تتجه الأنظار يومه السبت إلى القارة السمراء والجولة السادسة الأخيرة من الدور الثالث الحاسم للتصفيات المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا وكأس العالم اللتين تقامان في أنغولا وجنوب أفريقيا على التوالي عام 2010. وانحصرت المنافسة بين 6 منتخبات على البطاقات الثلاث المتبقية والمؤهلة إلى جنوب أفريقيا بعدما ضمنت كل من غانا (المجموعة الرابعة) وكوت ديفوار (المجموعة الخامسة) تأهلهما في الجولة الخامسة. والمنتخبات الستة هي الكاميرون والغابون (المجموعة الأولى) وتونس ونيجيريا (الثانية) والجزائر ومصر (الثالثة). وتختلف حظوظ المنتخبات الستة بدرجات متفاوتة، فمنها من يحتاج إلى التعادل فقط أو الخسارة بأقل من هدفين لبلوغ العرس العالمي، ويتعلق الأمر بالجزائر التي تتصدر المجموعة الثالثة بفارق 3 نقاط أمام مصر بطلة القارة السمراء عامي 2006 و2008، ومنها من يحتاج إلى الفوز بغض النظر عن نتائج المباريات الأخرى ويتعلق الأمر بالكاميرون متصدرة المجموعة الأولى بفارق نقطة واحدة أمام الغابون، وتونس صاحبة الصدارة في المجموعة الثانية بفارق نقطتين أمام نيجيريا. ففي المجموعة الثالثة، أعاد التاريخ نفسه بالنسبة إلى المنتخبين المصري والجزائري عندما أوقعهما في الجولة السادسة الأخيرة وفي منافسة على بطاقة المونديال على غرار عام 1989 عندما التقى المنتخبان في القاهرة من اجل التأهل إلى مونديال 1990 في إيطاليا، وكانت الغلبة للفراعنة 1-صفر في مباراة أسالت الكثير من المداد فنياً وشغباً. وألقت تلك المواجهة بظلالها على مباراة الغد فتوترت الأعصاب قبل بدايتها بفترة طويلة بين أنصار المنتخبين وظل كل واحد يتوعد الأخر، حتى أن شرارة الاشتباكات اندلعت يوم الخميس بوصول الجزائريين إلى مطار القاهرة حيث تعرضت الحافلة التي كانت تقلهم إلى اعتداء أسفر عن إصابة ثلاثة لاعبين. والأكيد أن المواجهة حاسمة بالنسبة إلى المنتخبين اللذين استعد كل منهما في سرية تامة ويعرف كل منهما الأخر. فالفراعنة يسعون إلى تأكيد أحقيتهم بأبطال القارة في السنوات الأربع الأخيرة وضمان التأهل إلى المونديال للمرة الثالثة في تاريخهم بعد عامي 1934 و1990، في حين يمني الجزائريون النفس بالعودة إلى المونديال للمرة الأولى منذ عام 1986 والثالثة في تاريخهم بعد عام 1982. وغابت الجزائر عن الساحتين العالمية والأفريقية لفترة طويلة وهي عادت بقوة هذا العام وأبلت بلاء حسنا في التصفيات حيث أنها المنتخب الوحيد الذي لم يخسر في مجموعته، ولقنت الفراعنة درساً في الواقعية عندما تغلبت عليهم 3-1 ذهاباً، بيد أن مصر تسعى بشدة إلى الثأر ورد الاعتبار وهي مطالبة بالفوز بفارق ثلاثة أهداف للتأهل مباشرة أو بهدفين لضمان مباراة فاصلة ستقام في السودان. وفي المجموعة ذاتها، تلتقي رواندا مع زامبيا في مباراة هامشية في كيغالي، والأمر ذاته بالنسبة إلى مباراتي المجموعة الرابعة بين السودان وبنين، وغانا ومالي.