أثبت الفنانون المغاربة أنهم لا يرهبون ولا يخافون من أجل كشف سلوكات مفضوحة، وأعمال سينمائية مشبوهة، واستعمال سيئ أو مشين للصفة المغربية والتصدي لكل عمل يسيئ للمتلقي المغربي باسم الفن وحق حرية التعبير، لا يخافون في ذلك لومة استئصالي ولا ترهيب إعلامي، لأنهم، ببساطة بموقفهم ذلك يبرهنون أنهم ليس في بطنهم عجين كما يقال، وأنهم مغاربة أحرار وليسو صدى لغيرهم مطلقا، راس مالهم التشبث بالكرامة، والاعتزاز بمقومات الإنسان المغربي.... *** كان السينمائيون أول من انتقد فيلم ماروك وهم من ساءلوه فنيا ومضمونا، ثم دخلت نقابة المسرحيين على الخط باعتبارها معنية بالمجال، وهي بنت الدار، لتدلي بدلوها في الموضوع، وحيث أن رأيها لم يوافق هوى الحزب السري للحداثيين بلا حدود، فقد شن عليها هي الأخرى وعلى رمز من رموزها ورمز الفن والمسرح بالمغرب هجوما كاسحا لا يبقي ولا يذر، بعدما تهجم على جريدة "التجديد» التي قامت بعمل صحافي مهني حين نقلت ما قاله النقاد والسينمائيون في حق فيلم لا يحمل من المغربة شكلا ومضمونا إلا الاسم . وبعيدا عن تفاصيل مضمومنه الذي تلقى من النقد من طرف المتخصصين ما يكفي، بما أثبت أنه ليس فيلما مغربيا، وأنه على العكس من ذلك يسيئ للمغرب والمغاربة في دينهم وثقافتهم، بعيدا عن ذلك كله فإن الفيلم كشف عن أمرين: الأول أنه عرى حقيقة الحزب السري لحداثيين من طينة خاصة يشجعون الإباحية، و يريدون التطبيع مع الرذيلة والفاحشة سواء في السينما أوغيرها، ويضربون في القيم الأخلاقية الحضارية الأساسية للمغرب والمغاربة بحجة الانفتاح والتسامح والحداثة وما إلى ذلك من الأسطوانة المشروخة. كما كشف على مقدار جرأة ذلك الحزب السري في الإفصاح عن نوعية الحداثة والديمقراطية التي يريدها للمجتمع المغربي، حداثة وديمقراطية تطحن وترهب كل من لا يوافقه هواه ولا يؤمن بطرحه، من خلال استعمال سلاح الإعلام، وما أدراك ما الإعلام. أما الأمر الثاني الذي كشفته تداعيات السجال حول فيلم ماروك، أن المغاربة بطبيعتهم الحرة لم يعودوا يخافون من الإرهاب الإعلامي الذي يمارسه أساطنة الحزب السري، بحيث وقف نقاد سينمائيون ومخرجون ومسرحيون وصحافيون ضد توجه ذلك الحزب، وكشفوا حقيقة حرية التعبير والانفتاح والتسامح الذي دعا له فيلم ماروك محضون الحزب، ولم يخافوا من ترهيبه ولا من افتراءاته، ولا من تلك الأحكام والاتهامات الجاهزة لكل من عارض الحداثيين المزورين وحزبهم بكونه من الإسلاميين والرجعيين، وأنه موظف ومدفوع من قبل حركة التوحيد والصلاح أو حزب العدالة والتنمية، أو ...، لأن الدفاع عن الأصالة والقيم الأنسانية والأخلاق النبيلة في كل مجال ببساطة، ليس حكرا على حزب أو حركة، وليسو ا الناطقين الرسميين باسمها، وفي هذا السياق فشل الحزب السري في أن يرهب نقابة المسرحيين المغاربة التي دعت القائمين على الشأن الثقافي والفني بالمغرب إلى تحمل مسؤوليتهم، بل على العكس من ذلك فقد كشفت في بلاغها الثاني الحالة المرضية الصعبة لإعلام الحداثيين بلاحدود والازدواجية الرهيبة التي تسم توجهه فهذه جريدة صوت الناس اتهمت نقابة المسرحيين المغاربة بأنها خصت التجديد ببلاغها الأول المنتقد لفيلم ماروك والفاضح لحقيقته ومراميه، والذي وصمته بالبلاغ الفضيحة، والحاصل أنه فضح كذبها بادعاءها أنها صوت الناس، وكشف أنها صوت لحزب سري تسير وفق ما يملى عليها، وذلك لما يلي : - أن البلاغ الثاني للنقابة المذكورة كشف أنها أرسلت نسخ من البلاغ الأول إلى كل الجرائد الوطنية ولم تخص به >التجديد» كما زعمت جريدة صوت مجموعة من الناس، غيرأن تقديرات الجرائد اختلفت في التعامل مع ذلك البيان وذلك أمر يخصها وخطها التحريري. - أن البلاغ الثاني دحض أباطيل جريدة صوت مجموعة من الناس، بحيث أظهر أن الموقف المعلن عنه في البلاغ الأول لم يكن موقف رئيسها بل موقف النقابة ومكتبها التنفيذي، وأن الفنان المقتدر محمد حسن الجندي لم يكن مستبدا ولا مستغلا لموقعه لإعلان موقف باسم زملائه دون علمهم واستشارتهم. - أن المسرحيين لم يخافوا من الإرهاب الإعلامي لحزب الحداثة بلاحدود ولاضوابط، بل صاغوا البلاغ الثاني التوضيحي وأرسلوا نسخة منه لوكالة المغرب العربي للأنباء دون أن يخصوا به جريدة، باسستثناء جريدة أوتيت من الحقد على مخالفي