كشفت صحيفة هيرالد تربيون البريطانية أن التحقيقات في قضية استخدام جوازات سفر بريطانية في جريمة اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس محمود المبحوح؛ أثبتت تورُّط مسؤولين بريطانيين كعملاء لالموساد. واعتبرت الصحيفة في عدد صادر نهاية الأسبوع أن طرد الدبلوماسي الصهيوني من البلاد خطوةٌ مناسبةٌ للردِّ على انتهاك إسرائيل للسيادة البريطانية، مشيرةً إلى حجم الاستياء الشديد في بريطانيا من ثبوت تورُّط الكيان الصهيوني في تزوير جوازات سفر بريطانيين، واستخدامها في جريمة اغتيال المبحوح في يناير الماضي في دبي. وكانت صحيفة الدايلى ميل البريطانية الوحيدة التي وصفت الدبلوماسي بأنه جاسوسٌ للموساد الصهيوني، وقالت على صدر صفحتها الأولى : وزير الخارجية يتهم إسرائيل بإساءة استخدام جوازات سفر بريطانية ويمهل أحد أعضاء سفارتها أسبوعين لمغادرة البلاد، واعتبرت أن الردَّ البريطاني قاسٍ ويتفق وانتهاك السيادة البريطانية، وأشارت إلى أنها المرة الأولى منذ عام 1980م التي يتمُّ فيها طرد عميل للموساد من لندن، وقالت: إن الرد البريطاني ترك المسؤولين الإسرائيليين في صدمة. وهاجمت الصحيفة ردَّ فعل بعض الساسة الصهاينة الذين وصفوا البريطانيين بالكلاب والمنافقين، وقال مصدر في المخابرات البريطانية: إن الإسرائيليين يعتبرون ما حدث ضربةً على الكفِّ؛ للتعبير عن الغضب البريطاني مما ارتكبه الكيان الصهيوني الذي يجب عليه عدم استغلال صداقته مع البلاد بالإساءة إليها. من جانب آخر، وتحت عنوان إسرائيل الصماء المتحدية تقامر بمستقبلها أعرب الكاتب البريطاني ماكس هيستنج في مقال له، نهاية الأسبوع، بصحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية عن اعتقاده بأن الأمريكيين سيفيقون يوما ما على الثمن الاستراتيجي الباهظ الذي يسدده شعبهم مقابل التجاوزات الإسرائيلية. في وقت أعرب فيه مسؤولون بريطانيون عن غضبهم على بعض الساسة الصهاينة الذين وصفوا البريطانيين بالكلاب والمنافقين. يرى الكاتب أن تعبير عملية السلام في الشرق الأوسط يساء استخدامه على الدوام، فإذا وجد مثل هذا الأمر قبل اغتيال اسحق رابين (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق) فإنه لم يعد موجودا منذ ذلك الحين، فقد انتهجت إسرائيل برنامجا متواصلا من توسيع المستوطنات في القدسالشرقية والضفة الغربية حيث يوجد هناك 177 ألف مستوطن يهودي. ويقول الكاتب إن نتنياهو يرى في أوباما عدوا، إلا أنه يعتمد على أن الكونغرس والشعب الأمريكي لا يريدان أي تغيير، وأن تحدي نتنياهو لأوباما يبدو محتملا وربما مرجحا على المدى القصير، إلا أن مأساة إسرائيل هي أنها مجتمع ينظر باضطراد إلى الداخل، فخور بالرفاهية التي حققها، أصم لوجهات النظر الأجنبية، يحمل الاحتقار للعرب. كما أن إسرائيل في رأي هيستنج تتجاهل أن جيرانها الفلسطينيين لن يتمكنوا أبدا من تأسيس مجتمع قائم قادر على التصرف بمسؤولية على أرض محشوة بالمستوطنات الإسرائيلية والطرق الاستراتيجية. وفي رأيه أن إسرائيل ترى أن لها حقا أخلاقيا في القدسالشرقية، وهو أمر يرفضه بقية العالم بازدياد، وهي قد تنجح في ضم كل القدس داخل حدودها، إلا أنها تخاطر تاريخيا بأن تجعل نفسها وياللمفارقة كما يقول دولة مارقة. وكانت صحيفة الأندبندنت البريطانية قد وصفت الأزمة الدبلوماسية المتصاعدة بين لندن والاحتلال الصهيوني، بأنها تمر في أسوأ أحوالها. وقالت الصحيفة في عددها الصادر، يوم السبت، إن الحكومة البريطانية أرادت من طرد الدبلوماسي الاسرائيلي ليس فقط إيصال انزعاجها من إسرائيل؛ بل أيضاً أن يكون هذا مسموعاً أمام الرأي العام البريطاني. وأضافت أنه على الرغم من أن طرد الدبلوماسيين ليس شيئا غير عادي؛ إلا أنه أمر نادر بين الأصدقاء والحلفاء، وهو ما جعل قرار وزير الخارجية البريطاني ميليباند طرد الدبلوماسي الاسرائيلي شيئا استثنائيا بين البلدين اللذين تمر علاقاتهما في اسوأ احوالها، على حد تعبيرها.