سلمت هيئة علماء المسلمين في العراق "ميثاق شرف" لوفد وساطة الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر لوأد "الفتنة الطائفية" بين السنة والشيعة في العراق التي ظهرت في أعقاب عمليات الاغتيال التي استهدفت أئمة وشيوخا سنة وعددا من علماء الشيعة. ورغم دعوة الميثاق الذي تلقت إسلام أون لاين.نت نسخة منه الثلاثاء 24-5-2005 الشعب العراقي بمختلف طوائفه وتوجهاته إلى نبذ الخلافات والعمل على تغليب مصلحة العراق على كل المصالح الشخصية والسياسية والمذهبية والعرقية.. لا تزال أجواء الاحتقان تخيم مع استمرار سياسة الاعتقال للعلماء السنة. وشدد ميثاق الشرف الذي تسلمه الوفد الشيعي يوم الأحد 22-5-2005 في مقر الهيئة بمسجد أم القرى في بغداد على "ضرورة وقف كل ما يولد الحساسيات، ويؤجج الفتن من أقوال وأفعال وسلوكيات، وخاصة من قبل المسئولين والسياسيين والإعلاميين". وحدد الميثاق أسس المصالحة الوطنية الصادقة من خلال العمل الجاد للقضاء على النزاعات والخلافات وكل المظاهر التي تستهدف استقرار العراق؛ كالقتل والتصفيات الجسدية، ومحاولات الاستيلاء على الأموال ودور العبادة. وفيما يتعلق بالموقف من الاحتلال الأمريكي أكد الميثاق على رفض الاحتلال بشتى صوره، ودعا للعمل الجاد لإنهائه بأسرع وقت ممكن وبكل الوسائل المشروعة الممكنة، معتبرا أنه لا يمكن إخراج العراق من الوضع الكارثي الذي يعيشه إلا بإزالة الاحتلال نهائيا". وحرصا على تفعيل تلك البنود طالب الميثاق بإيجاد مرجعية أو لجنة متابعة عليا لمواد هذا الميثاق من كل الفئات الفاعلة ذات التأثير الحقيقي في الشارع العراقي لبحث الأحداث والقضايا المستجدة التي تحتاج إلى حل أو رأي مشترك فيها، وبواقع ممثل واحد عن كل جهة. وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قد أعلن عن تشكيل لجنة وساطة بين الجانبين لحل الخلاف الذي نشب بينهما بعد الاتهام الذي وجهه الأمين العام لهيئة علماء المسلمين حارث الضاري الأسبوع الماضي لقوات بدر الجناح العسكري السابق للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بالتورط في اغتيال 14 سنيا في بغداد، بينهم 3 أئمة، لكن منظمة بدر نفت ذلك. وفي محاولة أخرى لمواجهة أجواء التوتر بين السنة والشيعة قرر المؤتمر التأسيسي العراقي المناهض للاحتلال في اجتماعه الأخير في بغداد مؤخرا إنشاء غرفة طوارئ لمعالجة ما أسماه الاحتقانات الطائفية في المدن والقرى العراقية وتأكيد ملامح الوحدة الوطنية. ورغم مساعي الوساطة والحوار فإن أجواء التوتر والاحتقان لا تزال محتدمة، والمخاوف من تحول الطائفية إلى حرب أهلية قائمة، بصفة خاصة إذا استمرت الاغتيالات ضد الشيوخ والأئمة. وجاء في بيان صدر عن هيئة علماء المسلمين أن قوة تابعة لوزارة الداخلية تعرف ب"لواء الذئب"، تساندها قوات الاحتلال الأمريكي اعتقلت الإثنين 23-5-2005 الشيخ الدكتور عبد السلام علي حسين الزبيدي عضو هيئة العلماء، بينما كان الشيخ عائدا إلى منزله في منطقة أبو غريب. كما قام "لواء الذئب" وقوات الاحتلال بعمليات دهم واعتقال واسعة في أبو غريب بعد محاصرته الأحد 22-5-2005. كما اتهمت الهيئة في بيان سابق القوى الأمنية بالاعتداء على مواطنين سنة في 5 مساجد جنوب بغداد. وسلسلة الاعتقالات والاغتيالات التي تعرض له أئمة المساجد وخطباؤها ومصلوها على أيدي القوات العراقية وميلشيات الأحزاب المشاركة أثارت في الآونة الأخيرة أجواء الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة؛ وهو ما جعل رئيس ديوان الوقف السني عدنان الدليمي يدعو في أعقاب تلك الحوادث جميع أطياف وقوى المجتمع العراقي لكتابة "ميثاق شرف" يحرم على العراقيين قتل بعضهم البعض؛ لوأد أجواء "حرب طائفية". ورحبت قوى سياسية ومرجعيات شيعية عراقية بالمبادرة التي أطلقها الدليمي، في مقدمتهم آية الله محمد تقي المدرسي المرجع الشيعي بكربلاء، وجليل النوري القيادي في التيار الصدري حيث اعتبرها "دعوة عقلانية جاءت في ظل أحداث متراكمة عصيبة يشهدها العراق". نص ميثاق الشرف الوطني لهيئة علماء المسلمين بالعراق