظيم مؤتمر الأئمة والحاخامات بجامعة الأخوين بالمغرب من 3 إلى 6 يناير2005 . وزعم ألان ميشيل أن هؤلاء المدعوين سوف يعملون على البحث عن حل نهائي للصراع العربي الصهيوني انطلاقا من صفاتهم وسلطتهم الدينية، فهم قادرون على إشعال الحرب مثلما هم قادرون على وضع أوزارها. وذكر الموقع الإلكتروني مروكوتايمز كوم التابع لمجموعة ماروك سوار أن المؤتمر المزعوم تشارك في تنظيمه المؤسسة سالفة الذكر والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ومنظمات أخرى لم تذكر. وأضاف المتحدث أن الندوة تسعى إلى فتح حوار من أجل السلام والوحدة بين اليهودية والإسلام. وذكر المتحدث باسم مؤسسة رجال الكلمة أن المغرب اختير لاحتضان هذا المؤتمر لأنه البلد العربي والإسلامي الوحيد الذي يجعل الإسلام دينا رسميا له، ولكنه في الوقت ذاته يضمن دستوريا حرية ممارسة الشعائر الدينية لكل الديانات، كما ذكر ان الملك محمد الخامس رحمه الله قام بحماية الجالية اليهودية في محنتها وقت الحرب العالمية الثانية. وذكر الموقع أيضا أن عدة شخصيات نافذة ستحضر المؤتمر، ومن الاسماء التي كشف عنها شيرين عبادي المعارضة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل ونيلسون مانديلا الزعيم الأفريقي الشهير. وأضاف ألان ميشيل أن القضايا السياسية المرتبطة بالقضية الفلسطينية والكيان الصهيوني لن تطرح في هذا الملتقى، وان هذه المناسبة ستكون لتباحث ثقافة الحوار والسلام. وقال أندري أزولاي مستشار جلالة الملك محمد السادس إننا مستعدون للتعبئة وتوفير كل ما هو ضروري لإنجاح هذا الملتقى. وكانت الجهات المنظمة للمؤتمر قد سبق لها أن حاولت تنظيمه في الفترة الممتدة بين 31 ماي الجاري والثالث من يونيو 2004 بمدينة إفران، لكنه ألغي بعد أن توصلت مجموعة العمل الوطني لمساندة العراق وفلسطين برد مكتوب من جامعة الأخوين بإفران تخبرها فيه بإلغاء المؤتمر المذكور، مشيرة إلى أن الرد تضمن أيضا تنديدا بالمجازر الصهيونية المرتكبة في فلسطين. وفي في حوار ساخن لالتجديد مع ألان ميشيل رئيس منظمة رجال الكلمة في شهر يونيو 2004 سئلعندما اخترتم المغرب لعقد هذا المؤتمر ألم تضعوا في توقعاتكم ردود الفعل السلبية، خاصة في بلد مسلم وفي فترة تتميز بتزايد الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني؟ ومما أباح به: لا أبدا، لم أفكر ولو لثانية واحدة أنني يمكن أن أتلقى رد فعل سلبي... وقلت لنفسي إن المغاربة منفتحون ومضيافون ولذلك لن يكون هناك رد فعل سلبي... ولكنني أخطأت ربما لأنني لم أتوقع هذه الردود الشعبية ضد حضور إسرائيليين، إنه خطأ ديبلوماسي إن صح القول.. وقيل يومذاك إن عددا من الشخصيات دعمت عقد هذا المؤتمر من بينها شيمون بيريز، رئيس حزب العمل الإسرائيلي وأيلي برنافي المؤرخ الإسرائيلي، سفير إسرائيل السابق في باريس، والوزير المغربي للشؤون الدينية أحمد توفيق وأندري أزولاي مستشار الملك محمد السادس، إضافة إلى شخصيات عالمية أخرى مهتمة بالحوار بين الأديان. وكان من المقرر أن يشارك في المؤتمر 18 حاخاما يمثلون العديد من المدن الإسرائيلية على رأسهم الحاخام الأكبر لإسرائيل شلومو عمار، والحاخام الأكبر السابق إيلياهو باكشي دورون، وحاخام مدينة حيفا شير ياشوف كوهن، وحاخام مدينة أشدود حاييم بنتو، وحاخام مدينة ناتانيا دافيد شلوش والحاخام دانيل سبربر الأستاذ في جامعة بارايلان الإسرائيلية، وعضو الكنيست الحاخام ميشيل ميلشيور، والحاخام الأكبر السابق للجيش الإسرائيلي مرداخاي بيرون إضافة إلى العشرات من حاخامات الجالية اليهودية في أوربا. وعلمت التجديد أن عددا من الأئمة والعلماء المدعوين من داخل المغرب وخارجه لن يحضروا إلى هذا المؤتمر، ولم يتأكد بعد موقف الشيخ طنطاوي شيخ الأزهر. كما علمت التجديد أن عددا من المنظمات المدنية سوف تصدر عما قريب بيانات رافضة لهذا المؤتمر. فهل سيعرف هذا الملتقى المصير نفسه الذي عرفه العام الماضي، خاصة وأن الكيان الصهيوني لم يتوقف عن جرائم الاغتيال والتصفية الجسدية لرموز المقاومة والنضال الفلسطيني في ظل مباركة من حاخات الصهاينة، أم أن الواقفين وراءه سوف يصرون على تنظيمه بمن حضر؟ حسن صابر