أكدت دراسة حول قياس التنمية بين التصورات السكان والمؤشرات الموضوعية أن التشغيل يأتي على رأس أولويات الأسر المغربية، بحوالي 18 في المائة، متبوعا ببناء الطرق والسكن الاقتصادي والماء الصالح للشرب والبنية الصحية والكهرباء. وتختلف هذه الأولويات لدى الأسر المغربية مقارنة مع سنة ,1996 إذ جاء الكهرباء في الرتبة الأولى بنسبة 2,15 في المائة، يليه الماء الصالح للشرب وبناء الطرق والتشغيل والسكن الاقتصادي ثم البنية الصحية. وقال محمد التعموتي، مدير الإحصاء بالمندوبية السامية للتخطيط، الذي قدم الدراسة خلال الأسبوع الماضي بالرباط خلال الملتقى الدولي حول موضوع النمو والتنمية البشرية بالمغرب، إن بطالة الشباب ارتفعت خلال السنة الماضية إلى 14 في المائة بعدما كانت في حدود 11 في المائة خلال ,2007 فضلا عن ارتفاع غلاء المعيشة ما بين السنة الماضية و.2007 من جهته أكد عبد الجواد الجراري من مرصد ظروف معيشة السكان، المندوبية السامية للتخطيط أن ظروف معيشة الأسر تتطور بوتيرة أكبر من مداخلهم المالية. وأضاف خلال مداخلته حول مؤشر تركيبي لمستوى المعيشة بالمغرب أن أهم التطورات الاجتماعي المسجلة بالمغرب ما بين 1991 و,2007 كانت خلال الفترة ما بين 2001 و.2007 وفي تعليقه على هذه المعطيات، أكد محمد ياوحي أستاذ الاقتصاد الجماعي أن بروز التشغيل في الرتبة الأولى من حيث أولويات الأسر المغربية راجع بالأساس إلى النمو الديمغرافي المهم، مقابل الاقتصاد المغربي الذي لا يوفر عددا كافيا من المناصب تستجيب لهذا النمو. وأوضح أن اهتمام الأسر ببناء الطرق على اعتبار أن هناك ضرورة لإدماج العالم القروي والجبلي من أجل الولوج إلى جميع الخدمات. مضيفا أن مدة صلاحيات الطرق بالمغرب لا تتجاوز السنتين، وأن الميزانيات الكبيرة تذهب أدراج الرياح، بسبب غش المقاولين وتساهل المسؤولين، مما يؤدي إلى إهدار المال العام. وبخصوص احتلال البنية الصحية مراتب متأخرة من حيث الأولويات، أوضح ياوحي أن ذلك لا يعني أن المغاربة لا يحتاجون إلى البنيات الصحية، وأن ذلك راجع إلى عامل نفسي وبسيكلوجي لأن المغاربة لا يفكرون في الصحة إلا إذا وصلت الحالة إلى مستوى خطر. وبخصوص الانشغالات المجتمعية للطبقات الوسطى، تعتبر تكلفة المعيشة ومستوى الدخل والجفاف أهم هذه الانشغالات بنسبة %58؛ والهاجس الأمني بنسبة %,44 والانحراف واستهلاك المخدرات بنسبة %35؛ والمرض والهدر المدرسي وبطالة الشباب بنسبة %.33 وتعتبر %65 من الأسر الطبقات الوسطى ونفس النسبة في الطبقة المتواضعة أن مستوى معيشتها قد تحسن أو بقي مستقرا بين 1997 و2007 مقابل %77 من الأسر في الطبقات الميسورة؛ وفق دراسة المندوبية حول الطبقات الوسطى بالمغرب. وأكد ياوحي أن الطبقة الوسطى وجدت نفسها عاجزة عن تلبية حاجياتها، مما يدفعها إلى التوجه إلى القروض، وأضح أن الهدر المدرسي والمرض ناتج عن عجز السياسات التعليمية والصحية التي لم تعط النتائج المرجوة منها.