خلال الدورة الثانية للمؤتمر الدولي للإعلام العربي والإسلامي لدعم الشعب الفلسطيني:تأكيد على أهمية دعم الانتفاضة الفلسطينية في مواجهة الحصار الدولي نظم تلفزيون المنار في العاصمة اللبنانية بيروت فعاليات الدورة الثانية للمؤتمر الدولي للإعلام العربي والإسلامي لدعم الشعب الفلسطيني في فندق كراون بلازا من السابع عشر وحتى التاسع عشر من شتنبر الجاري. وقد حشدت فعاليات المؤتمر وجوها صحافية متخصصة من العالمين العربي والإسلامي ومن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وجنوب إفريقيا، إلى جانب التمثيل الرسمي اللبناني ومشاركة واسعة من المثقفين المهتمين بالشأن الإعلامي. خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر دعا رئيس مجلس إدارة تلفزيون المنار المؤسسات الإعلامية إلى تبني الشهداء الصحافيين في فلسطين، وأعلن عن وضع كل نتاج المنار عن فلسطين بتصرف من يريد الاستفادة منه. في الاتجاه ذاته تحدث رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون في إيران علي لاريجاني وأكد على أن إيران لن تتخلى عن حقها في الحصول على التقنية النووية، معتبرا أن الدفاع عن الشعب الفلسطيني واجب إسلامي وإنساني، وأكد أن إيران التزمت بمقررات المؤتمر الأول حيث أنتجت مسلسلين وفيلمين سينمائيين عن الانتفاضة الفلسطينية في العام الماضي، وقال إن الهيئة مستعدة لاستضافة اجتماع تنسيقي للقنوات الإخبارية العربية والإسلامية لصياغة خطة مواجهة أكاذيب الإعلام الغربي. وألقى رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية رضوان أبو عايش كلمة دعا فيها الإعلاميين العرب والمسلمين إلى الانتصار بأقلامهم للقضية الفلسطينية مؤكدا رفض التوطين والتمسك بحق العودة. ثم تلاه المدير العام لاتحاد الإذاعات العربية عبد الحفيظ هرقام داعيا إلى وعي أهمية دور الإعلام في دعم قضايا الأمة وفي طليعتها قضية فلسطين. الكلمة الأخيرة كانت لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي أكد أن هناك مفاوضات جدية وجادة وفعلية بشأن عملية تبادل الأسرى وهي أفضل من كل المفاوضات التي حصلت خلال الأعوام الماضية ولكن ما زالت هناك بعض التعقيدات ... وأستطيع القول إننا أمام أسابيع حاسمة سلبا أو إيجابا، وأكد أن عملية التبادل ستشمل لبنانيين وسوريين وأردنيين وفلسطينيين. وطرح نصر الله أربعة عناوين للمناقشة على المؤتمرين وهي: الموازنة بين صورتي المظلومية والبطولة عند الفلسطينيين، بث روح الأمل في نفوس أبناء الأمة في مقابل الحرب النفسية الأمريكية الإسرائيلية الهادفة إلى تكريس حالة اليأس في الأمة، التنبه إلى تأثير المصطلحات التي تطرح في الإعلام نفسياً ومعنوياً، الدعوة إلى وضع ميثاق شرف مفاده أن خلافاتنا في بعض الشؤون لا يجوز أن تصدع جبهتنا في حماية الشعب الفلسطيني. وختم بالدعوة إلى صمود وسائل الإعلام في العالمين العربي والإسلامي في مواجهة الضغوط السياسية والنفسية والإعلامية الأمريكية. الأستاذ فهمي هويدي الذي حضر اللقاء رأى في مداخلته أن الإعلام العربي الرسمي