قال النقيب عبد الرحمن بنعمرو، دفاع المعتقلين السياسيين الستة إن النطق بالحكم في حق موكليه يوم الخميس 8 أبريل 2010 سيكون كارثة، على اعتبار أن الظروف غير مواتية، قبل الحسم في عدد من الطلبات التي تضمن حقوق الدفاع والمعتقلين. وتخشى أسر المعتقلين السياسيين الخمسة، و16 معتقلين آخرين على خلفية ما يعرف بملف بلعيرج المضربين عن الطعام منذ 22 مارس الماضي من حدوث كارثة إنسانية بسبب الحالة الصحية المزرية التي آلت إليها حالة المضربين جراء الإضراب المفتوح الذي يخوضونه وأكدت سعاد سقيتي، زوجة مصطفى المعتصم، المعتقل على خلفية نفس الملف أن حياة زوجها في خطر؛ جراء استمرار إضرابه عن الطعام، حسب إفادة الطبيب الذي كان يعالجه من مرض القلب قبل الاعتقال. وشددت سعاد في اتصال لالتجديد أن الحالة الصحية لكل من (العبادلة ماء العينين، محمد المرواني، عبد الحفيظ السريتي، الأمين الركالة)، المضربين عن الطعام أيضا متدهورة، موضحة أنهم لا يقوون على السير، ووجوههم شاحبة. وكان المعتقلون (لقمان المختار، عبد الله الرماش، وعبد الصمد بنوح) قد نقلوا خلال الجلسات الأخيرة مباشرة إلى المستشفى الداخلي للسجن المحلي بسلا للعلاج بسبب إضرابهم المفتوح عن الطعام إلى درجة أنه تم حمل لقمان على أكتاف بعض المعتقلين للمثول أمام القاضي، وهو المشهد الذي حز في نفوس عائلات المعتقلين وممثلي الأحزاب والجمعيات الحقوقية الموجودة بقاعة الجلسة. ومن المتوقع أن تنظم هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين الستة على خلفية ما يعرف بملف بلعيرج، ندوة صحفية صباح غد الخميس في إطار تقديم كل البيانات والمعطيات حول آخر تطورات ما يعرف بقضية بليرج وحول انسحاب هيئة الدفاع من المحاكمة والإضراب اللامحدود عن الطعام الذي يخوضه المعتقلون وفي تعليق له، شدد عبد المالك زعزاع دفاع مجموعة من المعتقلين على خلفية هذا الملف؛ على أن مرحلة الاستئناف كانت أسوأ بكثير من المرحلة الأولى، مشيرا في تصريح لالتجديد أن تجاهل الهيئة القضائية لطلبات الدفاع خيبت آمال هيئة الدفاع، والأسر وكذا المعتقلون الذين كانوا يأملون أن يكون الاستئناف مرحلة تصحيحية لما حدث خلال المرحلة الابتدائية. وشدد زعزاع على الأوضاع المأساوية التي سيعرفها هذا الملف في ظل تخوفات من أن يكون الحكم الاستئنافي كارثة قضائية ستحل من جديد بالمغرب، تسيئ إلى نزاهة القضاء في ظل الإصلاحات. وفي السياق ذاته، نظمت جمعية الشيخ ماء العينين لحوار الأجيال بالعديد من المدن والقرى بالمغرب وخارجه عملية إفطار جماعي بعد يوم صيام تضامنا مع المعتقل السياسي الدكتور العبادلة ماء العينين في إضرابه عن الطعام.وتأتي هذه المبادرة الرمزية حسب بيان للجمعية توصلت التجديد بنسخة منه استجابة لنداء جمعية الشيخ ماء العينين لحوار الأجيال لاعتبار يوم 5 أبريل يوم صيام في ربوع المغرب وخارجه؛ تضامنا مع الدكتور العبادلة الذي يدخل الأسبوع الثالث في إضراب عن الطعام احتجاجا على غياب شروط المحاكمة العادلة.وحسب المصدر ذاته، لقيت الدعوة تجاوبا عفويا من قبل أبناء آل الشيخ ماء العينين ومحبيه ومريديه ومن شخصيات حزبية، ومدنية ومن مريدي الزاوية الفاضلية. إذ نظمت عمليات إفطار جماعي ورتل القرآن الكريم، وقرأت الحسبة ودعوا الله أن يرفع الحيف ويظهر الحق ويزيل الغمة. من جهتها، عبرت اللجنة العربية لحقوق الإنسان، عن قلقها إزاء ما أسمته التدهور المريع في وضع الحقوق والحريات في المغرب، وخصوصا على مصير المعتقلين في سجن الزاكي بسلا المضربين عن الطعام وعائلاتهم، وعلى رأسهم الدكتور ماء العينين العبادلة الذي باشر في نقلة درامية الامتناع عن شرب الماء للرد على منعه من حضور جلسة المحاكمة يوم الأربعاء 31 مارس ,2010 مجددة مطالبتها للسلطات المغربية بوضع حد لما يضع صحة ومصير المعتقلين المضربين على كف عفريت، وينسف استقلالية القضاء ومقولة الإصلاح والانتقال الديمقراطي، كما يخرق القانون الوطني والمواثيق الدولية ذات الصلة.