أثارت تصريحات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بخصوص بناء سلطات الاحتلال الصهيوني جدارًا فاصلاً بين الأراضي الفلسطينيةالمحتلة والأراضي المصرية؛ حفيظة عددٍ من المسؤولين والمواطنين المصريين والفلسطينيين على حدٍّ سواء؛ حيث أظهرت تصريحات الوزير المذكور تخاذلاً كبيرًا حسب الآراء. وردًّا على موقف مصر من الجدار الذي تبنيه سلطات الاحتلال قال أحمد أبو الغيط: "إن قيام "إسرائيل" ببناء جدار إلكتروني على الحدود "الإسرائيلية" – المصرية؛ أمر يخصها وحدها ولا يعنى مصر في شيء"!. وقال أبو الغيط: "إن الجدار تقيمه "إسرائيل" على أراضيها، ولا رابط بين هذا الجدار والإنشاءات المصرية على حدودنا"، مضيفًا: "هذا أمر يتعلق ب"إسرائيل" وحدها، ومن يسعى إلى ربط شيء بآخر واهم، ولن يجد قضية يتحدث عنها". واستبعد أبو الغيط أن يكون قيام الاحتلال الصهيوني بإقامة هذا الجدار في الوقت الراهن، الغرض منه إحراج مصر، وقال: "هذا الأمر لا يسبب لنا أي حرج؛ فالجدار تقيمه "إسرائيل" على أراضيها، وكما ذكرت: لا يعنينا في شيء". خطة ثلاثية لإحكام الحصار وتحدَّثت بعض وسائل الإعلام الصهيونية المرئية والمسموعة والمكتوبة عن خطةٍ ثلاثيةٍ مشتركةٍ بين مصر وسلطة رام الله والكيان الصهيوني؛ تهدف إلى إحكام الحصار المفروض على قطاع غزة الذي تحكمه حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مع إمكانية اللجوء إلى شنِّ هجومٍ عسكريٍّ صهيونيٍّ جديدٍ على القطاع لإسقاط حكم "حماس"، في الوقت الذي تحاول فيه السلطة شغل الرأي العام العالمي باستعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع الكيان الصهيوني. فمن جانبها أشارت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية إلى موافقة رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو على بناء سياجٍ أمنيٍّ على حدود الكيان الصهيوني الجنوبية مع مصر عند إيلات، وبالقرب من قطاع غزة. وقالت: "إن تكلفة بناء السياج الأمني ستبلغ نحو 1.5 مليار شيقل، ويهدف السياج - كما ادَّعت الصحيفة- إلى منع تسلُّل المهاجرين الأفارقة بطريقةٍ غير شرعيةٍ إلى الكيان الصهيوني، وسيستمر بناء السياج لمدة سنتين على الأقل". أنا خجول جدًّا من تصريحات أبو الغيط! من جانبه قال المواطن المصري سيد إسماعيل معلقًا على تصريحات أبو الغيط: "بصراحة أنا خجول جدًّا من تصريحات أبو الغيط؛ لأنها تسيء إلينا نحن المصريين". وأضاف المواطن إسماعيل قائلاً: "هذه التصريحات تعطي "إسرائيل" شرعية البقاء على أرض فلسطينالمحتلة من خلال إقراره بأن الأرض ل"إسرائيل" عندما قال: إن الجدار تقيمه "إسرائيل" على أراضيها..، وهذا تصريح مستهجن من قِبَلنا نحن المصريين، وندعو أبو الغيط إلى التراجع عنه فورًا". وأوضح: "هذه التصريحات غير مقبولة مطلقًا، ومن الواجب على أبو الغيط -بدلاً من الإدلاء بمثل هذه التصريحات- إدانة هذا الجدار الذي يقيمه الاحتلال، وكذلك التراجع عن الخطيئة التي ارتكبتها مصر ببناء (جدار الفولاذ العنصري)". ما تفسير أبو الغيط للسيادة إذن؟! أما المواطن الفلسطيني رامي رمضان فقال لمراسلنا: "العيب لما يطلع من أهل العيب مش عيب"، وأضاف: "إنني أتساءل تجاه تصريحات أبو الغيط، وأقول: هل الحدود المصرية الفلسطينية أصبحت شأنًا "إسرائيليًّا" داخليًّا؟!.. فعلاً، هذا كلام غريب وعيب يطلع من وزير مصري". وأوضح المواطن رمضان: "وبعد هذه التصريحات دعوني أسأل الوزير أبو الغيط سؤالاً، وأتمنى أن أجد له إجابة: ما تفسير أبو الغيط للسيادة إذن؟!". نتيجة الجدارين واحدة أما المواطن عبد الرحمن عطا الله فعلَّق على تصريحات أبو الغيط قائلاً: "حتى لو أخذنا تصريحات أحمد أبو الغيط على محمل الصدق فإن النتيجة المترتبة على الجدارين (الإلكتروني "الإسرائيلي"، و"الفولاذي المصري") واحدة، وهي مزيد من معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطأة الحصار وخلف الجدران، وتعني المزيد من التخلي عن الواجبات تجاه أهل غزةوفلسطين من قِبَل أهل مصر بحكم الروابط العرقية والدينية". "الإخوان المسلمون" ينتقدون "الخارجية" وانتقدت "جماعة الإخوان المسلمين" موقف مصر من بناء "الجدار الإلكتروني الصهيوني"، وكذلك بناءها جدارًا فولاذيًّا على الحدود مع غزة. وعبَّرت الجماعة في عشرات التعليقات والبيانات والمقالات على موقعها، عبر شبكة الإنترنت، عن استيائها الشديد من السياسة الخارجية لمصر، وما تقدم عليه من خطوات متلاحقة تسيء إلى الصورة النمطية للجمهورية في وجوه المتابعين والسياسيين. وأكدت الجماعة مخالفتها في العديد من القضايا التي تبنتها مصر حيال قطاع غزة، لا سيما تلك التصريحات التي يدلي بها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط.