حذر الرئيس المصري حسني مبارك الجزائر من ما أسماه ب”المس بكرامة المصريين”،وأن بلاده لن تتهاون مع من يقدم على ذلك،في أول تصريح رسمي له منذ انطلاق السجال المصري الجزائري الذي أعقب فوز المنتخب الجزائري على نظيره المصري في الخرطوم،وانتزاعه بطاقة المرور إلى المونديال. وقال مبارك الذي كان يتحدث في الجلسة المشتركة لمجلسى الشعب والشورى فى بداية انعقاد الدورة البرلمانية الجديدة،أن الدولة المصرية لن تقبل أى إهانة أو تطاول على مواطنيها بالخارج وأنها مسؤولة تماماً عن حماية مواطنيها، مشيراً إلى ن كرامة المواطنين المصريينن كرامة مصر، مكرراً إياها أكثر من مرة. وقابل جميع أعضاء البرلمان والوزراء إشارة الرئيس غير المباشرة لاستياء النظام المصرى من أحداث الخرطوم التى تلت المباراة الفاصلة فى تصفيات كأس العالم بين المنتخبين المصرى والجزائرى الأربعاء الماضى بالتصفيق الحاد والهتاف. واتهمت أحزاب المعارضة المصرية نجلي الرئيس المصري جمال مبارك وعلاء مبارك بالوقوف وراء حملات التحريض والتهييج ضد الشعب الجزائري في الإعلام المصري الرسمي خاصة الفضائية المصرية المملوكة للحكومة،بلغت حد تطاول برنامجها ” البيت بيتك ” على الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ووصفه برئيس عصابة. وقالت أحزاب المعارضة في مصر أن الرئيس مبارك يمكنه بمكالمة هانفية واحدة إيقاف الحملة المصرية الإعلامية ضد الجزائر شعبا وحكومة ورئيسا،لكنه يتفادى ذلك ويغض الطرف عن ما يقوم به أبناءه في تحريك خيوط الحملة الكراهية ضد الجزائر. وفي الجزائر علمت ” الدولية ” أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أصدر تعليمات واضحة وصارمة إلى الحكومة والإعلام الرسمي في بلاده بعدم إنجرار أو الرد على الهجوم المصري على الجزائر في التلفزيون الرسمي الجزائري بلغتيه الفرنسية والعربية. ويتحاشى التلفزيون الجزائري الرسمي حتى الآن الخوض في ما تتعرض له البلاد ورموزها من حملة إساءة شرسة،ولاحظ مشاهدوا القناة الجزائرية كيف أن طاقم برنامج رياضي سارعوا إلى إبعاد ضيف من الإستيديو على وجه السرعة وحرمانه من إتمام المشاركة فيه،فقط حينما خرج عن سكة النقاش الرياضي الصرف،للحديث عن الحملة المصرية ضد الجزائر. وذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان وزير الخارجية الجزائري استدعى السفير المصري للاعتراض على اتهامات بان حكومته لم تتمكن من حماية المصريين من عنف جماهير كرة القدم الجزائرية خلال مباراة فاصلة شابها التوتر للتأهل لنهائيات كأس العالم. وتصاعد التوتر حول مباراتين حاسمتين في التصفيات الاولى في مصر يوم السبت والثانية في السودان يوم الاربعاء الى مواجهات محدودة بين المشجعين وحرب كلمات في وسائل الاعلام المصرية والجزائرية مما وتر العلاقات بين البلدين. وذكرت وكالة الانباء الجزائرية ان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي ابلغ السفير المصري “عدم فهم (حكومته) وانشغالها العميق” امام “تصاعد الحملة الاعلامية” في مصر. ونقلت وكالة الانباء الجزائرية عن الوزارة قولها “عبر الوزير (مدلسي) عن أمله في ان يوضع على الفور حد لهذه الحملة التي لا تخدم البلدين ولا الشعبين.” واضافت ان الجزائر اتخذت كل الاجراءات الضرورية لتهدئة عنف المشجعين وعززت الامن لحماية الرعايا المصريين وممتلكاتهم في الجزائر. وفازت مصر في مباراة السبت 2-صفر في القاهرة مما جعل الفريقين يتعادلان على قمة مجموعتهما في التصفيات لكن الجزائر فازت في المباراة الفاصلة في الخرطوم لتحجز مكانا في النهائيات التي ستقام في جنوب افريقيا العام القادم في اول ظهور لها في كأس العالم منذ عام 1986. وقبل المبارة الفاصلة في السودان شكت مصر عندما قام مشجعون جزائريون باعمال تخريب في مقر شركة اوراسكوم تليكوم المصرية بالجزائر. وفي اعقاب الشكوى المصرية طالبت سلطات الضرائب الجزائرية شركة اوراسكوم بمبلغ 597 مليون دولار كضرائب مستحقة. وقبل ذلك رشق مشجعون مصريون حافلة الفريق الجزائري بالحجارة مما اسفر عن اصابة عدد من اللاعبين كما اصيب بعض المشجعين الجزائريين خلال اشتباكات في يوم مباراة القاهرة. وتجمع متظاهرون لليوم الثاني قرب السفارة الجزائرية في القاهرة للاحتجاج على ما قالوا انه عنف ضد المصريين.