تستحوذ الأفلام الكرتونية الساخرة التي تبثها وسائل الإعلام المقربة من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اهتمامًا واسعًا على صعيد المتابعة الجماهيرية أو تناولها في وسائل الإعلام الصهيونية والأجنبية؛ لما فيها من جرأة الطرح من ناحية الكوميديا من جهة، ومن ناحية الموضوع الملامس للواقع من جهة أخرى. ولقي الفيلم الكرتوني "مهمة خاصة" الذي أنتجته وبثته قناة "الأقصى" الفضائية مؤخرًا خطوة جريئة، لامست واقع الضفة الغربيةالمحتلة التي تعاني من التنسيق الأمني بين الاحتلال الصهيوني وميليشيا عباس، بالإضافة إلى ملاحقة المجاهدين من حركة "حماس" واعتقالهم وتعذيبهم، وتورط قيادات فتح في بناء جدار الفصل العنصري وغيرها من الواقع الحقيقي. الواقع بعيون ساخرة وتابع أهالي الضفة باهتمام أحداث الفيلم الذي لا تتعدى مدته ثماني دقائق، أحداثه التي دارت حول ضابط في أجهزة عباس يحمل عصا غليظة ويعمل لخدمة قوات الاحتلال بكل إمكانيته من حماية للمغتصبين وملاحقة للمقاومين حتى الأطفال منهم، وإصراره على "السلام" المزعوم رغم المجازر الصهيونية. كما يركز الفيلم بأحداثه الساخرة والمثيرة للضحك بطريقة هادفة كذب أجهزة سلطة عباس بأنهم لحفظ الأمن والقانون دون وجود أي انتماء حزبي لها، ويظهر دقة كتابة السيناريو والألفاظ التي تحمل إشاراتِ ومعانيَ كبيرة في مدلولاتها السياسية. وعمد الفريق الذي أنتج الفيلم الكرتوني الذي حظي بمشاهدة كبيرة، سواء عبر شاشة القناة أو من خلال المواقع الإلكترونية الإخبارية والمنتديات، إلى استخدام أنواع من المؤثرات الصوتية والموسيقية أضفت طابع السخرية والتهكم، ما اعتبر نقلة نوعية مميزة في أداء الإعلام من ناحية "الدعاية" الموجهة؛ لما واجه من ردود فعل كبيرة. نقلة نوعية مميزة ويقول إيهاب أبو سعيد وهو يعمل في مجال الدعاية والإعلام إن هذا الفيلم "من أروع الأفلام التي بوقتها القليل تغني عن شرح معاناة أعوام كثيرة عانى المواطن الفلسطيني منها وعواقبها، وخاصةً سياسة التنسيق الأمني التي زادت بشكل كبير وعلني بالضفة الغربية بعد استيلاء حركة "فتح" عليها بقوة السلاح عقب الحسم العسكري". وأضاف في حديثه ل"المركز الفلسطيني للإعلام": "اختيار الألوان ورسوم الشخصيات والأصوات والموسيقى كان موفقًا جدًّا من قبل الفريق المنتج"، مؤكدًا أنه يتابع كافة الأفلام الكرتونية التي أنتجتها قناة "الأقصى" منذ انطلاقتها وهي في تطور دائم، سواء فيما يتعلق بمواجهة ميليشيا عباس أو الحرب مع الاحتلال الصهيوني. وأشاد بالاهتمام بهذا الجانب الذي يعتبر من أقرب الطرق لعقول وقلوب الناس من خلال رسوم كاريكترية، وهي مقنعة للكبار والصغار على حد سواء، كما تخفف على الأقل عن المعذبين بالضفة وتزيد ثقتهم بأنفسهم أمام هذه العصابات المنفلتة. انتشار واسع وتناولت وسائل الإعلام الصهيونية الفيلم باعتباره يفضح التنسيق الأمني بين قواتها وبين أجهزة السلطة بالضفة، ووصفته صحيفة "يديعوت" بأنه "يكشف خبايا التعاون الأمني"، وأشارت القناة الثانية بالتلفزيون الصهيوني إلى أن الفيلم الساخر الجديد لحركة "حماس" جاء متزامنًا مع تصريحات عباس التى "هدَّد فيها بوقف التعاون الأمني مع والكيان إذا لم توقف انتهاكاتها ضد الفلسطينيين". أما وسائل الإعلام العربية والأجنية فتناولت خبره بالنشر في عشرات الصحف المحلية والدولية، ومن خلال المواقع الإلكترونية الإخبارية، والتي حظيت بإقبال كبير من قبل القراء؛ لما فيه من تناول لواقع مؤلم بطريقة كوميدية. ورصد "المركز الفلسطيني للإعلام" أن أكثر من (8987) متصفحًا لموقع "اليوتيوب" شاهدوا الفيلم الذي انتشر بأكثر من عشرة روابط متفرقة منذ إنتاجه قبل أيام قليلة فقط، كما شاهده أكثر من (2530) متصفحًا عبر موقع "بال تيوب"، بالإضافة لعشرات آلاف المتصفحين من خلال المواضيع التي انتشرت في المنتديات الحوارية. بينما كان الغضب الفتحاوي ملحوظًا أمام هذا الإبداع في كشف جرائمها في التنسيق الأمني مع الاحتلال، وتجلى ذلك عبر مواقعها الصفراء ومنتدياتها التحريضية؛ حيث دأب بعض الأقلام المأجورة التابعة لحركة "فتح" على مهاجمة حركة "حماس" والدفاع عن سياسة التنسيق مع الاحتلال بهدف ملاحقة المقاومة بالضفة. ودعا آخرون للرد على هذه الفيلم بأعمال مماثلة وسط حالة إحباط في ظل غياب الكوادر والخبرات الفنية المتخصصة، وتخصيص تلفزيون فتح "فلسطين" أغلب أوقاته للأغاني الماجنة والمسلسلات العاطفية الرخيصة. وأنتجت قناة "الأقصى" عشرات الأفلام الكرتونية الساخرة من ناحية الاحتلال، مثل "حرب غزة" وفيلم الجندي الأسير "شاليط"، أو من ناحية حركة "فتح" من خلال ظلمها بحق الحركة بالضفة المحتلة بعد الحسم العسكري بفيلم "الفئران" وفيلم "مهمة خاصة". ورجَّحت مصادر إعلامية أن تواصل القناة إنتاجها لجزء ثانٍ من فيلم "مهمة خاصة"، وأكدت أنه يعتبر في سياق كشف الحقيقة بكافة الطرق الممكنة خاصة في وسائل الإعلام. المصدر : a href=votre http://www.paltube.org/view_video.php?viewkey=f456670de3d53c7b54f4 target=_selfاليوتيوب الفلسطيني