ما تزال الفتنة بين مصر والجزائر، مشتعلة بعد المباراتين التي جمعتهما في مصر والسودان، تنذر بمزيد من تأزيم العلاقة بين البلدين. وبلغ سيل "حرب الكرة" الزبى، بعدما حذر الرئيس المصري حسني مبارك، في خطاب أمام مجلسي الشعب والشورى، يوم السبت 21 نونبر 2009 من أن بلاده لن تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها، ووصف ابنه علاء مبارك ما قام به الجزائريون بالارهاب الذي قام به مرتزقة، وهو تصريح يأتي يوما بعد تظاهرة نظمت الجمعة أمام سفارة الجزائر في القاهرة طالبت بطرد السفير الجزائري في القاهرة. وفي تطور دبلوماسي مثير استدعت مصر سفيرها في الجزائر، فيما قالت إنه للتشاور، وردت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان يوم الجمعة باستدعاء سفير مصر في الجزائر، وأعربت له عن استغرابها وقلقها الشديد من التصعيد في الحملة الإعلامية في مصر. وأعلنت الجزائر قائمة سوداء لممنوعين من دخول ترابها، توضع فيها أسماء إعلاميين مصريين ورياضيين وغيرهم ممن لطخوا سمعة الجزائر، ووصفوها بأبشع الأوصاف، مما ينبئ بأن الأزمة مستمرة في انتظار عقلاء. هكذا تحولت لعبة كروية مبنية على الروح الرياضية تنتهي أطوار التنافس حولها في الملاعب إلى أزمة سياسية بين أعلى هرم السلطة في البلدين، يفترض أن يكون تدخلهما لإخماد شغب الملاعب والإعلام، وليس لمزيد من إذكاء نار الفتنة حوله.