أكدت عفاف الحاجي، زوجة محمد المرواني على أن الحالة الصحية للمعتقلين السياسيين الخمسة على خلفية ما يعرف بملف بلعيرج، أصبحت في خطر بعد خوضهم إضرابا مفتوح عن الطعام منذ 22 مارس الماضي، مشيرة في تصريح لالتجديد أن لسان حالهم يقول: إما البراءة وإما الشهادة من جهتها، ثمنت بديعة بناني، زوجة العبادلة ماء العينين، اللقاء الذي جمع زوجات المعتقلين بوزير العدل، محمد الطيب الناصري يوم الجمعة الماضي، موضحة أن اللقاء كان وديا، حيث شرحن له كل ملابسات هذا الملف، على أمل أن يحظى بمحاكمة عادلة، لاسيما أنه من المتوقع أن تكون جلسة يوم الأربعاء، آخر محطة للنطق بالحكم بعد الاستماع إلى العبادلة ماء العينين. وفي السياق ذاته، نفذت اللجنة الوطنية للتضامن مع المعتقلين على خلفية الملف ذاته، بمعية عائلات المعتقلين السياسيين الخمسة العبادلة ماء العينين ومحمد المرواني ومصطفى المعتصم وعبد الحفيظ السريتي والأمين الركالة، وعائلات بعض المعتقلين على خلفية نفس الملف أول أمس السبت المنصرم اعتصاما لأول مرة أمام المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان من العاشرة صباحا إلى العاشرة ليلا. وفي كلمة له، شدد محمد الهلالي، الكاتب العام لحركة التوحيد والإصلاح على أن تضامن الحركة مع المعتقلين السياسيين يمليه الانتساب إلى مدرسة فكرية اختارت عن طواعية منهج المشاركة السياسية مؤكدا أن باستهداف السياسيين وذويهم ، استهداف لهذا النهج وهذا الاختيار. وأضاف الهيلالي في كلمته، أن هذا التضامن عنوان لرفض الظلم الذي طال المعتقلين على خلفية هذا الملف، أولا بحرمانهم من حريتهم، وثانيا بانتهاك شروط المحاكمة العادلة، مشددا أن هذه القضية سياسية، ولا يمكن التعامل معها إلا بالمقاربة التصالحية؛ على اعتبار أن موقع المعتقلين السياسيين الطبيعي الذي اختاروه هو الإسهام في تدبير شؤون بلادهم من أجل التداول السلمي مع السلطة وليس التداول القهري مع السجون. وعرف الاعتصام الذي تخللته شعارات من قبيل لا للإرهاب الفكري والسياسي نعم للحريات العامة، لا لتوظيف القضاء في تصفية حسابات سياسية ضيقة، حضورا لافتا لأعضاء حركة التوحيد و الإصلاح، وأعضاء عن حزب العدالة و التنمية وآخرين عن شبيبة نفس الحزب، هذا بالإضافة إلى حضور فعاليات حقوقية، جمعية الشيخ ماء العينين لحوار الأجيال، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، الوسيط من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، ائتلاف اليسار، العدل والإحسان. من جهته، قال عبد الإله بن عبد السلام، ممثل اللجنة الوطنية للتضامن مع المعتقلين السياسيين الستة كفى من المهازل ، فالكل يعرف المعتقلين ومواقفهم إلى جانب المناضلين من أجل الديمقراطية، ونحن اليوم أمام إضراب عن الطعام يخوضه المعتقلون السياسيون الخمسة، ومطلبنا هو إنقاذ حياة المعتقلين قبل أن تحل كارثة مثل التي وقعت في عهد سنوات الرصاص. ومن جهته، صرح عبد العالي حامي الدين، نائب رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان ل التجديد بالمناسبة قائلا: هذا الاعتصام يأتي بعد التطورات الأخيرة التي عرفها ملف المعتقلين الخمسة، والمتمثل في خوضهم إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 22 مارس المنصرم، وخصوصا وأن المعتقل الدكتور العبادلة ماء العينين وصل به الأمر قبل يومين إلى العزم على رفض تناول الماء والسكر، وتراجع عن ذلك بتوسل من قبل العائلات والمنظمات الحقوقية. وكانت هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين الستة قد أعلنت في تصريح لها أمام محكمة الجنايات الاستينافية إثر انسحابها مما أسمته بالمحاكمة الصورية غير العادلة الجارية أمام المحكمة الجنائية الاستينافية بسلا، أن المعتقلين السياسيين منذ منذ اختطافهم وأسرهم تحت قبضة الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قبل سنتين وشهر إلا قليلا، ومنذ إحالتهم على قاضي التحقيق بمحكمة الاستيناف بالرباط يوم 28 فبراير ,2008 ومنذ إحالتهم على محكمة الجنايات الابتدائية التي أصدرت في حقهم أحكاما جائرة فجر يوم 29 يوليوز 2009 ، ومنذ أن انطلقت محاكمتهم أمام محكمة الاستيناف الجنائية بتاريخ 14 اكتوبر 2009 وإلى اليوم أعلنوا بكل مسؤولية وثبات، أنهم ضحايا مؤامرة سياسية استكملت معالمها السخيفة يوم أن تدخلت الدولة المغربية علنا على لسان وزير الداخلية شكيب بنموسى وصنوه الوزير خالد الناصري؛ مستغلين وسائل الإعلام العمومية لدعايتهما السافرة ولاتهاماتهما المصنوعة، لنشر الأكاذيب في حقهم وللتهجم عليهم وعلى أحزابهم، والقذف في سمعتهم والضغط على مسطرة البحث التمهيدي وتطعيمها بكلام التضليل والتحريف، بعيد انطلاقها والتوصل بتفاصيل المسطرة، وفضح سريتها وتأليب الناس عليهم وعلى أبنائهم وذويهم.