على الرغم من منحى الإثارة الذي تسلكه بعض الأعمال الصحافية في تناولها للعلب الليلية والكباريهات بالمدن التي تسمى سياحية، إلا أن الواقع الذي تكشفه يجعل السياسات المتبعة تجاه هذا القطاع في مواجهة حقيقية مع القانون ومع الثوابت الدينية، ويضع مصالح الأمن والسلطات المحلية ووزارة السياحة أمام مسؤوليات كبيرة، بل ويكشف جوانب التقصير (إن افترضنا حسن النية) أو الحماية للفساد والجرائم الأخلاقية والأمنية التي تتم باسم تشجيع السياحة والنهوض بالقطاع السياحي. الربورطاج الذي أنتجته مجلة نيشان في عددها الأخير تحت عنوانليالي مراكش الساخنة وإن اشتغل على 5 محلات ليلية في مراكش إلا أنه يمثل عينة تنقل لنا بوضوح صورة ما يحصل في مدن أخرى مثل الدارالبيضاء والرباط وأكادير، من جرائم ضد القانون والشرع، وضد المرأة وكرامتها، وضد القاصرين، وضد المجتمع برمته. وسنكتفي في هذا الإطار بذكر ثمانية جرائم أكد روبرطاج نيشان رعاية الملاهي الليلية بمراكش عليها: 1 الجريمة الأولى: بيع الخمر للمسلمين وتقديمها لهم: فقد أكد الربورطاج أن أغلبية زبناء هذه الملاهي من المغاربة، أبناء وبنات لمرفحين البيضاويين والرباطيين، وأنهم أصبحوا يمثلون النسبة الكبيرة في زبناء هذه الأمكنة، وأكد من جهة أخرى أن العلب المذكورة تقدم لهؤلاء كؤوس الفودكا وأنواعا من المشروبات الكحولية القوية، بل أكثر من ذلك، يؤكد الربورطاج على وجود مشروبات كحولية مهربة! 2 الجريمة الثانية: تمكين الزبناء من تناول المخدرات، فحسب الروبورطاج، هناك إقرار بوجود مخدرات، كما أن هناك طبعا مخدرات قوية يقصد بذلك الكوكايين، والخطير في الأمر هو التأكيدات التي تشدد على أن تحركات الشرطة لم تفلح في التخفيف من أنشطة مروجي تلك المخدرات، مقابل تأكيدات تتحدث عن أن السلعة مجودة وأن غراما واحدا من الكوكايين يبلغ 800 درهم، بل الأخطر من ذلك كله، هو ثبوت تردد أعضاء من عصابة تتاجر في الكواكيين لإحدى هذه العلب الليلية واكتشاف رجال الأمن لها! 3 استهداف القاصرات وتلميذات الثانويات: ذكر الربورطاج أن أصحاب العلب الليلية يلجأون في بعض الأحيان إلى اتباع سياسة محلية لتسويق منتوجاتهم، إذ يستهدفون تلاميذ الثانويات الموجودة في أحياء راقية، ونقل الروبورطاج استنادا إلى مصدر مطلع بأن عناصر الفرقة السياحية تتغاضى عن كثير من الخروقات التي تحدث في الملاهي الليلية من قبيل دخول القصارين والقاصرات، وأبرر المصدر ذلك بكون هؤلاء يقبضون الرشاوى مقابل غض الطرف عن هذه الجرائم. 4 تشجيع الدعارة والاستفادة من خدمات العاهرات: إذ أكد الروبورطاج أن أصحاب العلب الليلية يستهدفون أحيانا بائعات الهوى لمعرفتهم المسبقة أنهن لن يأتين وحيدات إلى العلبة بل رفقة زبنائهن، وأضاف أن الممارسين للقوادة رجالا ونساء مستهدفون من قبل هؤلاء، فشبكاتهم في الدعارة تمكنهم من جلب عشرات الزبناء الجدد، كما سجل كملاحظة أن العلب الليلية توفر الفرصة لاصطياد الفتيات لمارسة الجنس إما من خلال الاتفاق داخل العلبة الليلية أو خارجها. 