قرر المعتقل السياسي العبادلة ماء العينين، على خلفية ما يعرف إعلاميا بملف بلعيرج المضرب عن الطعام منذ الاثنين الماضي الامتناع عن شرب الماء والسكر، وذلك للاحتجاج على ما تعرض له صبيحة يوم الأربعاء 31 مارس 2010 من إهانة تمثلت في منعه ضدا على إرادته من حضور المحاكمة، وفقا لبيان أصدره المعتقلون السياسيون على خلفية نفس الملف ظهر يوم الأربعاء 31 مارس 2010 من السجن المحلي بسلا، وحمل البيان الجهات المعنية، مسؤولية ما يمكن أن ينتج من مخاطر على حياته حسب نص البيان. وحسب مصدر مقرب، فقد أخدت إدارة السجن المحلي بسلا الأستاذ العبادلة إلى مستشفى السجن للاطمئنان على صحته، على اعتبار أنهم سيأخدوه مباشرة إلى المحكمة للمثول أمام القاضي، إلا أنهم أعادوه إلى الزنزانة بالرغم من أن حالته الصحية تسمح له بالحضور. هذا وأثار ملتمس النيابة العامة-الذي وافقت عليه هيئة المحكمة- صباح الأربعاء القاضي بتأجيل المحاكمة إلى الأسبوع المقبل في انتظار تماثل العبادلة ماء العينين إلى الشفاء ومثوله أمام المحكمة، غضب عائلات المعتقلين السياسيين وممثلي عدد من الهيئات الحقوقية والسياسية، وكذا عائلات بعض المعتقلين الآخرين على ذمة نفس الملف، وتحول غضب العائلات إلى وقفة احتجاجية داخل قاعة المحكمة، تم بعدها بالبهو، حيث رددت العائلات بعيون باكية، مباشرة بعد إعلان القاضي قرار تأجيل الجلسة إلى 7 أبريل شعارات تستنكر ما أسمته بالمحاكمة الصورية. وفي تصريح لالتجديد شددت الدكتورة بديعة بناني زوجة العبادلة ماء العينين، أن المعتقلين السياسيين أكدوا أن الحالة الصحية للعبادلة قد تحسنت وكانت تسمح له بالمشاركة في جلسة يوم الأربعاء إلا أنه منع من ذلك، معتبرة أن ملتمس النيابة العامة ليس سوى ذريعة للتماطل. وأضافت بناني على أن هذا التأجيل ليس في صالح المعتقلين الذين بدأو إضرابا عن الطعام منذ الاثنين 22 مارس 2010 احتجاجا على غياب المحاكمة العادلة، على اعتبار أن حالتهم الصحية متدهورة، وسيتضاعف الأمر إذا ما استمر الحال بهذا الشكل. من جهة أخرى، شددت بناني على أنه من العار في دولة تحترم نفسها أن يعلو صوت المواطن من أجل المطالبة بمحاكمة عادلة، مؤكدة أن العائلات ستتخذ كل الإجراءات والخطوات اللازمة لمحاولة فهم ما يجري، وسيعملون على الاتصال بكل المسؤولين عسى أن يجدوا آذانا صاغية لمطلبهم المشروع، وقالت بناني إن العبادلة ينتمي إلى قبيلة علم وهي معروفة عبر التاريخ، وهو إنسان وحدوي يدافع على وحدة الوطن احتراما لدم الشهداء الذين ضحوا في في سبيله، فكيف يتهم هذا المواطن بالارهاب ظلما، متسائلة كيف يمكن أن نطالب الشباب أن يشعروا بوطنيتهم وواحد من أبناء هذا الوطن المخلصين يتهم زورا في أغرب محاكمة بالمغرب حسب ما أكده ويؤكده النقباء والمحامون.