منذ عشر سنوات تعيش جامعة القرويين بدون رئيس. ورغم تغيير أو تجديد ولاية رؤساء جامعات التعليم العالي لأكثر من مرة، فإن القرويين ظلت على حالها، مما فتح الباب أمام تكهنات تزعم وجود مخطط لتغيير الوضعية القانون للجامعة. غير أن واقع الجامعة في العشرية الماضية، يشير إلى أن أزمة القرويين أكبر من ذلك، حيث يعتبرها البعض عنوان أزمة التعليم الديني في المغرب. أزمة تمكن في غياب استراتيجية متكاملة تضعه في قلب التحولات القيمية، وفي مركز إصلاح الشأن الديني. ذلك أن أنظمة التعليم في المغرب ثلاثة، تعليم عمومي وأصيل وعتيق، وهذان الأخيرين متوزعان من حيث الإشراف عليهما على وزارتي التربية الوطنية والأوقاف والشؤون الإسلامية، ويتجلى التشتت أكثر في وضعية مؤسسات التعليم العالي، فدار الحديث الحسنية وهي مؤسسة للتعليم العالي تتبع لوزارة الأوقاف، في حين تتبع جامعة القرويين وهي مؤسسة للتعليم العالي أيضا لوزارة التعليم العالي. ومع إقرار قانون التعليم العتيق في ,2003 وتنصيصه على إمكانية إحداث مؤسسات للتعليم العالي العتيق، تمثلها حاليا جامع القرويين وجامع الحسن الثاني ومعهد الإمام مالك بتطوان، زاد الوضع تشتتا. وهذا بالضبط ما يفسر التهميش الذي توجد عليه جامعة القرويين حاليا، والتي تبدو وكأنها خارج إصلاح التعليم العالي كما ينص عليه قانون 01,.00 في هذا الملف الذي أعدته التجديد نحاول أن نقف عند وضعية التعليم الديني في المغرب، والأزمات التي عاشتها جامعة وجامع القرويين، ومستقبل هذا التعليم في ضوء التحولات التي يعيشها المغرب سياسيا وقيميا.