ما كادت نقابة المسرحيين المغاربة تدلي برأيها في فيلم ماروك لصاحبته ليلى المراكشي، حتى انهالت عليها سهام التجريح والتشكيك في المصداقية وخاصة في شخص الفنان المقتدر محمد حسن الجندي الأمين العام للنقابة، من جرائد تخصصت في الهجوم على كل من يتجرأ على انتقاد كل ما يمس بالهوية الوطنية المغربية والشعورالديني للشعب المغربي، وخاصة في الانتاجات السينمائية. الأمر الذي يطرح سؤالا كبيرا: هل هناك رابط يجمع تلك الجرائد في حربها المذكورة؟ وهل هناك جهة تحدد الهدف والوسائل؟.. وإذا كان الأمر كذل، فهل حددت هذه الجهة موقفها بوضوح من حرية التعبير وحدودها؟ فإذا كان مبدأ حرية التعبير مقدسا عند الحزب السري للحداثيين بلا حدود ولا ضوابط، فإنه من الواجب أن نترك الناس يعبرون عن مواقفهم وعدم إرهابهم والسعي لحصارهم بالإعلام الذي يجب أن يكون للإخبار وخدمة المواطنين لا آلية يتحكم فيها هذا اللوبي وذاك لتصفية الحسابات وشن الحرب على المخالفين. فهل يعقل أن ينشر كلام يسب دين الشعب المغربي، وصور عارية في الجرائد والمجلات، ومواضيع تحرض على الفاحشة وتقدمها على أنها حداثة، وتنتج أفلام تمس المشاعر الدينية للمغاربة بل وتشوه صورتهم ووطنهم... ولا يتكلم أحد، وإذا قام بالمقابل من ينتقد ذلك ولو بالمعايير الفنية ومن داخل الدار، تشن عليهم حرب إرهابية لا تبقي ولا تذر حتى لا يفكر نقاد وسينمائيون ومسرحيون يصرون مرة أخرى على التعليق على فيلم أو عمل فني رديء، حتى ولو اقتضى الأمر الكذب والافتراء على الذين يعاكسون الحزب السري، والزعم بأنهم محسوبون على الإسلامين وبالتحديد على هذه الحركة أو ذلك الحزب. وليس سلوك أعضاء حزب العري والإباحية وعرابي فيلم ماروك ومسوقيه بالإكراه جديدا على المتابع فقد سبق لهم أن خاضوا نفس الحملة بمناسبة عرض فيلم لحظة ظلام لنبيل عيوش، وفيلم عشاق موكادور ( إنتاج مشترك مغربي وإيطالي وفرنسي). بحجة الدفاع عن حرية التعبير والحداثة ، واصمين المخالفين بأنهم أعداء الفن، وكأن الفن إما أن يكون لقطات جنسية فاضحة وإهانة للمقومات الوطنية و...أو لا يكون. غير أن حملتهم لم تنجح ولن تنجح، لأن الدفاع عن الأخلاق والفضائل في المجتمع عموما وفي الحقل الفني خصوصا، واحترام هوية الشعب المغربي ودينه، ليست حكرا على الإسلاميين فقط، الذين يسهل على الحزب السري تلفيق التهم الواهية من مثل أنهم أعداء للفن وضد الحريات وما إلى ذلك من تفاصيل الأسطوانة المشروخة، بل باتت صيحات الرفض ونداءات الاستنكار لتيار التطبيع مع الإباحية الجنسية والشذوذ الجنسي والفكري والسينمائي، تنطلق من داخل الحقل ومن أفواه شرفاء ووطنيين أبوا إلا أن يفضحو الحزب السري الذي يستغل الإعلام للانقضاض على خصومه وترهيبهم. ولا يملك الجرأة ليقنع المجتمع المغربي ببرنامجه التطبيعي والتفسيقي. شرفاء ووطنيون من أهل السينما والعارفين بها انتقدوا بقوة فيلم ماروك، فالمخرج العسلي الذي يعود له الشرف والسبق في فضح المؤامرة أكد بأن الفيلم يسيئ للمغرب والمغاربة وللوطن ومقوماته، وأنه يسب ويهين ثقافة المغرب ودينه وقيمه بشكل فج وغير مقبول، والناقد محمد الدهان قال بنفس الأمر وزاد بأن الفيلم المذكور ضرب في العمق جميع القيم النبيلة وذلك بتركيزه على العلاقات المتفسخة داخل الأوساط الاجتماعية، وأنه محاولة لتمرير خطاب إسرائيلي معاد لقضايانا