حذر وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط من ان اسرائيل تبحث طرد الفلسطينيين عبر نهر الاردن، وانكارها حقهم في اقامة دولتهم المستقلة. وقال ابو الغيط، في تصريح نقلته وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية امس الثلاثاء، 'مصر قالت للاسرائيليين إنه ليس أمامها سوى حلين: إما دولتان تعيشان جنبا إلى جنب، أو دولة واحدة ذات شعبين فلسطيني واسرائيلي'، محذرا من أن 'الإسرائيليين يفكرون في خيار ثالث لا يمكن تنفيذه وهو طرد الفلسطينيين عبر نهر الأردن'. واضاف ابو الغيط ان زيارته ومدير جهاز المخابرات العامة الوزير عمر سليمان الأخيرة إلى واشنطن مؤخرا 'كانت تهدف إلى تقديم الرؤية المصرية بشأن حل القضية الفلسطينية ومحاولة إقناع الإدارة الأمريكية بهذه الرؤية لحمل الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على القبول بها'. وتابع أن 'المسؤولين الأمريكيين أكدوا اتفاقهم التام مع الرؤية المصرية، وأبدوا استعدادهم للمساعدة وتنسيق المواقف بين البلدين'. وقال أبو الغيط انه وسليمان أكدا للمسؤولين الأمريكيين أنه 'يجب أن تكون هناك تسوية شاملة على كافة المسارات، سواء السوري أو اللبناني أو الفلسطيني'، مشيرا إلى أن 'المسار الفلسطيني هو المسار الضاغط الآن لأن الشعوب العربية والإسلامية والمجتمع الدولي متوتر نتيجة عدم تسوية هذه القضية'. وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني الداخلي قال أبو الغيط إن حركة 'حماس ترغب في الحصول على الاعتراف المصري بحقها في حكم غزة وبشرعية وجودها في القطاع، وهو ما يعني الاعتراف بشرعية دولتين فلسطينيتين وسلطتين لهاتين الدولتين'. وأشار أبو الغيط إلى أن 'فتح معبر رفح بشكل دائم وبصفة رسمية سيكون بمثابة اعتراف بحركة حماس كقوة مسيطرة على قطاع غزة، وهو ما سيعد كسرا لكل الالتزامات المصرية تجاه إسرائيل وتجاه المجتمع الدولي المتمثل في الاتحاد الأوروبي'. وردا على سؤال بشأن توقيت البدء في تنفيذ الإنشاءات الهندسية على الحدود مع غزة، أوضح أبو الغيط أن تلك الإنشاءات 'كان مرتبا لها منذ نحو عام، لكن رسمها وتخطيطها وإعداد الأجهزة والمواد اللازمة كان يتطلب بعض الوقت'. وعلى صعيد الملف السوري - الإسرائيلي، قال أبو الغيط 'إننا نؤيد سورية في كل مطالبها بالنسبة للجولان'، نافيا وجود أي توتر في العلاقات مع سورية. وأوضح أبو الغيط أن 'هناك إحساسا بأننا لسنا على مقربة مع الإخوة السوريين في رؤيتنا المشتركة في كيفية التحرك في الشرق الأوسط، فمثلا نحن نرى أن إيران تستخدم الكثير من 'الكروت' (الأوراق) العربية على الأرض العربية لخدمة أهدافها'. وأضاف 'بالتالي فنحن نقول للاخوة في سورية تنبهوا إلى أن هؤلاء لديهم مشاكلهم مع الغرب فيما يخص الملف النووي ولديهم مشاكل مع إسرائيل ولديهم مصالح، ومصالحهم تتوعد الغرب بأنها ستحول المنطقة إلى قطعة من اللهب إذا ما هاجموها'. من جهة اخرى اكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنا عميرة ل'القدس العربي' الثلاثاء بان هناك اتصالات لعقد لقاء فلسطيني مصري اردني خلال الايام القادمة لبلورة موقف مشترك من الافكار الامريكية التي نقلها ابو الغيط وجودة من واشنطن. وشدد عميرة بان المطروح امريكيا اطلاق عملية مفاوضات تبدأ من الصفر مع حكومة بنيامبن نتنياهو وليس استئناف المفاوضات من النقطة التي تم التوصل اليها مع الحكومة الاسرائيلية السابقة برئاسة ايهود اولمرت. وحول الافكار الامريكية المطروحة قال عميرة 'المعلوم منها غير مقبول فلسطينيا لانهم يريدون بدء مفاوضات من الصفر'، مضيفا 'وجوهر المفاوضات المواءمة ما بين المطلب الفلسطيني باقامة الدولة على حدود الاراضي المحتلة عام 1967 والموقف الاسرائيلي الذي يطالب بحدود آمنة والاحتفاظ بالاستيطان والمستوطنات'، منوها بأن الافكار الامريكية تنص على مبادلة الاراضي بين اسرائيل والجانب الفلسطيني.