ظل مع كل المشروعات الأمريكية، والتي يجمعها وبلا استثناء أنها منحازة لإسرائيل ومنتقصة من الحقوق الفلسطينية، وعازفاً تماما عن الترحيب بالمقاومة حيث ظل الإعلام الرسمي يعتبر المقاومة عنفاً ومنظماتها تضم عناصر من المتشددين وأحيانا الإرهابيين. وسجل الأستاذ هويدي للإعلام المستقل وشبه المستقل أنه نجح في إجهاض محاولات تهوين المقاومة وفي قطع الطريق على ضغوط تركيع الأمة واستسلامها، كما أنه حقق إنجازات مهمة أخرى على مستوى القضية وعلى مستوى الأمة ومنها أنه نجح في تعرية الاحتلال وفضح ممارساته وقد أدى ذلك حسب تعبيره إلى إعادة تعريب القضية الفلسطينية ومن ثم تحقيق درجة عالية من الوحدة الشعورية في العالم العربي، بل والإسلامي أيضا. كما نجح الإعلام المستقل أيضا حسب رأيه في كسر احتكار الإعلام الغربي بمؤسساته القوية وتفرده بمتابعة ما يجري في أنحاء العالم، ونجح في رفع وتيرة التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي عبرت عنه الجماهير العربية قدر استطاعتها في مختلف الأقطار، وهو ما سبب إحراجاً للسياسات الرسمية من ناحية ولجماعات التطبيع التي ضمت عناصر من المهزومين سياسيا وحضارياً. ثم تحدث بعده رئيس تحرير صحيفة مللي غازيت الهندي ظفر الإسلام خان في مداخلة تحت عنوان القدس، رمزيتها وأولويتها في الإعلام العربي والإسلامي فرأى أن الجهود الرسمية من فلسطينية وعربية لا تكفي على أهميتها لعرض حقائق القدس أمام الرأي العام العالمي والجهاد لتحرير فلسطينالمحتلة بل يجب للمنظمات والشخصيات غير الرسمية إثارتها بصورة دائمة في كل وسائل الإعلام وفي كل المحافل حتى لا يواريها النسيان ولا تتمكن الدعاية الصهيونية من تمرير قضيتها المفتعلة القدسوفلسطين وليكون الرأي العام العالمي مستعداً لقبول أحقية العرب والمسلمين في المدينة المقدسة واستئناف دورهم في احترام حقوق كل الديانات الأخرى بها. رئيس تحرير السفير جوزف سماحة عن صورة مقاومة الاحتلال في الإعلام الغربي مبدياً ملاحظاته حول كيفية تقديم هذه الصورة، وأنه ما من مؤسسة إعلامية تؤيد إزالة إسرائيل أو عمليات مقاومة تستهدف المدنيين، وأن نسبة المراسلين المتفهمين للمقاومة هي أعلى من نسبة المعلقين. ثم أنهى الجلسة الباحث والإعلامي البريطاني د. داوود عبد الله بمداخلة عنوانها مواجهة الدعاية الصهيونية في الغرب قدم فيها سرداً تاريخياً لتطور وسائل الإعلام البريطانية، فالهوس البريطاني بإنشاء دولة يهودية في فلسطين سبق عملياً ولادة الحركة الصهيونية، وأضاف أن التحديات الأكثر أهمية للكتاب الغربيين هي هزيمة الاستراتيجية الصهيونية التي تسعى إلى قلب التاريخ. التجديد+ وكالات توصيات المؤتمر الدولي العربي والإسلامي لدعم القضية الفلسطينية انطلاقاً من المسؤوليات الملقاة على عاتق الإعلام العربي و الإسلامي لتقديم صورة القضية الفلسطينية على حقيقتها، تاريخاً، تراثاً، شعباً ومقاومة، و حقاً لا يقبل التأويل. فإننا مدعوّون للاستمرار في تبنّي قضية الشعب الفلسطيني من خلال الصورة التي نقدّمها في وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها أو تهمل أحداثها أو تتعاطى معها كخبرٍ آنيّ. إن هذا يستدعي توافقنا كإعلاميين ووسائل إعلام على مجموعة من الأسس و الخطوات التالية : 1 حجز مساحة إعلامية دائمة لقضية الشعب الفلسطيني في وسائل الإعلام كافة و التعامل معها كأولوية من زوايا مختلفة سياسية و دينية و اجتماعية و ثقافية... الخ، و حثّ الشعوب و الحكومات على تبنى قضية الشعب الفلسطيني و عدم التفريط بها. 2 تفعيل التنسيق في الأطر الإعلامية العربية والإسلامية، لا سيما منها اتحاد إذاعات الدول العربية- اتحاد إذاعات الدول الإفريقية و عدم التفريط بها. 3 اعتماد مبدإ التبادل للمواد الإعلامية و لتقارير المراسلين خصوصاً في لحظات التأزم و انقطاع التواصل الجغرافي، و منح تسهيلات للوسائل الراغبة أو غير القادرة على تأمين اشتراكات في وكالات و خدمات و أرشيف للمواد و الصور المتعلقة بالقضية. و يمكن في هذا الاطار إنشاء مواقع إنترنت أو الاستفادة من مواقع موجودة بالفعل لتفعيل التبادل ووضع مواد جديدة، و في الإمكان الاستفادة من الهيئات الرسمية أو المهنية للتوزيع والتبادل والتعاون، بحيث يمكن تعميم التجربة و الفائدة على أوسع شبكة ممكنة من وسائل الإعلام المقروءة. 4 بحث فكرة إنشاء صندوق دعمٍ لصحافيي فلسطين يهتم بأسر شهداء الصحافة و أسراها و معاقيها و جرحاها الذين يصابون أو يعتقلون بسبب ظروف عملهم، والعمل على إقناع الجهات المعنية بهذه الفكرة. 5 إنشاء شكلٍ من أشكال التعاون الجماعي للتضامن مع الصحافيين الداعمين للقضية الفلسطينية الذين يتعرّضون لضغوط مؤسساتهم أو حكوماتهم أو اللوبيات الصهيونية في العالم. 6 تأسيس جمعية دولية للكتاب و الصحافيين والإعلاميين في العالمين العربي والإسلامي لدعم القضية الفلسطينية و توزيع منتجات اللجنة على وسائل الإعلام العربية و الإسلامية. 7 الدعوة لتوظيف الاستثمارات العربية والإسلامية في الوسائل الإعلامية الغربية لخدمة المعلومات و الأخبار والصور. 8 الاهتمام بالإعلام الإلكتروني، و تعزيز المواقع الإعلامية على شبكة الإنترنت في نشر المعلومات و الأخبار و الصور. 9 العمل على تأسيس لائحتين، واحدة سوداء وأخرى بيضاء، بهدف تصنيف المؤسسات الصحافية الأجنيبة والصحافيين والمراسلين الذين يتعاملون مع المنطقة و القضية الفلسطينية، بحيث تضم الأولى المعادين للقضية و المنحازين للدعاية الصهيونية من أجل التشهير بهم و عدم تقديم التسهيلات الصحافية لهم. و تضم الثانية أسماء المؤسسات و الصحافيين المتعاطفين بحيث يقدّم لهم العون اللوجستي و التسهيلات الممكنة لتأدية وظائفهم. 10 تنظيم مهرجان إعلامي خاص بالإنتاج التلفزيوني و الإذاعي و السينمائي عن القضية الفلسطينية، على أن يشتمل هذا المهرجان على توزيع جوائز لأفضل إنتاج بما في ذلك التحقيقات والمقالات المنشورة والقصة والرواية والكتب الخاصة بالقضية الفلسطينية. 11 وضع ميثاق إعلامي عربي إسلامي تلتزم به وسائل الإعلام العربية و الإسلامية في تغطيتها للقضية الفلسطينية، و تنفّذه أيضاً نقابات الصحافيين في العالم العربي و الإسلامي يتضمّن في ما يتضمّن الامتناع عن إجراء مقابلات مع المسؤولين الصهاينة، و تحديد عقوبات مسلكية و مهنية من داخل القطاع الإعلامي. 