مع ظهورفيلم نبيل عيوش " لحظة ظلام" في الآونة الأخيرة تأكد أن هناك من يوظف السينما والفن عموما للتحول تدريجيا بالشعب المغربي من نور الإنسانية والفن الأصيل إلى "ظلام البهيمية" و" الواقحية". فيلم " لحظة ظلام" هو أول فيلم مغربي بورنوغرافي يكشف عن الاتجاه الذي يدفع نحوه بعض المتآميرالمتغربين من أهل الفن ومن خارج أهل الفن بقاطرة السينما المغربية." لحظة ظلام" فيلم بوليسي صور في مدن مغربية، وهويخوض في علاقات جنسية لاشرعية وشاذة أبطالها مغاربة "مسلمون" وبأسماء إسلامية. جرأة هذا العمل و"واقحيته" تتمثل في مشاهد جنسية مثلية مكشوفة بين رجلين، مفتش أمن وصديقه الأجنبي الخنثى. حاول نبيل عيوش عرض فيله "لحطة ظلام" في الدورة الأخيرة لمهرجان الفيلم الدولي بمراكش شتنبر الماضي. وعندما طالبت لجنة الرقابة حذف المشاهدة الاباحية في الفيلم كشرط لعرضه، رفض عيوش عرض فيلمه بالمرة بدعوى أن تلك المشاهد ضرورية في البناء الدرامي للفيلم .ولكن المخرج سيتمكن من عرض فيلمه في مهرجان القاهرة الدولي للسينما رقم 26 أكتوبر الماضي، بعد أن اشترط على لجنة التحكيم عدم المساس بمشاهد الفيلم كلها. إصرار نبيل عيوش على عدم المساس بالمشاهدة الإباحية الفيلم في القاهرة كما في مراكش أثار الحماس والرغبة عند النقاد والمهتمين لمشاهدة الفيلم عند عرضه في مهرجان القاهرة، غير أن مكر عيوش انقلب عليه، حيث لم يجد من الجمهور والنقاد والسينمائيين الذين تابعوا فيلمه سوى الغضب والشجب لما تضمنه عمله من مشاهد إباحية. واعتبر النقاد العرب من مصر والدول المشاركة أن الفيلم ردئ وأتى بما لم تأت به حتى السينما المصرية التجارية التي توظف الخلاعة لإثارة العامة وجذبهم لاستهلاك مثل تلك الأعمال، وعلى إثر هذا الانزلاق الخطير من نبيل عيوش في درك العفن والرداءة الفنية، استبعدت لجنة التحكيم مهرجان القاهرة فيلمه " لحظة ظلام" من لائحة ترشيحات أفضل فيلم عربي. النقاد السينمائيون في المغرب حاكموا الفيلم/الفضيحة واعتبروه مغرقا في الإباحية المجانية، ومفكك السيناريو، يحاول مخرجه المتغرب اسقاط الواقع الغربي الشاذ على الواقع المحلي المغربي، وذلك لتسويق بضاعته الشاذة عن الفن الانساني الملتزم. ورأى بعضهم أن الإباحية في أعمال عيوش أمر مقصود وتدريجي منذ فيلمه الأول " مكتوب" إلى فيلم" علي زوا"، وأقر البعض الآخر من هؤلاء النقاد أن المغاربة شعب مسلم له خصوصياته، وهو يرفض مثل هذه الأعمال السوقية، وأكدوا طرح القضايا الجنسية خارج ماهو طبيعي وخارج المعالجة الدينية والعلمية يسقط في نطاق الإباحية والبورنوغرافيا. جدير بالذكر أن "لحظة ظلام" من الأفلام المدعومة من طرف صندوق الدعم التابع للمركز السينمائي المغربي، الفيلم منحته لجنة الدعم في مرحلة أولى 270 مليون سنتيم، لكنها حجبت عنه بقية المنحة وهي 80 مليون سنتيم، إعراضا منها على المشاهدة الإباحية فيه. وقد سبق لهذا الفيلم أن تلقى دعما ماديا من قناة " ارتي" الفرنسية الألمانية التي كان يعمل معها. كان فيلم عيوش من بين ستة مشاريع أفلام تلفزيونية قررت القناة دعمها. وبذلك يكون عيوش قد ظفرلفيلمه بدعم من صندوق دعم الانتاج السينمائي المغربي، بعدما كان " لحظة ظلام" مشروع فيلم تلفزيوني أنجز أصلا لقناة غير مغربية . ونشير أن لجنة الدعم تدعي أنها قبلت دعم " عيوش" على أساس أنها نظرت بعين الاعتبار إلى طريقة كتابة سيناريو الفيلم والجانب الابداعي فيه، فيما تقول أطراف أخرى إن السيناريو مفكك البناء. ثم إن الفيلم حازعلى دعم اللجنة وقد قدم لها مجرد نص على ورق في حين كان الفيلم قد أنجز قبل ذلك بشهرين، مع التذكير بأن قانون الدعم ينص على أن منح الدعم يتقرر بعد معاينة مشروع الفيلم منجزا. ع. الهرتازي