ارتفعت وتيرة التجاذب الاعلامي المتعلق بمباراة منتخبي مصر والجزائر السبت المقبل في التصفيات المؤهلة الى مونديال 2010 في جنوب افريقيا بشكل ملحوظ حتى ان المواجهة بينهما بدأت على شبكات الانترنت قبل ان يلتقيا داخل الملعب. ويحل المنتخب الجزائري ضيفا على نظيره المصري في مباراة مصيرية على استاد القاهرة في الجولة الاخيرة من منافسات المجموعة الثالثة ضمن التصفيات المؤهلة الى كأس العالم. تتصدر الجزائر ترتيب المجموعة برصيد 13 نقطة، بفارق ثلاث نقاط امام مصر، وتأتي زامبيا ثالثة بأربع نقاط ورواندا رابعة واخيرة بنقطة واحدة. يحتاج المنتخب المصري الى الفوز بفارق ثلاثة اهداف للوصول الى النهائيات أو الفوز بفارق هدفين للاحتكام الى مباراة فاصلة حددت في 18 الجاري في السودان لتحديد المتأهل منهما الى المونديال، واي نتيجة غير ذلك ستكون في مصلحة الجزائر. تحولت المباراة الحاسمة بين المنتخبين الى حديث الشارع الرياضي في مصر والجزائر في الاسبوعين الماضيين، وكانت شبكات الانترنت ميدانا خصبا لها خصوصا على "الفايسبوك والتويتر"، فضلا عن الصحف والاعلانات التفلزيونية، ما ساهم برفع منسوب الشد العصبي الى درجة دفعت بحكومتي البلدين الى التدخل للدعوة الى الهدوء واعتبارها مباراة رياضية لا يجب ان تنعكس على علاقة الشعبين. واحيت تحرشات الجمهورين المصري والجزائري ببعضها البعض على الانترنت باحياء ذكريات قديمة من الصراع بين المنتخبين يعود الى احداث الشغب التي رافعت مباراتهما في تصفيات كأس العالم عام 1989. واعد مشجعون جزائريون اغنية على الانترنت توجهوا بها الى المصريين بالقول "اسمعوا ايها الفراعنة، لقد حلت عليكم اللعنة". وذهبت الاغنية بعيدا عن المواجهة الرياضية لتعيد التذكير بخسارة مصر الحرب امام اسرائيل عام 1967 "لقد هزمتكم اسرائيل في ستة ايام عام 1967 ... فلسنا نحن من باع فلسطين الى اليهود". رد مشجعون مصريون بأغنية نشرت على موقع "يوتيوب" استمع اليها نحو 5ر29 الف شخص حتى الان وتقول "كلماتكم ليست مهمة ولا تؤثر فينا، تحدثوا الينا بالفرنسية لان لغتكم العربية غير سليمة". وبرغم جهود السلطات الجزائرية للترويج للغة العربية بالتعاقد مع الاف المعلمين من مصر والمشرق العربي، فأن اللغة العربية للجزائريين بقيت مطعمة بكلمات اجنبية. وتضيف اغنية المشجعين المصريين "لقد حررناكم عندما كانت فرنسا تعاملكم كالعبيد"، في اشارة الى الدعم الذي قدمه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الى الثورة الجزائرية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. المسؤولون المصريون ابدوا حرصا على عدم تكرار ما حصل من اشتباك بين جمهور المنتخبين عام 1989 ودعوا الى الهدوء، وطلبوا من وسائل الاعلام المساعدة في دعوة الجمهور المصري لتقديم "وردة الى كل جزائري". وقال قائد المنتخب المصري احمد حسن الى احدى شبكات التلفزة "سنرحب بهم لان المصريين معروفون بحسن الضيافة، ولكن داخل الملعب سيكون الامر مختلفا". وزارة الخارجية المصرية دخلت بدورها على خط الدعوة الى الهدوء فطلبت اول من امس الثلاثاء من وسائل الاعلام في مصر والجزائر تجنب "الاستفزاز" في تغطيتها لاستعدادات مباراة المنتخبين. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية حسام زكي في بيان ان "هناك رغبة جزائرية-مصرية مشتركة في تهدئة الاجواء قبل مباراة المنتخبين"، مضيفا ان "ما يحدث في التنافس الرياضي ايا كانت حدته لن يؤثر على العلاقة الثنائية المميزة بين الشعبين والبلدين". وحذر المتحدث الرسمي من ان "انحراف البعض عن ادوات التنافس السوي يمكن ان يؤدي الى عواقب سلبية وهو ما تسعى وزارة الخارجية لاجهاضه واحتوائه". واعتبر البيان ان "الاعلام الرياضي في البلدين يتحمل مسؤولية خاصة في هذا الاطار وينبغي ان يضطلع بها بشكل جيد بما يخدم الرابطة الوثيقة بين البلدين وليس بما يصب في اتجاه تأجيج خلافات بعيدة عن الروح الرياضية". ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية "جميع العاملين في الحقل الرياضي والمجال الاعلامي، سواء في الجانب المصري او الجانب الجزائري، الى تغليب الهدوء في تغطيتهم المتعلقة بالاعداد للمباراة وعدم اللجوء الى استفزاز الجانب الاخر بامور تمس الحس الوطني للجماهير وهو امر غير مقبول وغالبا ما تكون له عواقب سيئة". من جهة اخرى، اشارت صحيفة "اليوم السابع" الاسبوعية المصرية الى ان جمال مبارك، نجل الرئيس المصري حسني مبارك، زار المنتخب المصري وقدم له دعما معنويا، واوضحت ان "جمال مبارك طلب من اللاعبين ان يبذلوا كل جهودهم للفوز وجلب الفرح الى الشعب المصري".