فجأة يجد سي عمر، بائع الملابس البالية، نفسه من بين أغنياء مدينة مراكش العتيقة، بعدما وجد مبلغا كبيرا من المال في أحد الأكوام، فيقرر نزع جلبابه التقليدي المرقع، ويلبس البذلة العصرية، ليبدأ حياة جديدة بعلاقة غير شرعية مع فتاة أخرى، آملا أن ينعم بالأمن والسعادة والهناء التي افتقدها طيلة زواجه من لطيفة التي أنجبت له ثلاثة أبناء. هكذا يحاول المخرج المغربي داود أولاد السيد في شريطه التلفزي الجديد أن يظهر التناقض في شخصية عمر الذي يواجه مصاعب جمة كلما أراد أن ينتقل من دور الزوج إلى دور العشيق أو العكس. وقد اختار أولاد السيد مدينة مراكش مستغلا فضاءات خارجية مميزة بأسواق المدينة القديمة ليصور عددا من المشاهد الخارجية، غير آبه بموجة الحرارة التي تجتاح المدينة الحمراء هذه الأيام . ويلعب دور البطولة في الشريط التلفزي الذي يحمل اسم المكروم كل من عبد الله فركوس وبشرى أهريش إلى جانب فضيلة بن موسى ويوسف نايت منصور ومصطفى تاه تاه والوجه المعروف عبد الجبار الوزير وأسماء أخرى. وحسب تصريح ل التجديد قال الفنان حسن هموش أحد المشاركين في إعداد الشريط: إن الفيلم تدور أحداثه في مدينة مراكش حول رجل في الأربعينات اسمه عمر، يشتعل تاجرا بسيطا، ويكتري حانوتا بسوق الملابس المستعملة (البال)، ويعيش حياة متواضعة جدا مع زوجته وأبنائه الثلاثة، ويصور الشريط في بدايته قصة معاناة عمر مع أبنائه الذين غالبا ما يشكلون مصدرا للخلافات بينه وبين زوجته لطيفة، خاصة في موضوع ختان طفلهما مصطفى الذي تقدم به السن. وتسرد أحداث الشريط، تفاصيل عن حياة عمر القاسية، والذي يسكن أيضا مع أم زوجته في المنزل نفسه، إلى أن تحصل الحادثة غير المنتظرة ، حيث يجد عمر بعد فتح كومة جديدة للملابس القديمة كيسا مليئا بالأوراق النقدية من فئة عملة الأورو، ليعيش مرحلة من الخوف والذعر والتساؤلات لإخفاء السر عن زوجته وجيرانه. وبحثا عن طريقة لتغيير هذا المبلغ الهائل إلى عملة محلية يلجأ إلى وكالة بنكية ، ومن خلال تردده المستمرعلى هذه الوكالة، ينسج عمرعلاقة غير شرعية مع إحدى موظفات هذه المؤسسة ( فاتن). هذه العلاقة تحول عمر من إنسان متواضع بسيط إلى رجل طماع، يريد أن يعيش حياة راقية مدفوعا من طرف فاتن وصديقتها عزيزة. وفي خضم التناقض، أصبح عمر يعيش بشخصيتين الأولى يواجه بها زوجته التي لم يخبرها بحقيقة الأمور، والثانية يتصنعها مع فاتن التي تستغل سذاجته لابتزازه ونهب ماله. ويضطر عمر لمواجهة كل وضع على حدة، إلى تغيير ملابسه داخل حانوته تحت نظرات جاره إدريس الذي يسعى إلى محاولة فك وفهم هذا اللغز. لكن في النهاية يقطع حبل الكذب والخداع القصير، ويكتشف عمر أنه ذهب في طريق حرام لن يجني عليه غير الويلات، فيقررالعودة إلى زوجته مصارحا إياها بالحقيقة ويعيش بقية عمره مع الزوجة التي كافحت معه أثناء فقره. الشريط الكوميدي المكروم الذي ينتظر أن يعرض في رمضان المقبل، أنتجته القناة الثانية وشركة تاسكوم. ولاشك أن هذا الشريط سيكون واحدا من بين الأشرطة التلفزية التي ستحظى بمواكبة نقدية كبيرة، خاصة وأن الفكرة الرئيسية المرتبطة بموضوع الانتقال من الفقر إلى الغنى تبدو غير مقنعة من الناحية الشكلية في مجتمع أصبحت نسبة الفقر فيه مرتفعة ، كما أن ما يعرض في شهر رمضان في المغرب، يكون محط أنظار المتتبعين والنقاد،لاسيما وأنه قبل أيام بدأت موجة الانتقادات في الصحافة المغربية توجه للقناتين الثانية والأولى فيما يتعلق بإنتاج البرامج الرمضانية، حتى وصفت بأنها برامج تخلف الموعد مع المشاهدين ولا تلبي حاجياتهم ومن بين البرامج التي تعرضت لحملة نقدية مكثفة سلسة السيتيكوم الربيب الذي يقوم بدور، البطولة والتأليف فيها سعيد الناصري، الأمر الذي جعل القناة الثانية غير متحمسة لتصوير الجزء الثاني من هذه السلسلة. وبخلاف دول عربية أخرى كمصر، التي يتم فيها وضع خريطة برامجية لشهر رمضان تشرف عليها لجنة عليا يترأسها وزيرالإعلام وتضم في عضويتها رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون ونائبه ورئيس التلفزيون ورؤساء القنوات، وبالتالي يتم التركيز على الإنتاجات الجديدة في كل المجالات (الدينية،الثقافية والترفيهية)، ونفس الشيء بالنسبة للمجال التاريخي حيث يتم إنتاج أفلام دينية من عيار جيد، وتبقى القناتان التلفزيتيان المغربيتان خارج التغطية غير مستجيبة لانتظارات المشاهد المغربي الذي يضطر إلى الحريك في اتجاه قنوات فضائية أخرى . عبد الغني بلوط