العربية الإسلامية. وبدوره نبيل لحلو المخرج السينمائي الذي لا يتردد في فضح الإباحيين في حقل السينما، سجل أن فيلم ليلى المراكشي فيلم أجنبي ولاعلاقة له بالمغرب لكونه كرس الاستعمار الثقافي بكل أشكاله، من حيث إهانته للمغرب والمغاربة والمسلمين بصفة عامة. أما بيان نقابة المسرحيين المغاربة الذي كشف العجينة في بطون عرابي فيلم ماروك وقيادي حزب التطبيع مع الإباحية والرذيلة في المجتمع المغربي فأكد في بلاغه الذي نشرت التجديد نصه الكامل في عدد سابق، الانتقادات السابقة التي وجهها مخرجون ونقاد سينمائيون للفيلم، واصفا إياه بالعمل السينمائي المشبوه، والمكرس للاستعمار الثقافي والولاء للفرنكفونية الجديدة، داعيا المثقفين والفنانين المغاربة إلىإدانة مثل هذه الأفلام المدسوسة ومن يقف وراءها، ومقاطعتها ومقاومتها إنتاجا وتصويرا وتمثيلا فوق التراب المغربي. وقد كان أحد أعضاء لجنة التحكيم في مقال له وبحسه الصحفي المتميز، أكثر جرأة وشعبية وتبسيطا لحقيقة فيلم ماروك الماجنة وطبيعته العاهرة، خاصة وأنه حول مكان النقاش بين الأديان من دور العبادة ودور الثقافة والعلم إلى السرير لكل من لم يشاهده، بحيث وصفه بالعمل المستفز الذي لا يمت بصلة للمغرب الحقيقي، بقدر ما يصور مغرب ليلى المراكشي الخاص وسيرتها الذاتية . عرابو الفيلم قالوا بأنه لا ينبغي محاكمة الفيلم أخلاقيا، وخارج المعايير السينمائية والاعتبارت الفنية، وراحو يسيسون الموضوع بدعوى أن الإسلاميين ضد الفن ، وحشروا حزب العدالة والتنمية في الموضوع رغم أنه لم يصرح برأي ولم يكن قد طرح سؤالا في الموضوع بمجلس النواب بعد. إن كل ما سبق يؤكد بالملموس أن حزب التطبيع مع الفاحشة والإباحية في هذا البلد حزب كذاب ومراوغ ، يستغل في كل خرجاته شماعة الإسلاميين، التي لم تعد تسعفه وتسعف جبنه في الكشف عن حقيقة ما يريد لهذا البلد. والجواب عن سؤال طرحه أحد الصحفيين بجريدة الاتحاد الاشتراكي: أية سينما وطنية نريد؟ بعدما قال: ليلى المراكشي وهي تقحم أبطالها وشخصياتها السينمائية في موضوع حساس هو تفاوت واختلاف المعتقد وتأثيراته على حياة الأفراد، خاصة في حالة اليهودية والاسلامية بالمغرب سقطت المخرجة بسبب ذلك في نوع من الإستسهال والجاهزية والتبسيط، وعجزت عن تقديم رؤية فنية مقنعة موضوعيا ومنسجمة مع مقدمات فيلمها، رؤية مناسبة تخرجها من مأزق مطلب التحرر والحرية التي خندقت شخصيات فيلمها على أساسهم . المتتبعون يعرفون أن أول من انتقد فيلم ماروك هم أهل الصنعة وحاكموه بالمعايير الفنية والسينمائية قبل المعايير الأخلاقية التي يضرب لها حساب حتى في الدول التي يحسبها البعض متحررة بلاحدود والشواهد في هذا فوق الحصر. ويبقى على حزب الإباحية في المغرب باسم الفن وحرية التعبير أن يجيب على سؤال واحد لا ثاني له، هل يعرف حقيقة الشعب المغربي وحجم تمسكه بالأخلاق والقيم الدينية؟ وإذا كان لا يعرفه فليدع إلى عرض فيلم ليلى المراكشي ماروك وبدون حذف ولا رقابة في القناة الأولى والثانية ليس في القاعات السينمائية. وسيكتشف في اليوم الموالي أنه حزب شاذ لا قاعدة شعبية له وعليه أن يقفل بابه ويوقف حملاته المسعورة على الشرفاء والقيم الوطنية ، ويوقف كذبه على الفن الذي يرقى بالانسانية في مدارج النبل والسمو ولا ينزل بها إلى حضيض البهيمية ، والتوظيفات الإيدلوجية والاستعمارية.