أصدر نادي الأسير الفلسطيني تقريراً شاملاً حول أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال، موضحاً أن ما يقارب 8800 أسير فلسطيني يوزعون على 27 سجناً داخل إسرائيل يعانون أوضاعا قاسية ولا إنسانية. وقال التقرير: إن حالة غليان وتوتر تسود جميع سجون ومعسكرات الاحتلال بسبب التصعيد الكبير في الإجراءات التعسفية بحق الأسرى، وأن هذا التصعيد ازداد خلال الشهور الأخيرة الماضية حيث تمارس سياسة الحصار وفرض العقوبات اليومية على الأسرى. وذكر التقرير مجموع الممارسات التي يتعرض لها المعتقلون، فقد تم تجديد الاعتقال الإداري بشكل متواصل للمئات من الأسرى، حيث بلغ عدد الأسرى الذين جدد لهم الاعتقال الإداري أكثر من أربع مرات (200) أسير أقدمهم الأسير محمود عزام الذي جدد له الاعتقال الإداري للمرة الثامنة على التوالي ويقبع في سجون الاحتلال ما يقارب 1000 أسير إداري. واظهر التقرير أن الأسرى الإداريين تحولوا إلى رهائن لدى المخابرات الصهيونية، حيث لوحظت عمليات تحويل أسرى إداريين للتحقيق قد ازدادت في الأشهر الأخيرة، وان محاكم استئناف الإداري ما هي إلا محاكم صورية وشكلية وخداع للقانون. وحدة "متسادا" أسير الفلسطيني انه منذ عقد قمة شرم الشيخ في شهر شباط الماضي وقع 23 اعتداء على المعتقلين داخل السجون على يد وحدات خاصة للقمع ومجهزة بوسائل العنف والضرب تقوم باقتحام غرف وأقسام الأسرى والاعتداء عليهم بالضرب وتخريب محتوياتهم وحاجياتهم الشخصية. وأشار النادي إلى استخدام فرقة "متسادا" المختصة بقمع الأسرى سلاح جديد يطلق رصاصاً يسبب الحروق والآلام الشديدة على أجسام المعتقلين هذه الفرقة تكون مقنعة بالأسود عند اقتحامها غرف المعتقلين، وتكون معظم الاقتحامات والاعتداءات بعد منتصف الليل أثناء نوم الأسرى. كما كشف نادي الأسير عن حصوله على شهادات كثيرة تظهر عمليات التنكيل والاعتداء على الأسرى القاصرين عند اعتقالهم أو خلال نقلهم إلى مراكز التحقيق والسجون. وتعتبر حسب النادي أنها ظاهرة ثابتة ومستمرة حيث تعرض 90% من القاصرين للضرب المبرح حتى قبل أن يعرفوا سبب اعتقالهم وتهمهم وقبل وصولهم إلى مراكز سجون رسمية. وغالباً ما يُعتدى على الأسير داخل السيارة العسكرية التي تنقله ويكون الضرب بأعقاب البنادق والدوس على الأسير وهو مقيد اليدين ومعصوب العينين. وحسب التقرير تمارس أشكال عنيفة وغير إنسانية خلال استجواب الأسرى في مراكز التحقيق وسجل نادي الأسير هذه الأساليب، ومنها: الضرب المبرح، الحرمان من النوم، الشبح في أوضاع مؤلمة، اعتقال أفراد من العائلة، المنع الطويل من لقاء المحامي، العزل في زنازين قذرة، الحرمان من العلاج لابتزاز الاعتراف. الإهمال الطبي وفيما بتعلق بالإهمال الطبي وعدم تقديم العلاج، قال التقرير إنه يتواجد في سجون الاحتلال 950 حالة مرضية صعبة تتعرض للإهمال الطبي المتعمد، وخاصة المرضى بأمراض صعبة وخطيرة كالسرطان والقلب والكلى والسكري. وقال نادي الأسير إن 25 حالة مرضية مصابة