أثارت بعض الأفلام المعروضة في مهرجان مراكش حفيظة العديد من النقاد والمتتبعين السينمائيين، بعد عرض فيلمي شقوق (2009) لمخرجه هشام عيوش، وفيلم الرجل الذي باع العالم 2009 للأخوين النوري، معبرين عن أسفهم للدعم الكبير الذي تلقاه هذه الأعمال من قبل صندوق دعم الانتاج السينمائي وإقبال المستشهرين. وسبق أن أثارت أفلام سينمائية أخرى ردود فعل في الوسط الفني ولدى المتتبعين باعتبارها حاولت ركون الصورة الجنسية لتسويق منتوجها، ومن أبرز هذه الأفلام التي عرفت انتقادات واسعة: فيلم كازانيغرا (2008) لنور الدين الخماري، وفيلم حجاب الحب لعزيز السالمي. واعتبر الناقد السينمائي أحمد السجلماسي أن الأفلام التي تروج للجنس، بطريقة تناقض هوية وخصوصية وقيم المغاربة، لا تكون إلا نقلا للأجواء والعوالم التي يعيش فيها مخرجوها. وانتقد السجلماسي في تصريح لجريدة التجديد مراوحة السينما المغربية لمكانها وبعدها عن تناول المواضيع التي تشكل أهمية بالنسبة للمتلقي المغربي، والتي، يضيف السجلماسي، تجد جذورها في التاريخ الطويل والمشرف للمغاربة، مؤكدا أن السينما المغربية تكاد لا تلامس المواضيع ذات العلاقة بالحياة اليومية للمواطن، كالمواضيع السياسية وحقوق الإنسان والرشوة والتوزيع غير العادل للثروات. وانتقد السجلماسي توجيه الدعم إلى منتوجات سينمائية لا تحترم الخصوصيات الحضارية والثقافية للمغاربة، في الوقت الذي توجد فيها أفلام سينمائية أخرى تحترم هذه الخصوصيات. من جهته عبر أنور الجندي، المؤلف والفنان السنمائي، عن استغرابه للدعم الذي تلقاه بعض المنتوجات السينمائية بالرغم من كونها تعاني من عجز وعقم في المواضيع التي تقدمها، والتي تؤدي إلى هروب الجمهور من القاعات السينمائية، وعزوفه عن الانتاجات الوطنية كما وقع في التعاطي مع العديد من الأفلام السينمائية. وأكد الجندي في تصريح لجريدة التجديد أن هذه الأفلام تهدف إلى تمييع الذوق وتغيير أخلاق المجتمع المغربي، مستدركا بالقول: لكن المغاربة يسخرون من هذه الإنتاجات وينسحبون من القاعات تعبيرا عن رفضهم لأعمال بعيدة عن أصالتهم. من جهته اعتبر الفنان والمسرحي عباس فراق أن السينما المغربية تمر بمنعرج خطير جدا في المرحلة الحالية، مضيفا أن الوسط السينمائي كان ينتظر تطوير السينما المغربية لتستند إلى التراث وتعرف بمقومات الوطن، وإذا بجل الانتاجات تتحدث عن المثليين والسحاق والتطبيع مع إسرائيل، باسم شيء حقوق الإنسان. وأكد فراق أن الوسط الفني والسينمائي بالخصوص تتقاسمه ثلاث تيارات: تيار التهريج وهو تجاري محض، وتيار المستلبين، وتتلخص قناعتهم في مقولة: كل ما لا يقدمه الأوروبي فهو مسموم، وتيار مقتنع بهويته الوطنية ويؤسس لسينما تنطلق من المغاربة ومن أصالتهم ومعتقداتهم. وحظيت ثمانية مشاريع أفلام، من بينها فيلم قصير، بدعم صندوق الإنتاج السنمائي، فقد منحت لها مجتمعة مبلغا ماليا قدره 19,7 مليون درهم. وقام الصندوق بتقديم تسبيق على العوائد قبل الإنتاج بمبلغ 4,5 مليون درهم للفيلم المطول زيرو الذي قدمته تيمليف بروديكسيون، والذي ينجزه نور الدين الخماري صاحب فيلم كزانيكرا الذي أثار ضجة باعتماده لغة منحطة تركز على الجنس والعنف وينقل عالم الحانات الليلية بالدار البيضاء. كما تم منح مبلغ 4,2 مليون للفيلم المطول سوتو فوشي الذي قدمته جي في كي بروديكسيون، والذي سينجزه كمال كمال. كما تم منح 3,8 مليون درهم للفيلم المطول عودة الإبن الذي قدمته بولان أوبيرن بروديكسيون، والذي سينجزه أحمد بولان صاحب فيلم ملائكة الشيطان.