الضجة المفتعلة التي أقامتها بعض الجهات حول السؤال الذي طرحه فريق العدالة والتنمية بصدد الدعم الذي تلقاه فيلم "لحظة ظلام" من أموال الشعب المغربي، وهو الفيلم الذي تضمن لقطات بورنوغرافية تصور ممارسة للشذوذ بين رجلين، حسب ما أوردته أسبوعية "البيضاوي" و"الأهرام" المسائية و"ميدل إيست أونلاين"، رغم أن المساءلة تدخل في إطار الممارسة الطبيعية لحق الرقابة الذي يضمنه الدستور لنواب الأمة؛ إضافة إلى الهجمة الشرسة التي يتعرض لها وزير الاتصال لمجرد أنه صرح بما يفيد أن لجنة الدعم لن تتردد في حذف اللقطات المخلة بالآداب العامة في الأفلام مهما كانت جنسيتها، واعتبار ذلك إذعانا من الوزير أمام فريق العدالة والتنمية؛ وحملة التضليل التي تقودها بعض الأقلام المتخصصة في إشاعة الفاحشة والتي تتباكى على حرية الإبداع وعلى مصير الفن والسينما؛ والجرعات المتزايدة في إظهار المشاهد المخلة بالحياء في برامج القناة الثانية، فضلا عن الدعاية الصريحة للقمار بشكل مستفز رغم أننا في دولة مسلمة يقول قرآنها إن الميسر رجس من عمل الشيطان، وينهى عن إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، ويوجهها قرآنها إلى أن ثقافة العري هي من فتنة الشيطان كما في قوله تعالى: " يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما، إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم، إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يومنون". كل ذلك يكشف أن هناك فئة صغيرة معزولة ممن يحسبون على الفن والإبداع والثقافة والصحافة، تسعى إلى أن تفرض ديكتاتوريتها الأباحية على المجتمع المغربي ورؤيتها الخاصة المستوردة من الثقافة الإباحية التي سادت في المجتمعات الغربية، وانتهت إلى ما انتهت إليه من أمراض أخلاقية وصحية واجتماعية، مثل شيوع الشذوذ الجنسي وتفكك الأسرة وانتشار السيدا، وغيرها من الأوبئة الصحية والاجتماعية. إن هؤلاء لم يراعوا لا حرمة للدين وأحكامه، ولا اعتبارا للتقاليد والأخلاق الاجتماعية ولا التزاما بقانون الصحافة والنشر الذي يجرم توزيع المطبوعات والأقلام والصور الخليعة والمنافية للآداب والأخلاق ونشرها وترويجها والإعلان عنها. والأكثر من ذلك أنهم صاروا يدافعون عن فيلم ساقط لم يتضمن فقط مشاهد بورنوغرافية، بل مشاهد صدمت المثقفين والمبدعين في أرض الكنانة (مصر) وفي أرض المغرب، ومنها مشاهد لممارسة الشذوذ بين رجلين. وهذه الجوقة من دعاة الرذيلة أرادت أن تحرف النقاش عن جوهره وتوجهه إلى وجهة غير وجهته الصحيحة، حين ذهبت إلى مهاجمة فريق العدالة والتنمية، الذي مارس واجبا دينيا ودستوريا، رغم أن الذي سبق لإثارة القضية ناقدون ومثقفون وصحافة غير الصحافة الإسلامية داخل المغرب وخارجه، ولقد صدق صاحب الفيلم في ما نقلته عنه في عدد أمس الصحيفة المعروفة بتخصصها في نشر ثقافة الشذوذ والبورنوغرافيا المكتوبة، وفي نشر الصور شبه العارية يوميا، حين قال إن الأمر يتجاوز النقاش حول فيلم، وإنه ذو علاقة بتصور المجتمع وبمستقبل بلاد بكاملها. ونحن نقول إن هذا المستقبل يصنع بالرجوع إلى الشعب المغربي ومساءلته هل يقبل تحت أي لافتة أو أي اسم كان، وتحت ذريعة الفن وحرية الإبداع، أن يطبع مع ثقافة الشذوذ والخلاعة والبورنوغرافيا، وهل يقبل أن ينفق عليها من ماله الذي كان من الأولى أن يصرف في محو الأمية وبناء المدارس والجامعات ودور الثقافة وفي تشغيل أبنائه العاطلين، وفي توفير البنيات التحتية والأساسية اللازمة للتنمية، لا في خدمة ثقافة العري الغريبة عن ثقافة وحضارة الإسلام وعن قيم وتقاليد المجتمع المغربي. وإلى تلك الأقلية المعزولة نقول: إننا نقبل التحدي والتحاكم إلى الشعب، ولنسأله هل يقبل ب"حريتكم" المزعومة وب"إبداعكم" الموهوم، وهل يقبل بديكتاتوريتكم البورنوغرافية التي تريدون فرضها من خلال الإرهاب الإعلامي على شعب بكامله، وعلى وزير الاتصال الذي لم يجب إلا بنصف ما يمليه عليه واجبه كوزير في حكومة دولة إسلامية، كما نتحداكم أن يسايركم في أهوائكم الفنانون والنقاد والمثقفون المغاربة الشرفاء الذين يعون جيدا الحد الفاصل بين الحرية والإبداع، وبين الإباحية والاستهتار. نقول لتلك الفئة: معركتكم معركة خاسرة، وستنفقون أقلامكم وأموالكم ثم تكون عليكم حسرة ثم تغلبون. للمزيد من المعلومات : ملف التجديد : الشذوذ الجنسي والبورنوغرافيا في السينما المغربية http://www.attajdid.ma/dossiers/dossier5/default.asp