بالسرطان تعيش في وضع صحي متدهور للغاية وترفض إسرائيل الإفراج عنها كحالة الأسير مراد أبو ساكوت المصاب بمرض سرطان الرئة وحالة الأسير احمد التميمي المصاب بفشل كلوي. وأشار نادي الأسير إلى سقوط 8 شهداء داخل سجون الاحتلال بسبب الإهمال الطبي منذ اندلاع انتفاضة الأقصى كان آخرهم الشهيد عبد الفتاح رداد. وتحدث التقرير عن وجود المئات من الأسرى المرضى المعاقين والمصابين بالشلل ويحتاجون إلى إجراء عمليات جراحية يتعرضون إلى المماطلة في ظل عدم وجود أطباء مختصين والدواء اللازم وفي ظل افتقار مستشفى سجن الرملة للحد الأدنى من المقومات الطبية. عقوبات لأتفه الأسباب وقال التقرير إن ظاهرة فرض عقوبات على الأسير داخل السجن أصبحت سياسة يومية واستفزازية. وتتمثل هذه العقوبات، بفرض غرامات مالية على الأسير، الحبس في زنزانة انفرادية، الحرمان من زيارة الأهل، الحرمان من "الكنتين"، الحرمان من الخروج للساحة. وتجبي إدارة السجون الملايين من الشواقل من حسابات الأسرى بسبب فرضها غرامات مالية عليهم لأتفه الأسباب تسحب من حساباتهم الشخصية. كما فرضت إدارة السجون على جميع الأسرى سياسة التفتيش الجسدي المذل عند خروج الأسير إلى المحكمة وعودته منها أو عند انتقاله من سجن إلى أخر، يتعرض الأسير للاهانة وتزداد الاهانة عند الأسيرات الفلسطينيات اللواتي يتعرضن بشكل مؤلم لهذه السياسة بحجة التفتيشات الأمنية، في الوقت الذي أصبح فيه التفتيش العاري ليس بسبب امني بقدر ما هو توجيه الاهانة إلى ذات الأسير والمساس بكرامته وكسر إرادته. ويتعرض الأسير الذي يرفض التفتيش للضرب والعزل في زنازين انفرادية وفرض غرامات مالية عليهم. العزل الانفرادي ولا زال 15 أسيرا فلسطينيا يقبعون ومنذ سنوات طويلة في زنازين العزل الانفرادي في سجون "بئر السبع" و"الرملة" و"هداريم"، بعضهم يمكث في العزل منذ سنوات كحالة الأسير احمد شكري وموسى دودين وحسن سلامة. ويعيش الأسرى في زنازين ضيقة غير صحية وتطبق بحقهم إجراءات صارمة جداً، ويتعرضون لمضايقات يومية من قبل شرطة السجون. وحسب الأسرى فان الزنازين التي يعيشون فيها متعفنة وتشبه القبور. كما لا زالت المئات من عائلات الأسرى محرومة من زيارة أبنائها في السجون بحجة المنع الأمني دون أية أسباب منطقية وقانونية، وهناك عائلات لم تر أولادها منذ 5 سنوات. ويعيش أهالي الأسرى في غرف الزيارات أثناء لقائهم مع أبنائهم أوضاعا سيئة بسبب وجود العازل البلاستيكي بينهم وبين أبنائهم مما يصعب الحديث بشكل طبيعي وأنساني. وتحولت الزيارة إلى عقوبة قاسية بسبب ذلك وبسبب ما يلاقيه الأهالي من إجراءات صارمة ومذلة على يد شرطة السجون من تفتيشات وإعادة الأغراض والملابس وعدم وجود مرافق ومراحيض أثناء الانتظار للزيارة. ولخص نادي الأسير تقريره: بان انتهاكات خطيرة ترتكب بحق الأسرى على يد حكومة الاحتلال تخالف كل المواثيق والشرائع الدولية وانه لا رقابة قانونية ودولية على تصرفات حكومة إسرائيل بحق المعتقلين. نابلس: سامر خويرة