12 إيجاد قاموس من المصطلحات الإعلامية المشتركة يعبر عن حقيقة الصراع و المواجهة مع محتل غاصب يُواجَه بمقاومة مشروعة و انتفاضة محقّة، و عدم التأثّر بالمصطلحات المشبوهة التي تبثّها وسائل الإعلام ووكالات الأنباء الغربية و اعتماد مصطلح المقاومة لوصف جهاد الشعب الفلسطيني و اعتماد المصطلحات المستخدمة في فلسطين نفسها (مجاهدون، شهداء، استشهاديون،...). الإعلام المرئي 1 العمل الدائم لربط المشاهدين بفلسطين، و رمزها القدس من خلال برامج حيّة و مباشرة تعرّف بفلسطين وقضيتها و مقدساتها. 2 الاستمرار في تنظيم و تنفيذ اليوم المقترح لدعم الشعب الفلسطيني الذي أطلقه اتحاد إذاعات الدول العربية مداورة من قبل القنوات التلفزيونية. 3 الاتفاق على إنتاج برامج مشتركة ثنائية أو جماعية عن قضايا محددة (كالقدس، اللاجئين، الأراضي المصادرة، الأسرى و الاقتصاد... الخ). 4 تبادل البرامج المنتجة عن فلسطين والسماح ببثها مجاناً على القنوات التلفزيونية. 5 تبادل الأخبار و الصور بين القنوات التلفزيونية والسماح ببثّها مجاناً بما لا يتعارض مع أولوية كلّ قناة للتميّز. 6 تعزيز البث باللغات الأجنبية خصوصاً الإنكليزية، و توجيه خطاب مدروس للرأي العام الغربي، و يمكن الاستفادة من صفحات الإعلام الإلكتروني بالإعلام المرئي. 7 تبادل الخبرات بشأن أطر اللغة العبرية لإنتاج برامج موجّهة للجمهور الإسرائيلي. الإعلام المسموع 1 توفير ذاكرة إذاعية مسموعة للأحداث و الوقائع، و لمعاناة الشعب الفلسطيني، كذاكرة ناطقة للأجيال المقبلة على ألسنة أهل القضية و أصحابها من أبناء الأرض الحقيقيين الذين يعايشون الحقائق والوقائع بشكلٍ يومي. 2 تعزيز الإنتاج الفني الذي يخدم القضية، لا سيما منها إنتاج الأناشيد الحماسية و الثورية، و النصوص الأدبية و القصائد الشعرية التي يمكن الاستفادة منها، ولإنتاجها في صيغ إذاعية مناسبة. 3 تخصيص برامج للأطفال والشباب لدفعهم إلى معرفة الحقائق والوقائع التاريخية، و حثّهم على التفاعل مع هذه القضية المقدسة، و ذلك في إطار تنشئة و تعبئة شبابنا لخدمة هذه القضية. الإعلام المكتوب 1 تنويع الاهتمام بالأشكال الصحفية المختلفة كالتعليق و التحقيق و المقابلة و التقرير الإخباري و لقصة والتحليلات بحيث تستخدم مختلف أنواع التحرير الصحافي و التقنيات الفنية المساعدة و الصور لإيصال الرسالة المعبرة عن هموم الشأن الفلسطيني الإنسانية والنضالية. 2 تثبيت زوايا دائمة لتسليط الضوء على الموضوعات الراهنة أو لإحياء الذاكرة عن الأماكن ولمعارك والشخصيات التي مثّلت و تمثّل عنواناً للقضية الفلسطينية (مدن، قرى، عادات، فولكلور، مطبخ، تاريخ، مساجد، أماكن تاريخية و دينية، و بشكلٍ خاص مدينة القدس). 3 إصدار أعداد مميزة أو ملحقات خاصة بمناسبة هامة في تاريخ القضية (الانتفاضة الأولى، الثانية، ملحمة جنين، يوم القدس العالمي، يوم الأرض) إعداد أحمد حموش