هل العفة غشاء إن ظل مكانه كانت الفتاة عفيفة، وإن تهتك فقدت الفتاة عفتها، فإذا كان الأمر كذلك فلتفعل المتزوجة سواء كانت مع زوجها أو كانت مطلقة أو أرملة بنفسها ما تريد؛ لأنها لا تخاف أن تفقد شيئا ووسائل منع الحمل كفيلة بمنع الفضيحة، وليفعل الرجال بأنفسهم ما يريدون. الأمر أكبر من ذلك بكثير؛ أمر العفة سر بين المرء وربه مهما خدعنا البشر، وهو سبحانه مطلع على السرائر، وسنقف أمامه جميعا حفاة عراة ليس بيننا وبينه حجاب ليحاسبنا على تفريطنا وعلى خداعنا وعلى نفاقنا ما لم نسرع بالتوبة والندم على ما اقترفناه؛ فمن هان عليها هذا الموقف فلتفعل بنفسها ما تشاء، ومن تحسبت لهذا الموقف فلتضع مراقبة الله سبحانه -قبل مراقبة المجتمع والناس- نصب عينيها، وما أجمل فعل الزوجة التي كانت تشعر أنها خانت زوجها وحبيبها إذا نظرت مجرد نظرة لغيره؛ فتهرع إلى خالقها تستغفره. وما أروع قول إحدى الفتيات، وهي تصف حالها وشعورها بعد أن تورطت في جريمة الزنا، فقالت: هذا الفعل سلبني أعز ما أملك خليس بكارتي-، ولكن الحاجز الذي بيني وبين الله، وتقول أيضا: إنها تشعر أن جلد وجهها ينتزع من مكانه وهي ساجدة بين يدي الله. هل تُراني قسوت عليك ؟ معذرة أختي الحبيبة.. فقسوتي عليك وعلى من تحذو حذوك من الفتيات دافعها الحب والخوف، ودعاؤنا لكم ليل نهار أن يُرزق شباب وفتيات المسلمين العفة .