أصحابها ما لا يمكن تصوردرجته اعتقادا منها بأن الوكالة ستعممه. - أن نقابة المسرحيين تحدت الجريدة المشارإليها وأرسلت مبعوثيها، وطالبتها بنشر البلاغ التوضيحي، لكنها لم تفعل إلا بعد ثلاثة أيام من التوصل به مخافة أن يصل إلى التجديد فتنشره فتصبح فضيحة حداثتها بجلاجل كما يقال و اللي مايشتري يتفرج. وبموقف النقاد والسينمائيين والمسرحيين أثبت الفنانون المغاربة أنهم لا يرهبون ولا يخافون من أجل كشف سلوكات مفضوحة، وأعمال سينمائية مشبوهة، واستعمال سيئ أو مشين للصفة المغربية والتصدي لكل عمل يسيئ للمتلقي المغربي باسم الفن وحق حرية التعبير، لا يخافون في ذلك لومة استئصالي ولا ترهيب إعلامي، لأنهم، ببساطة بموقفهم ذلك يبرهنون أنهم ليس في بطنهم عجين كما يقال، وأنهم مغاربة أحرار وليسو صدى لغيرهم مطلقا، راس مالهم التشبث بالكرامة، والاعتزاز بمقومات الإنسان المغربي. إن المتتبع لمسار جريدة صوت مجموعة من الناس التي نصبت نفسها طرفا في مواجهة نقابة المسرحيين، بتهجمها على رموزها، يستحيل عليه بل يصعب عليه أن يصدق أنها فعلا صوت كل الناس، وإلا كانت سمحت بالرأي الآخر بالظهور على صفحتها وعدم التهجم عليه، فالذين انتقدوا بل وهاجموا فيلم ماروك باعتباره موضوع النقاش أكبر بكثير من الذين ساندوه أو دعموه، لكننا لم نر صدى لذلك بل نصبت للمعارضين مشانق على صفحاتها، ووجهت لبعضهم التهم الرخيصة وفقا لمنطقإما معنا أو ضدنا ، وفي هذا السياق اتهمت الجريدة المذكورة فنان مقتدر ووطني بالارتزاق بل إنها أهانت واستهزأت بالمسرحيين وبجهودهم لما كتب مديرها يقولينصب أصحاب البلاغ أنفسهم رموز المسرح المغربي ورموز للسينما المغربية مع أنهم جميعا عاجزون عن ملء صف واحد في قاعة مسرحية صغيرة في أي قرية مغربية صغيرة لمشاهدة أعمالهم ... ويحملون (الصينية) باستمرار مستجدين دعم الدولة ودعم الشركات والمصالح الاجتماعية للمؤسسات العمومية لشراء عروض لايشاهدها أحد. لقد طالب زعيم الجريدة المذكورة والمدعي كذبا أن جريدته هي صوت الناس والواقع أثبت أنها سوط عليهم بحق ليلى المراكشي في الإبداع وحرية التعبير وترك المشاهد يحكم سواء بالقبول أو الرفض، لكنه ورفاقه الحاملين للسوط على الناس لا يقبلون أبدا بمبدأ حق المواطن المشاهد القارئ المتابع الناخب و...أن يكون له حق الاختيار والحكم، ولذلك يمطرقونه كل يوم بأنهم هم الذين يعرفون الأصوب والأحسن والأصلح، والديمقراطي من الرجعي، بإرهاب وتضليل إعلامي غريب، دون النزول للشارع لمعرفة أراء الناس والمواطنين، فقد هوجم العلماء وأرهبوا، ولم يترك للناس حق التعبير، وهوجمت التجديد ومازالت تهاجم ، في حقها بحرية التعبير وحق الاختلاف، ولائحة ضحايا الحداثيين بلاحدود ولاضوابط معروفة. إن الحداثيين المزورين لا ولن يتحملوا نتائج إعطاء المواطن المغربي ( مشاهدا قارئا ملاحظا ناخبا ...) حق التعبير عن رأيه في هذه القضية أو تلك لأنها حتما ستكون ضد ما يريدون وما يدعون له، ولذلك فهم يخافون من الديمقراطية الحقيقية، وليسوا مستعدين للمنافسة الديمقراطية، بل إنهم يعملون على عدم تحققها، وآليتهم في ذلك الإرهاب الإعلامي تم الإرهاب الإعلامي، لكن هيهات هيهات. أخيرا إن فيلم ماروك يبقى فيلما سياسيا في العمق وأرادته صاحبته كما صرحت بذلك في تقديمه بفرنسا أن يكون>ردا على حزب العدالة والتنمية الذي يقول إن تلاميذ المدارس الأجنبية في المغرب يعيشون أزمة في هويتهم المغربية» وهو ما جعل الزميل عبد الإله عديل يكتب في الجريدة الأخرى: >عندما تدخل الأفلام السينمائية في مجال الردود السياسية فإنها تفقد طبيعتها الفنية لتتحول إلى سجال سياسي، ويتحول العنف إلى مجرد خطاب أجوف، وأحيانا يكون عملا عدوانيا يفتقر إلى أدنى مقومات العمل الإبداعي، وهذا ما حصل بالضبط لليلى المراكشي، التي وجدت نفسها في قلب عاصفة إعلامية بعد عرض فيلمها في مهرجان طنجة السينمائي، وأصبحت تقسم بالله أنها لم تهدف الإساءة إلى أحد، وتراجعت عن تصريحاتها السياسية التي كانت تتبجح بها في فرنسا، بل إنها هربت من مهرجان طنجة قبل نهايته، وعادت إلى باريس حيث تجد من يفهمها أكثر، ومن يشد على يديها مهنئا على تلك الإساءة البالغة التي ألحقتها ببلد اسمه المغرب، وبشعب اسمه المغاربة، وبفن اسمه السينما».