5 الاستغلال الجنسي للمرأة والاتجار بعرضها: وترتبط بما سبق جريمة الاستتغلال الجنسي للنساء في الرفع من المداخيل المالية لهذه المواخر، فقد نقلت نيشان عن مسؤول سابق عن علبة ليلية، أن كثيرا من المحلات الليلية المراكشية تسمح لالبنات بالدخول فابور مع كأس أو اثنين هدية من المحل، مشددا على أن البنات هما اللي كيجلبو الزبائن، وأن مسؤولي هذه العلب يحرصون على تشغيل نادلات يتم اختيارهن بعناية، ويؤكد الربورطاج وجود عدد كبير من الفتيات الجميلات المستعدات لكل دعوة موجهة إليهن. 6 تشجيع السياحة الجنسية: ومما يرتبط بما سبق أيضا، لكن هذه المرة بالعلاقة بالأجنبي، جريمة السياحة الجنسية، والدور الذي تلعبه هذه الملاهي الليلية في تشجيعها من خلال توفير البضاعة البشرية لطالبيها في ظروف سهلة وآمنة، وكما كشفت عن ذلك أعمال صحافية من قبل، يسلط ربورطاج نيشان الضوء على وجود العنصر الأجنبي بقوة، وخاصة الخليجيين منهم، وتحت عنوان فرعي مراكش مقاطعة خليجية يصور الربورطاج الخليجيين، الذين يشكلون غالبية أحد الكباريهات المصممة لتلبية ميولاتهم، وكل واحد محاط بأكثر من أربع فتيات كما لو أنهن دخلن مسابقة استعراضية لمن ستكشف أكثر عن ممتلكاتها. 7 الرشوة تعمق الفساد: يضطر أصحاب بعض العلب الليلية، بحكم معرفتهم بخرقهم للقوانين ووقوعهم في مخالفات خطيرة إلى اللجوء إلى إرشاء عناصر الشرطة السياحية للسكوت عن هذه الجرائم وعدم انتهاج سياسة التشدد الأمني معهم، فالأسبوعية تنقل عن مصادرها المطلعة أن بعض عناصر الفرقة السياحية تتغاضى على الكثير من الخروقات التي تحدث داخل الملاهي الليلية من مثل دخول القاصرين والقاصرات، وتنقل عنها قولها كل حاجة وثمنها. 8 انعدام إجراءات السلامة وضعفها: تتحدث نيشان عن وجود علب ليلية، بعضها لا يتجاوز 60 مترا مربعا، لا تفتقد إلى إجراءات السلامة يلا وقعت الله يحفظ شي حاجة فهاد العلبة الخسائر تكون كبيرة.هذه بعض الجرائم التي تؤكد نيشانحصولها في هذه العلب الليلية، وهي تمثل تهديدا حقيقيا للأمن الروحي والصحي والقيمي، كما أنها تضر بصورة المغرب في الداخل والخارج، وتمس بسمعة وكرامة المرأة المغربية، بل إنها تمس بصورة الإسلام في هذا البلد، وهي تحديات خطيرة تضع الجهات المسؤولة أمام مسؤولياتها في تطبيق القانون ونهج الصرامة في مواجهة كل من يشجع السياحة الجنسية، ويسهم في الاستغلال الجنسي للمرأة المغربية، ويدمج القاصرين والقاصرات من أبناء الثانويات المغربية في طاحونة الفساد. بكلمة، هذه الجرائم التي عيانتها أسبوعية نيشان من خلال الربورطاج الذي نشرته في العدد الأخير، يضع المسؤولين، وتحديدا وزارة الداخلية ووزارة السياحة، أمام مسؤولياتهم الحقيقية في صون المغرب من المتاجرة الرخيصة بنسائه وأطفاله، وصونه من إغراء نشطاء السياحة الجنسية ومروجي المخدرات القوية به، ووضع حد لسياسة التساهل وغض الطرف التي لا يكون الرابح من ورائها في الأخير سوى الفاسدين والمرتشين والذين يريدون أن تصبح صورة المغرب وسمعته مرتبطة بفساد نسائه وفتياته، والذين يريدون أن يصير هذا البلد المسلم قبلة لكل اللاهثين لتحقيق جوعاتهم الجنسية المريضة على حساب كرامة المرأة المغربية وسمعتها.