توقع مدير المركز الوطني المغربي لمكافحة الجراد، سعيد غوث عودة الجراد الجوال إلى بلدان الساحل خلال شهري يونيو ويوليوز المقبلين إذا لم تتغير الظروف المناخية الحالية. وأوضح غوث، في تصريح أخير للصحافة بدكار، حيث يوجد ضمن وفد لمنظمة الأغذية والزراعة الفاو، أنه «إذا استمرت الظروف المناخية الحالية، فإننا سنشهد عودة للجراد إلى بلدان الساحل». وأضاف أن «جميع المؤشرات تشير إلى أن الوضعية قد تمتد لأمد أطول»، موضحا أن الظروف المناخية تسهل على الخصوص النمو السريع للجراد، كما تمد في حياته على خط الجبهة». وإذا كانت حدة هجرة أسراب الجراد قد خفت باتجاه المغرب العربي، فإن الخبير المغربي لا يستبعد عودة هذه الأسراب، موضحا أن «بلدان المغرب العربي والساحل تتكامل إيكولوجيا». وفي وقت تعرضت فيه أربعة ملايين هكتار من بلدان إفريقيا الغربية لاجتياح الجراد الجوال بشكل غير مسبوق، يرى خبراء بمنظمة الأغذية والزراعة أن أمر التخلص من هذه الآفة يتطلب من سنتين إلى ثلاث سنوات. وتعمل حاليا أربعون طائرة رش لمكافحة أسراب الجراد التي اجتاحت كلا من موريتانيا والسينغال ومالي والنيجر وتشاد، ومن المرتقب أن تقضي على ربع المنتوج الزراعي لهذه البلدان. ويؤكد خبراء منظمة الأغذية والزراعة أن أسراب الجراد سبق لها أن تسربت إلى شمال إفريقيا باتجاه المناطق الشتوية التي تقوم فيها بعمليات التفريخ، مشددين على أهمية التعجيل بإجراء حملة لمكافحة الجراد خلال فصلي الشتاء والربيع بغية التقليص من حجمه بكل من المغرب والجزائر وتونس وليبيا. ولاحظ سعيد غوث أن «عمليات التدخل التي تتم حاليا ستمكن من التقليص من حجم أسراب الجراد، إلا أن الوصول إلى تكسير دورة توالده بشكل كلي تتطلب حملتين على الأقل في بلدان الساحل والمغرب العربي». و م ع بتصرف