من الطبيعي أن يثير قرار سحب فيلم لولا لنبيل عيوش من عرض الافتتاح في مهرجان الإسكندرية في أخر لحظة ردود أفعال قوية في أوساطنا السينمائية والإعلامية التي اعتبرته إهانة للسينما المغربية. وقد اعتبرت هذا التصرف إساءة لسمعة مصر ومخالفا للأعراف السينمائية. و هذا ما أكده الناقد المصري طارق الشناوي الذي اعتبر ان القرار الفردي الذي اتخذه الليثي باستبدال الفيلم هو الذي يسيء إلى سمعة مصر ويفقد مهرجان الإسكندرية الدولي مصداقيته ويدل على أن إدارة المهرجان لم تر الفيلم. هذا الكلام نشرته الصحف لكن ما لم تنشره هو ما أضافه طارق الشناوي في حديثه عن الفيلم حيث قال:الفيلم ضعيف فنيا ويرتكز على معلومات خاطئة عن مصر ولو كان مستندا إلى معلومات أكثر دقة لتمكن من أن يبرز الكثير من السلبيات التي يعاني منها المجتمع المصري. في نفس المنحى قال الناقد المغربي نور الدين كشطي في تصريح ل>التجديد< من الناحية السينمائية الجانب التجاري يطغى على الجانب الإبداعي في الفيلم الذي لا اعتبره حقق نهضة سينمائية مغربية. فالفيلم يفتقد إذن إلى العمق الجمالي والفكري الذي استبدله المخرج بالعمق الجسدي؟ الذي يرتكز على أكليشيهات استشراقية تحصر العالم العربي في الرقص الشرقي، وفي الكباريهات المروجة لهذا النوع من الرقص. وعلى هذا الأساس فالفيلم لا يسيء فقط إلى مصر بل وإلى الوطن العربي الإسلامي ككل والمغرب أيضا، وذلك بإقحام ممثلين مغاربة في أدوار رديئة، فتقمصهم لشخصيات مصرية كان ممسوخا رفضت من قبل ممثلين مصريين. وإنه لمن غير الطبيعي أن تستغل صحف مغربية الحدث، للتهجم على وزيرة الثقافة التي حضرت المهرجان وحظيت بالتكريم دون أن تثير قرار سحب الفيلم المغربي. مع العلم ان هناك من المسؤولين السينمائيين من يعترف أن الحدث لن يؤثر على العلاقات المغربية المصرية. كما ان إحدى هذه الجرائد استغلت المناسبة لتتهجم على التجديد التي قالت رأيها في الفيلم، واتهمتها بكرهها للفن وجهلها به وزعمت الجريدة أن أهل >التجديد< يخافون من الحرية والفن والأدب الحقيقين لأن الفن يهدد خطابها الأخلاقي. وهذا اتهام باطل يسعى أصحابها ركوب موضة النيل من الإسلاميين لتحقيق بعض الشهرة الإعلامية الزائفة. أما أن تدافع التجديد عن الفن النظيف الذي لا يطعن في القيم والأخلاق و هوية المجتمع المغربي المسلم، وتجعل ذلك من خطها التحريري، فذلك شرف لها. والبقاء للأصلح.