تعرضت منطقة أيت عبدي خلال اليومين الماضيين 18 و19 من شهر فبراير الجاري لموجة برد وتساقطات ثلجية كثيفة أدت إلى سد كل المنافذ والطرق المؤدية إلى الأسواق المجاورة غربا إلى زاوية أحنصال وشرقا إلى أيت حديدو وشمالا إلى أنركي، إذ تجاوز سمك الثلوج المتر في بعض الأماكن، مما يجعل تنقل الساكنة لمسافات طويلة غير ممكن، كما يستحيل استعمال الدواب لنقل المواد الغذائية من الأسواق المجاورة، هذا إضافة إلى ارتفاع صبيب بعض الأودية التي تقطع سطح المنطقة كَواد ماسْتو الذي يمنع من وصول ساكنة تناتامين إلى تافراوت الطريق المُعتاد إلى زاوية أحنصال. عودة الثلوج في أقل من أسبوع إلى أيت عبدي أدت إلى نفاد مؤونة الساكنة بالرغم من تلقيها مساعدات في عملية الإغاثة الأخيرة بطائرات الهلكبتر، مصادر من تناتامين أكدت لالتجديد أن المواد التي رمتها طائرات الهلكبتر مؤخرا على المنطقة ضاعت، وتبعثرت كميات المواد الغذائية، واختلطت بالأتربة بعد أن انفجرت قوارير الزيت والحليب وأكياس الدقيق.. وأكدت كذلك أنها انتظرت بشوق كبير هبوط الهلكبتر في موضع أعده سكان منطقة تناتامين، لكن لم تتحقق آمالهم. الساكنة التي حضرت في موعد تقديم مواد الإغاثة كانت تلوح بأثواب بيضاء كرسالة لربان الطائرة إلا أنها عادت أدراجها وتركتهم يجمعون فتات الأكياس وحبات الفول الممزوجة بالتراب.. وتعد تناتامين الاستثناء في عملية الإغاثة الأخيرة بالطائرات، إذ لم تحط الحوامات هناك على العكس في مناطق أخرى في تافراوت وإميضر التي تسلمت ساكنتها المساعدات مباشرة .. وقد خلفت الظروف المناخية القاسية بأيت عبدي على مر السنين العديد من الضحايا، ففي الثمانينات من القرن الماضي مات المدعو سعيد أوحساين بسبب البرد الشديد، كما قضى حدو الكبير الذي حاصرته الثلوج نحبه وترك أربع أيتام وأرملة، وفي بداية التسعينات مات خربوش موحى أوحدو ومن الضحايا الجدد للثلوج في أيت عبدي السليدي علي أوحدو في 2006 ومزيان بن مزيان في 2009 و اللائحة طويلة .. المواشي بأيت عبدي ليست أحسن حالا من الساكنة، إذ قطع عدد من مربي الماشية عدة كيلومترات للوصول إلى موضع الريزو بقمة ماسكو ليوصلوا نداءهم لالتجديد، مؤكدين أن مواد العلف نفذت أيضا بعد أن استمرت التساقطات الثلجية مدة طويلة يستحيل معها ممارسة نشاط الرعي في المرتفعات، مما يهدد مواشيهم بالنفوق، وأنهم ينتظرون مساعدات غذائية وعلفية لتفادي تكرار ما وقع في السنة الماضية، إذ فقدت عشرات رؤوس الأغنام والماعز من جراء البرودة وندرة الكلأ.